أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2015
1774
التاريخ: 6-4-2016
1883
التاريخ: 29-11-2015
1787
التاريخ: 6-05-2015
1463
|
لقد ورد التأكيد في روايات كثيرة على موضوع «اسم اللَّه الأعظم»، ويستنتج منها أنّ من دعا اللَّه باسمه الأعظم استجاب له ولبّى حاجته، لذا فقد ورد في ذيل بعض هذه الروايات :
«والذي نفسي بيده لقد سئل اللَّه باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطاه وإذا دُعي به أجاب» (1). وتعابير اخرى من هذا القبيل، وكذلك فقد ورد في الروايات بأنّ (آصف بن برخيا)- وزير سليمان عليه السلام، الذي جاء بعرش بلقيس من اليمن إلى الشام بلمحة بصر، كان يعرف الاسم الأعظم (2)، وكذلك (بلعم بن باعورا) عالم وزاهد بني اسرائيل- الذي كان مستجاب الدعوة- كان يعرف الاسم الأعظم أيضاً (3).
وقد نقل العلّامة المجلسي روايات كثيرة حول الاسم الأعظم وأيّ الأسماء هو من بين أسماء اللَّه الحسنى لا مجال لذكرها هنا، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «اسم اللَّه الأعظم مقطّع في أمِّ الكتاب» (4).
وكذلك ما نقل في بعض الروايات : عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «بسم اللَّه الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم اللَّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها» (5).
وقد ذكرت الروايات وآيات قرآنية أسماء مقدّسة اخرى من أسماء اللَّه، والأسماء الحسنى يفوق بعضها البعض الآخر من حيث المعنى، (ولزيادة الاطلاع راجع الجزء الثالث والتسعين من كتاب بحار الأنوار).
لكن محور البحث هنا يكمن في أنّ الاسم الأعظم هل هو كلمة، أم جملة، أم آية قرآنية معينة؟ وهل هذه التأثيرات والقدرة كامنة في الألفاظ والحروف بدون قيد أو شرط؟ أم أنّ تأثيرها ينبع من صياغتها اللفظّية إضافة إلى حالات وشروط خاصّة بالشخص الذي يرفع يديه بالدعاء من حيث التقوى والطهارة، وحضور القلب، والتوجه الخالص للَّه، وقطع الأمل عمّن سواه، والتوكل الكامل على ذاته المقدّسة؟
أم أنّ الاسم الأعظم ليس من سنخ اللفظ؟ وما استعمال الألفاظ إلّا للإشارة إلى حقيقتها ومحتواها، وبتعبير آخر فإنّ مفاهيم هذه الألفاظ. يجب أن تنفذ إلى روح الإنسان فيتخلق بمعناها حتى يصل إلى مرحلة من الكمال بحيث يصير مستجاب الدعوة بل يمكنه- بالإضافة إلى ذلك- أن يتصرف في الموