أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
3910
التاريخ: 15-10-2014
2971
التاريخ: 21-3-2016
7172
التاريخ: 15-10-2014
3477
|
لهذا التفسير اسم واحد ، وهو (نور الثقلين ) ، والمؤلف هو الذي سماه بهذا الاسم ، فقال : وسميته نور الثقلين راجياً مطابقته للمعنى (1).
أقول : زيادة كلمة " التفسير" على " نور الثقلين " في عنوان هذا التأليف ، لعلها حدثت من الآخرين ، كما هي الحال في تفاسير أخرى خالية من كلمة " التفسير " في أساميها ، ليدل الاسم على المحتوى ويفهم القارئ – بمجرد رؤية اسم الكتاب – أنه تفسير لا غير (2).
والمؤلف : هو عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي من محدثي القرن الحادي عشر . ولد في مدينة الحويزة من المدن الصغيرة في إقليم خوزستان قرب الأهواز باثني عشر فرسخاً (3) ، الواقعة في جنوب إيران ، ويكتبونها باللغة الفارسية " هويزه " ، ولأجل ذلك يقال له : الحويزي . معاصر لكبار المحدثين مثل البحراني والحر العاملي (4) . يقال : إنه كان منسوب الأخبارية (5) .
لم يذكر أصحاب التراجم والرجال ،تاريخ ولادته وأحوال حياته ، وإنما ذكروا أنه ذهب الى مدينة شيراز ، وبقي هناك وتوفي سنة 1112 هـ (6).
قال الشيخ العاملي : الشيخ الجليل عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ساكن شيراز ، كان عالماً ، فاضلاً فقيهاً ، محدثاً ، ورعاً ، أدبياً ، جامعاً للعلوم والفنون ، معاصراً ، له نور الثقلين في تفسير القرآن ، أربع مجلدات أحسن فيه وأجاد ، نقل فيه أحاديث النبي والائمة عليه السلام في تفسير الآيات من أكثر كتب الحديث ، ولم ينقل فيه عن غيرهم ، وقد رأيته بخطه واستكتبته منه ، وله شرح لا ميه العجم ، وله شرح شواهد المغني ايضاً لم يتم ، وغير ذلك (7).
ويقول العلامة الطباطبائي .... الفقيه المحدث البارع الشيخ عبد علي الحويزي ، ثم الشيرازي قدس الله نفسه وروح الله رمسه ، الذي جاد به عصر أساطين الحديث وجهابذة الرواية وهو النصف الأخير من القرن الحادي عشر من الهجرة تقريباً ، سمح بمثل مولانا المجلسي صاحب البحار ، ومولانا الفيض صاحب الوافي ، وشيخنا الحر العاملي صاحب الوسائل ، وسيدنا السيد هاشم البحراني صاحب البرهان ، ورضوان الله عليهم أجمعين (8).
وفي الأعيان : في رياض العلماء : الشيخ الجليل عبد علي بن جمعة العروسي منتمىً الحويزي مولداَ ، نزيل شيراز ، الفاضل العالم المحدث المعروف (9).
يعد هذا التفسير من أحسن المجاميع الروائية في تفسير القرآن ، لم يسبقه أحد في الشيعة ، ولم يأتِ بمثله مفسر إمامي ، فالمؤلف أتى بروايات كثيرة تبلغ أكثر من ثلاثة عشر ألف حديث ، مؤلف في خمس مجلدات ، فجمع فيه ما يحتاج اليه كل مفسر في تفسيره ، وجعل أمر التحقيق سهلاً لأهل التحقيق والتفسير .
استفاد المؤلف من ثلاثة وأربعين مصدراً روائيا شيعياً ، ولكن هذا لا يعني أن تفسيره جامع لجميع الروايات التفسيرية ، كما يشهد بهذا ما روي في تفسير البرهان من الروايات غير الموجودة في نور الثقلين ، كما أن الحويزي أحياناً يقطع الروايات التفسيرية ، ولكنها مذكورة كاملة في الكتب الأخرى ما ورد في تفسير البرهان من كلام الرسول صلى الله عليه واله وسلم مع علي عليه السلام بعد نزول سورة النصر ، فإن تمام الرواية موجود في البرهان ، ولكن هي مقطوعة في نور الثقلين (10) . كما أنه لم يذكر حديثاً من بعض المصادر المهمة الشيعية مثل أمالي المفيد وغيره .
منهجه : منهجه بشكل عام ، هو منهج الأخباريين في ذكر الروايات ، وإن يقول في مقدمته : إني لما رأيت خدمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحي الله ، سلكوا مسالك مختلفة ، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيته ومعاني ألفاظه ، ومنهم من اقتصر على بيان التراكيب النحوية ، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية ، ومنهم : من استفرغ وسعه فيما يتعلق بالإعراب والتصريف ، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ ، ومنهم من صرف همته الى ما يتعلق بالمعاني الكلامية ، ومنهم من قرن بين فنون عديدة .
أحببت أن أضيف الى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر المنتجبين ، ما يكون مبدياً بشموس بعض التنزيل ،وكاشفاً عن أسرار بعض التأويل ، وأما نقلت مما ظاهره مخالف لإجماع الطائفة المحقة ، فلم أقصد به بيان اعتقاد ولا عمل ، وإنما أوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نقل وعمن نقل ، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك ، مع أني لم أخل موضعاً من تلك المواضع عن نقل ما يضاده ويكون عليه المعول في الكشف والإبداء (11).
2- الأحاديث التي لم تتعلق في الكتاب تنقسم الى الأقسام التالية :
(أ) الأحاديث التي لم تتعلق بآي القرآن ، بل الرسول صلى الله عليه واله وسلم أو الائمة ذكروها في مجالات أخرى ولأهداف غير تفسيرية ، ولكن لما وجد بينها وبين الآيات ارتباطاً في المضمون ، ذكرها فيه ، مثل الراوية 77 في تفسير سورة لقمان وغيرها .
(ب) الأحاديث الدالة على فضائل السور والآيات وخواصهما .
(ت) روايات دالة على أهمية بعض الآيات وعظمتها، مثل رقم 14 من الأعلى .
(ث) روايات من أهل السنة وردت في تفسيره عن طريق بعض مصادره ، مثل مجمع البيان وغيره، فعلى سبيل المثال : الرواية الثانية في تفسير سورة الكوثر المنقولة عن مجمع البيان ، أصلها من كتب أهل السنة ، ومن أجل هذا ترى روايات منقولة عن غير المعصوم في هذا التفسير .
(ج) عبارات مشتملة على روايات منقولة عن كتب أخرى ، مثل مجمع البيان ، فهو في سورة الكوثر ، ينقل كلام الطبرسي تفسير السورة .
(ح) روايات سبب النزول ، وهذا القسم ينقسم الى قسمين : قسم فيه نوع تفسير للآيات ، ويكشف القناع عن وجهها ،وقسم آخر لا يفسرها ولا يوضحها .
(خ) الروايات التفسيرية التي تكون بصدد للآيات وتفسير مجملاتها وتأويل متشابهاتها ، وكثير من الروايات الموجودة في هذا القسم تعد من باب ذكر المصداق للآيات ولا تعد من التفسير ، هذه الخصوصية منتشرة بكثرة في التفاسير الروائية للشيعة والسنة .
3- لا يمكن الاعتماد على هذا التفسير إلا بعد ملاحظة الإسناد والمتن ، كما هو شأن جميع التفاسير الروائية ، وذلك لما يلي :
أ – الضعف في السند ، والدليل على هذا الضعف أمور كثيرة من جملتها :
- نقل الروايات من المصادر الضعيفة احياناً ، مثل تفسير القمي ، مقتل أبي مخنف ، و...
- نقل العبارات من نفس المفسرين وغير المعصومين ، كما نقله عن الطبرسي وعن التابعين وتابعي التابعين ،هذه المصادر ليست حجة لدى الإمامية .
- حذف الاسناد في بعض الروايات ، فيعد الحذف ، لا يمكن الاعتماد عليها إلا أن نجد الأصل ، فيكون هو المعتمد .
ب – الضعف في المتن .
قد نجد القوة في السند ، ولكن المتن والمضمون ، ليس مقبولاً لدى الشرع والعقل ، فلا يعتمد على الرواية ؛ لأنه يمكن الدس في نفس الإسناد في هذه الروايات ، وتفسير نور الثقلين ايضا مشتمل على بعض هذه الروايات ، مثل روايات تعارض عصمة الأنبياء ، او مقام الائمة العصومين ، أو ما لا يكون مقبولاً لدى العقل السليم .
وفي الخاتمة نذكر ثلاث مسائل :
1- الروايات الضعيفة تنقسم قسمين : أما روايات لا تتناسب مع الدين ومخالفة للقرآن المجيد ، فهذه لابد من حذفها مع المجاميع الروائية والمنع من تكرارها في الكتب ، وأما ضعيفة دون هذه الخصوصية ، فكتابتها في المجاميع الروائية لا تعد من القبائح .
2- مراعاة قواعد القبول والرد المضمونية والسندية ، واجبة عند مواجهتنا لهذه التفاسير كما أشرنا الى ذلك أكثر من مرة .
3- الحويزي نفسه أعلن أن تفسيره مشتمل على الغث والسمين ، وأن هدفه جمع كل الروايات التفسيرية ، لكي يسهل الطريق أمام اصحاب التحقيق .
_____________________
1- تفسير الثقلين 1 : 3.
2- سمى الحويزي تفسيره بنور الثقلين بناء على ما يستفاد من الحديث المشهور لدى المدرستين : ففي صحيح مسلم يرفعه الى زيد بن حسان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سمرة وعمر بن مسلم الى زيد ابن ارقم ، قال : فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد تلقيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سمعت حديثه ، ,غزوت معه ، وصليت معه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ،حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يومأ فينا خطيباً بماءٍ يدعى خماً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ، ثم قال : " أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر مثلكم وشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، أذ كركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي حصين : ومن أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، راجع : صحيح مسلم 7 : 123 ، باب فضائل علي عليه السلام .
3- راجع : لغت نامه دهخدا 6: 9241 ، حرف الحاء .
4- لم نجد دليلاً على كونه على مذهب الأخبارية ، ولا يدل كتابه على ذلك . إذ كان همه جمع الروايات دون نقد ونظر ، ولم يكن هدفه تصحيح الروايات وتمحيصها ؛ فإن هذا عمل آخر يحتاج الى عدة وعدة وإمكانات خاصة ، ربما لم تكن متوفرة للمصنف .
إضافة الى ما ذكر ، يلوح من ظاهر كلام المؤلف أنه لم يكن أخبارياً ؛ لأنه قبل التفسير الاجتهادي ؛ إذ يذكر أنواعاً من التفاسير ولا يردها قال : أحببت أن أضيف الى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر . ( راجع : مقدمة تفسيره ) .
5- راجع : التفسير والمفسرون 2 : 329.
6- راجع : الذريعة الى تصانيف الشيعة 24 : 365 ، رقم 1967.
7- معجم رجال الشيعة ، للخوئي 10 : 51 ، رقم 6583 .
8- تفسير نور الثقلين 1 : ج .
9- أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين 8 : 29 ، حرف ع .
10- راجع : تفسير البرهان 4 : 517 ، ح1 من سورة النصر ، وراجع ايضاً : تفسير نور الثقلين 5 : 69 ، ح9 ، ذيل سورة النصر .
11- تفسير نور الثقلين 1 : 2.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|