المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من التفاسير الروائية : الدر تفسير نور الثقلين  
  
4955   09:34 صباحاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 198- 204.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

لهذا التفسير اسم واحد ، وهو (نور الثقلين ) ، والمؤلف هو الذي سماه بهذا الاسم ، فقال : وسميته نور الثقلين  راجياً مطابقته للمعنى (1).

أقول : زيادة كلمة " التفسير" على " نور الثقلين " في عنوان هذا التأليف ، لعلها حدثت من الآخرين ، كما هي الحال في تفاسير أخرى خالية من كلمة " التفسير " في أساميها ، ليدل الاسم على المحتوى ويفهم القارئ – بمجرد رؤية اسم الكتاب – أنه تفسير لا غير (2).

والمؤلف : هو عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي من محدثي القرن الحادي عشر . ولد في مدينة الحويزة من المدن الصغيرة في إقليم خوزستان قرب الأهواز باثني عشر فرسخاً (3) ، الواقعة في جنوب إيران ، ويكتبونها باللغة الفارسية " هويزه " ، ولأجل ذلك يقال له : الحويزي . معاصر لكبار المحدثين مثل البحراني والحر العاملي (4) . يقال : إنه كان منسوب الأخبارية (5) .

لم يذكر أصحاب التراجم والرجال  ،تاريخ ولادته وأحوال حياته ، وإنما ذكروا أنه ذهب الى مدينة شيراز ، وبقي هناك وتوفي سنة 1112 هـ (6).

قال الشيخ العاملي : الشيخ الجليل عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ساكن شيراز ، كان عالماً ، فاضلاً فقيهاً ، محدثاً ، ورعاً ، أدبياً ، جامعاً للعلوم والفنون ، معاصراً ، له نور الثقلين في تفسير القرآن ، أربع مجلدات أحسن فيه وأجاد ، نقل فيه أحاديث النبي والائمة عليه السلام في تفسير الآيات من أكثر كتب الحديث ، ولم ينقل فيه عن غيرهم ، وقد رأيته بخطه واستكتبته منه ، وله شرح لا ميه العجم ، وله شرح شواهد المغني ايضاً لم يتم ، وغير ذلك (7).

ويقول العلامة الطباطبائي .... الفقيه المحدث البارع الشيخ عبد علي الحويزي ، ثم الشيرازي قدس الله نفسه وروح الله رمسه ، الذي جاد به عصر أساطين الحديث وجهابذة الرواية وهو النصف الأخير من القرن الحادي عشر من الهجرة تقريباً ، سمح بمثل مولانا المجلسي صاحب البحار ، ومولانا الفيض صاحب الوافي ، وشيخنا الحر العاملي صاحب الوسائل ، وسيدنا السيد هاشم البحراني صاحب البرهان ، ورضوان الله عليهم أجمعين (8).

وفي الأعيان : في رياض العلماء : الشيخ الجليل عبد علي بن جمعة العروسي منتمىً الحويزي مولداَ ، نزيل شيراز ، الفاضل العالم المحدث المعروف (9).

يعد هذا التفسير من أحسن المجاميع الروائية في تفسير القرآن ، لم يسبقه أحد في الشيعة ، ولم يأتِ بمثله مفسر إمامي ، فالمؤلف أتى بروايات كثيرة تبلغ أكثر من ثلاثة عشر ألف حديث ، مؤلف في خمس مجلدات ، فجمع فيه ما يحتاج اليه كل مفسر في تفسيره ، وجعل أمر التحقيق سهلاً لأهل التحقيق والتفسير .

استفاد المؤلف من ثلاثة وأربعين مصدراً روائيا شيعياً ، ولكن هذا لا يعني أن تفسيره جامع لجميع الروايات التفسيرية ، كما يشهد بهذا ما روي في تفسير البرهان من الروايات غير الموجودة في نور الثقلين ، كما أن الحويزي أحياناً يقطع الروايات التفسيرية ، ولكنها مذكورة كاملة في الكتب الأخرى ما ورد في تفسير البرهان من كلام الرسول صلى الله عليه واله وسلم مع علي عليه السلام بعد نزول سورة النصر ، فإن تمام الرواية موجود في البرهان ، ولكن هي مقطوعة في نور الثقلين (10) . كما أنه لم يذكر حديثاً من بعض المصادر المهمة الشيعية مثل أمالي المفيد وغيره .

منهجه : منهجه بشكل عام ، هو منهج الأخباريين في ذكر الروايات ، وإن يقول في مقدمته : إني لما رأيت خدمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحي الله ، سلكوا مسالك مختلفة ، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيته ومعاني ألفاظه ، ومنهم من اقتصر على بيان التراكيب النحوية ، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية ، ومنهم : من استفرغ وسعه فيما يتعلق بالإعراب والتصريف ، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ ، ومنهم من صرف همته الى ما يتعلق بالمعاني الكلامية ، ومنهم من قرن بين فنون عديدة .

أحببت أن أضيف الى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر المنتجبين ، ما يكون مبدياً بشموس بعض التنزيل ،وكاشفاً عن أسرار بعض التأويل ، وأما نقلت مما ظاهره مخالف لإجماع الطائفة المحقة ، فلم أقصد به بيان اعتقاد ولا عمل ، وإنما أوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نقل وعمن نقل ، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك ، مع أني لم أخل موضعاً من تلك المواضع عن نقل ما يضاده ويكون عليه المعول في الكشف والإبداء (11).

2- الأحاديث التي لم تتعلق في الكتاب تنقسم الى الأقسام التالية :

(أ‌)    الأحاديث التي لم تتعلق بآي القرآن ، بل الرسول صلى الله عليه واله وسلم أو الائمة ذكروها في مجالات أخرى ولأهداف غير تفسيرية ، ولكن لما وجد بينها وبين الآيات ارتباطاً في المضمون ، ذكرها فيه ، مثل الراوية 77 في تفسير سورة لقمان وغيرها .

(ب‌)   الأحاديث الدالة على فضائل السور والآيات وخواصهما .

(ت‌)   روايات دالة على أهمية بعض الآيات وعظمتها، مثل رقم 14 من الأعلى .

(ث‌)   روايات من أهل السنة وردت في تفسيره عن طريق بعض مصادره ، مثل مجمع البيان وغيره، فعلى سبيل المثال : الرواية الثانية في تفسير سورة الكوثر المنقولة عن مجمع البيان ، أصلها من كتب أهل السنة ، ومن أجل هذا ترى روايات منقولة عن غير المعصوم في هذا التفسير .

(ج‌)  عبارات مشتملة على روايات منقولة عن كتب أخرى ، مثل مجمع البيان ، فهو في سورة الكوثر ، ينقل كلام الطبرسي تفسير السورة .

(ح‌)  روايات سبب النزول ، وهذا القسم ينقسم الى قسمين : قسم فيه نوع تفسير للآيات ، ويكشف القناع عن وجهها ،وقسم آخر لا يفسرها ولا يوضحها .

(خ‌)  الروايات التفسيرية التي تكون بصدد للآيات وتفسير مجملاتها وتأويل متشابهاتها ، وكثير من الروايات الموجودة في هذا القسم تعد من باب ذكر المصداق للآيات ولا تعد من التفسير ، هذه الخصوصية منتشرة بكثرة في التفاسير الروائية للشيعة والسنة .

 3- لا يمكن الاعتماد على هذا التفسير إلا بعد ملاحظة الإسناد والمتن ، كما هو شأن جميع التفاسير الروائية ، وذلك لما يلي :

أ – الضعف في السند ، والدليل على هذا الضعف أمور كثيرة من جملتها :

- نقل الروايات من المصادر الضعيفة احياناً ، مثل تفسير القمي ، مقتل أبي مخنف ، و...

- نقل العبارات من نفس المفسرين وغير المعصومين ، كما نقله عن الطبرسي وعن التابعين وتابعي التابعين ،هذه المصادر ليست حجة لدى الإمامية .

- حذف الاسناد في بعض الروايات ، فيعد الحذف ، لا يمكن الاعتماد عليها إلا أن نجد الأصل ، فيكون هو المعتمد .

ب – الضعف في المتن .

قد نجد القوة  في السند ، ولكن المتن والمضمون ، ليس مقبولاً لدى الشرع والعقل ، فلا يعتمد على الرواية ؛ لأنه يمكن الدس في نفس الإسناد في هذه الروايات ، وتفسير نور الثقلين ايضا مشتمل على بعض هذه الروايات ، مثل روايات تعارض عصمة الأنبياء ، او مقام الائمة العصومين ، أو ما لا يكون مقبولاً لدى العقل السليم .

وفي الخاتمة نذكر ثلاث مسائل :

1- الروايات الضعيفة تنقسم قسمين : أما روايات لا تتناسب مع الدين ومخالفة للقرآن المجيد ، فهذه لابد من حذفها مع المجاميع الروائية والمنع من تكرارها في الكتب ، وأما ضعيفة دون هذه الخصوصية ، فكتابتها في المجاميع الروائية لا تعد من القبائح .

2- مراعاة قواعد القبول والرد المضمونية والسندية ، واجبة عند مواجهتنا لهذه التفاسير كما أشرنا الى ذلك أكثر من مرة .

3- الحويزي نفسه أعلن أن تفسيره مشتمل على الغث والسمين ، وأن هدفه جمع كل الروايات التفسيرية ، لكي يسهل الطريق أمام اصحاب التحقيق .
_____________________

1- تفسير الثقلين 1 : 3.

2- سمى الحويزي تفسيره بنور الثقلين بناء على ما يستفاد من الحديث المشهور لدى المدرستين : ففي صحيح مسلم يرفعه الى زيد بن حسان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سمرة وعمر بن مسلم الى زيد ابن ارقم ، قال : فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد تلقيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سمعت حديثه ، ,غزوت معه ، وصليت معه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ،حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يومأ فينا خطيباً بماءٍ يدعى خماً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ، ثم قال : " أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر مثلكم وشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على  كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، أذ كركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي حصين : ومن أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، راجع : صحيح مسلم 7 : 123 ، باب فضائل علي عليه السلام .

3- راجع : لغت نامه دهخدا 6: 9241 ، حرف الحاء .

4- لم نجد دليلاً على كونه على مذهب الأخبارية ، ولا يدل كتابه على ذلك . إذ كان همه جمع الروايات دون نقد ونظر ، ولم يكن هدفه تصحيح الروايات وتمحيصها ؛ فإن هذا عمل آخر يحتاج الى عدة وعدة وإمكانات خاصة ، ربما لم تكن متوفرة للمصنف .

إضافة الى ما ذكر ، يلوح من ظاهر كلام المؤلف أنه لم يكن أخبارياً ؛ لأنه قبل التفسير الاجتهادي ؛ إذ يذكر أنواعاً من التفاسير ولا يردها قال : أحببت أن أضيف الى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر . ( راجع : مقدمة تفسيره ) .

5- راجع : التفسير والمفسرون 2 : 329.

6- راجع : الذريعة الى تصانيف الشيعة 24 : 365 ، رقم 1967.

7- معجم رجال الشيعة ، للخوئي 10 : 51 ، رقم 6583 .

8- تفسير نور الثقلين 1 : ج .

9- أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين 8 : 29 ، حرف ع .

10- راجع : تفسير البرهان 4 : 517 ، ح1 من سورة النصر ، وراجع ايضاً : تفسير نور الثقلين 5 : 69 ، ح9 ، ذيل سورة النصر .

11- تفسير نور الثقلين 1 : 2.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .