المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



كيفية خلق «آدم» كما ورد في القرآن وفي العهدين‏  
  
5198   10:34 صباحاً   التاريخ: 13-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص148- 153
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015 4842
التاريخ: 2024-11-13 221
التاريخ: 2015-12-20 5062
التاريخ: 25-09-2014 6869

بيّنَ القرآن الكريم (خلقة) الإنسان في سورة البقرة في الآيات (30 إلى‏ 37) بالشكل التالي :

{وَاذْ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَائِكَةِ انِّى جاعِلٌ فِى الْأَرضِ خَلِيفَةً قَالُوا اتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيَها وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ انِّى اعْلَمُ مَالَا تَعْلَمُونَ* وَعَلَّمَ آدَمَ الاسْماءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى‏ المَلَائِكَةِ فَقَالَ انْبِئُونِى بِاسْماءِ هؤُلَاءِ إنْ كُنْتُم صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا الَّا مَا عَلَّمْتَنَا انَّكَ انْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ* قَالَ يَا آدَمُ انبِئهُمْ بِاسَمائِهِم فَلَمَّا انبَاهُمْ بِاسمائِهِم قَالَ الَمْ اقُلْ لَّكُمْ انِّى اعْلَمُ غَيْبَ السَّموَاتِ وَالارضِ وَاعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ* وَاذْ قُلْنا لِلمَلَائِكةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا الَّا ابلِيسَ ابَى‏ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ* وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ انْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنَها رَغَداً حَيْثُ شِئْتَما وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فازَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنهَا فاخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنا اهْبِطُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى الارضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ الَى‏ حِينٍ* فَتَلَقَّى‏ آدَمُ مِنْ رَّبِّهِ كَلِماتٍ فَتَابَ عَلَيهِ انَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (البقرة/ 30- 37)

وقد أشير إلى‏ هذا المعنى‏ أيضاً في سور قرآنية اخرى‏ كالأعراف وطه.

ويستفاد من الآية (12) من سورة طه بشكل واضح، أنّ الشيطان خدع آدم من خلال قوله له : إنّ هذه الشجرة، شجرة الحياة الأبدية، في حين أنّ آدم تلقى‏ إنذاراً مُسبقاً يقضي بأنّ الشيطان عدوٌّ لك فلا تغتر بأقواله.

وكذلك يستفاد من الآية (26 و 27) من سورة الأعراف و (121) من سورة طه هذا المعنى‏ أيضاً هو أنّ آدم وزوجته كانا يرتديان الأثواب في الجنّة لكن عندما تناولا من تلك الشجرة المُحرّمة عليهم، خُلعت عنهما أثواب الجنة.

وصنعوا لأنفسهما لباساً من اوراق اشجار الجنة، واستناداً إلى‏ الآيات السابقة نستنتج ما يلي :

أولًا : من المميزات الأساسية لشخصية آدم عليه السلام هي نيله مقام الخلافة الإلهيّة وسجود الملائكة له، وهي نفس حالة اطلاعه على‏ «علم الأسماء» وعلمه بالحقائق والأسرار الكونية.

ثانياً : السبب وراء خروج آدم من الجنّة، هو تناوله من تلك الشجرة التي حُظرت عليه من قبل وإن كان القرآن لم يذكر اسماً لهذه الشجرة، لكن ظاهر الأمر أنّها كانت تحمل فاكهة طيبة ولذيذة والغاية من الأمر بتركها هو اختبار آدم عليه السلام وامتحانه من أجل غربلة إيمانه وصقل إرادته في مقابل الوساوس النفسانية والشيطانية.

ويتضح من عبارة {فأزَلَّهُما الشَّيطانُ} معنى‏ أنّ التناول من تلك الشجرة المحظورة لا يعدو أن يكون مخاضاً من المخاضات وليس هو من نوع ارتكاب الذنب والطغيان أمام قدرة اللَّه وانتهاك حرمة العبودية.

والآن نعرج على‏ التوراة لنرى‏ كيف امتزجت هذه الحادثة التاريخية بأنواع الخرافات والمسائل غير المنطقية والصبيانية؟

جاء في الفصل الثاني من (سفر التكوين 7- 25) ما يلي :

* ثم صور اللَّه تعالى آدم من صعيد الأرض ونفخ في انفه نسمة الحياة، فأخذ روح آدم ينبض بالحياة.

* وغرس اللَّه تعالى بستاناً في الجانب الشرقي من عدن، وأنزل الإنسان الذي صوره هناك.

* وأنبت اللَّه تعالى كل شجرة بديعة ولذيذة المطعم، وانبت شجرة الحياة وسط البستان وشجرة المعرفة (بالحسن والقبُح) ...* وأخذ اللَّه تعالى آدم وأنزله في بستان عدن ليرعاه ويحرسه.* وأمر اللَّه تعالى آدم وقال انك مخير بأنّ تأكل من كل اشجار البستان.* ولكن لا تأكل من شجرة المعرفة، لأنك ستستحق الموت حين تناولك منها ...* وكان آدم وزوجته كلاهما عاريين ولا يستحيان.

ووردت تتمة هذه الواقعة في الفصل الثالث من (سفر التكوين) نفسه على‏ النحو التالي :

1- خلق اللَّه الأفعى (الشيطان) أمكر من كل ذي روح يدب على‏ وجه الصحراء، فقالت للمرأة : هل قال اللَّه حقاً لا تأكلا من جميع أشجار البستان.

2- وقالت المرأة للافعى‏ بأننا نأكل من فاكهة أشجار البستان.

3- إلّا أنّ اللَّه تعالى‏ أمرنا بأنّ لا نأكل من ثمار الشجرة التي في وسط البستان ولا نلمسها حتى‏ لا نموت.

4- وقالت الأفعى‏ للمرأة وبالطبع لا تموتان.

5- الحقيقة أنّ اللَّه يعلم أنكما يوم تأكلان منها تتنور بصيرتكما، وتصبحان كالآلهة (الملائكة) الذين يعلمون الحسن والقبح.

6- فرأت المرأة أنّ من الصلاح أن تأكل من الشجرة التي تبدو رائعة المنظر، جذابة لمن يعشق المعرفة فوظفت من ثمارها واكلت واعطت لزوجها أيضاً فأكل.

7- حينئذٍ تنورت بصيرتهما، وعلما أنّهما عاريان فحاكا من أوراق شجرة التين إزاراً لهما.

8- وسمعا صوت اللَّه تعالى حينما كان يتبختر صباحاً في البستان، فاختفى‏ آدم وزوجته بعيداً عن حضرة اللَّه بين الأشجار.

9- ونادى‏ اللَّه آدم وقال له اين أنت؟

10- فأجابه إنني سمعت نداءك في البستان وأصابني الهلع، لأنني عارٍ من اللباس ولهذا اختفيت.

11- فقال اللَّه من قال لك إنّك عارٍ؟ هل تناولت من الشجرة التي أمرتك أن لا تأكل منها؟

12- وقال آدم : إنّ المرأة التي منحتها لي لتكون معي هي التي أعطتني من تلك الشجرة فأكلت.

13- وقال اللَّه تعالى للمرأة ما هذا الذي فعلت؟ قالت المرأة لقد أغوتني الأفعى‏ فأكلت.

14- وقال اللَّه تعالى للأفعى : لأنك فعلت ذلك فأنت ملعونة من بين كل البهائم، والحيوانات الصحراوية ستمشين على‏ بطنك وستأكلين التراب طيلة أيّام حياتك ...

22- وقال اللَّه تعالى‏ نظراً لأنّ آدم أصبح واحداً منّا لعلمه بالحسن والقبح، فلا ينبغي أن يمد يده إلى‏ شجرة الحياة أيضاً فيأكل منها ويعيش عيشاً أبدياً.

23- إذن لهذا السبب ابعده اللَّه تعالى‏ من بستان عدن، ليشتغل بزراعة الأرض التي نشأ منها.

24- وأبعد آدم واسكن الكروبيين (الملائكة) في الجانب الشرقي من «بستان عدن» وكانوا يطوفون حول شجرة الحياة بالسيف البتار ليحرسونها.

وخلاصة ما جاء في التوراة بصدد تاريخ خلق آدم وخروجه من الجنّة على‏ النحو التالي :

خلق اللَّه آدم، وأسكنه بستاناً في الجانب الشرقي من عدن، ليرعاه، وختم هذا البستان بين أشجاره شجرتين.

إحداهما : (شجرة العلم، بالحسن والقبح) وهي شجرة يحصل من يأكل من ثمارها على‏ العقل والذكاء، ولأنّ آدم لم يكن قد تناول منها شيئاً، فلم يدرك معنى‏ الحسن والقبح. ولهذا السبب لم يستح من عُريه هو وزوجته قط، والاخرى‏ : كانت (شجرة الحياة) ومن أكل منها حَظي بالعمر الخالد.

وأمر اللَّه تعالى‏ آدم أن لا يتناول شيئاً من شجرة العلم، المعرفة والحسن والقبح على‏ الاطلاق وإلّا فسيموت، وسرعان ما ألقى‏ الشيطان وسواسه في روع زوجة آدم (حواء) وقال لها : لِمَ لا تأكلين من (شجرة العلم، والمعرفة) لأنّك لو أكلت لانُيرت بصيرتك ولاطّلعت على‏ الحسن والقبح كالملائكة، وكان منظر تلك الشجرة جذاباً جميلًا، ومن ثمّ‏ أكلت منها حواء واعطت منها لآدم أيضاً فتفتحت عيناهما، واطلعا على‏ الحسن والقبح، وأدركا قبح العري فصنعا من الورق العريض لشجرة التين ستراً لهما وربطوه حولهما، حينما كان اللَّه تعالى‏ يتمشى‏ في الجنّة عمد آدم إلى‏ اخفاء نفسه بين أشجارها، فلم يشاهده اللَّه تعالى‏ وناداه أين أنت؟ فأجاب اللَّه تعالى‏ إنّي هنا بين الأشجار وقد أخفيت نفسي لأنني عارٍ فسأله اللَّه تعالى‏ : من أين علمت أنّك عارٍ؟ لعلك تناولت شيئاً من شجرة الحسن والقبح (شجرة العلم والمعرفة)، فألقى‏ التبعة على‏ عاتق زوجته، لما عُوتبت حواء ألقت التبعة على‏ عاتق الأفعى‏ (الشيطان)، هنا عاقب اللَّه الأفعى‏، بأنّ تزحف على‏ بطنها، وتأكل من تراب الأرض طيلة حياتها.

من ناحية اخرى‏، بعد أن تناول آدم من (شجرة العلم والمعرفة) وأصبح كأحد الآلهة، احترس اللَّه تعالى‏ من أن يتناول من (شجرة الحياة) أيضاً ويحظى‏ بالعمر الخالد. ولذلك اصدر اللَّه تعالى أمراً بإخراجه من الجنّة وأمر الملائكة أن يحرسوا شجرة الحياة بالسيف البتار لئلا يقترب منها آدم.

ولا يخفى‏ علينا أنّ هذا هو التوراة نفسه الذي يعد اليوم (الكتاب المقدس) لجميع يهود ومسيحيي العالم، ويؤمن جميعهم بمحتواه ويعتقدون أنّه الكتاب عينه الذي كان في أيدي اليهود والنصارى‏ في عصر نزول القرآن.

وبطبيعة الحال فإنّنا لا نعتقد بوجود مثل هذا النوع من الخرافات الصبيانية المبتذلة في الكتاب السماوي لموسى‏ عليه السلام، أو أنّ الأنبياء بعده دافعوا عنه، ولكن على‏ أي حال احتوت هذه الاسطورة الغريبة على‏ امور جارحة في حق اللَّه تعالى‏، بحيث إنّ كل واحدة منها أشنع من الاخرى‏ ومن جملتها :

1- نسبة الكذب إلى‏ اللَّه تعالى استناداً إلى‏ ما نقلوه من قوله أنّكما لو تناولتما شيئاً من شجرة (العلم والمعرفة) فستموتان.

2- نسبة البخل إليه جل وعلا بما نقلوه من أنّه لم يوافق على‏ أن يأكل آدم وحواء من شجرة العلم والمعرفة، فيحظيا بالعقل والإدراك وكان يريد لهما البقاء على‏ جهلهما وعدم معرفتهما.

3- إنّ اللَّه تعالى‏ لم يمنحهما العقل والعلم الكافيين ليدركا قبح كونهما عاريين، بل وكان تعالى كثيراً ما يرتضي لهما هذه الحالة.

4- القول بأنّ له جسماً وأنّه يتمشى على‏ قدميه في البستان، وفي الوقت نفسه يغفل ولا يعلم بما يدور حوله، بحيث يمكن لآدم وحواء أن يتواريا عن نظره وكل واحد من تلك الامور يعد كفراً، ولا ينسجم مع مقام الألوهية اطلاقاً.

5- إنّ الشيطان (نعوذ بالله) أشد حرصاً من اللَّه تعالى‏ على آدم وحواء لأنّه أرشدهما إلى‏ معرفة الحسن والقبح، وهو لم يكف عن اضلاله فحسب بل دعاهما إلى‏ طريق التكامل، بينما الحقيقة هي أننا ندين الشيطان في علومنا ومعارفنا.

6- إنَّ الجنة منزل الجهال والأغبياء لأنّ اللَّه أخرج آدم وحواء من الجنّة بجريرة حصولهما على‏ العلم.

7- إنّ الشيطان إنّما لعن وطرد من ساحة الرحمة الإلهيّة، لأنّه كان يطلب الخير لآدم، فعوقب من دون أن يرتكب ذنباً معيناً.

وكذلك فيما يخص الخرافات الاخرى‏، كالعلم والمعرفة والحياة، وثمار أشجار البستان، أو أنّ غذاء الأفعى‏ هو التراب دائماً، وأمثال ذلك.

والآن يمكننا اجراء مقارنة بسيطة بين ما بينه القرآن في صدد تاريخ نشوء آدم وصراعه مع الشيطان، وبين ما قرأناه في العبارات السابقة، لنعلم أيّهما هو الكتاب السماوي وأيّهما نتاج عقل إنسان جاهل؟.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .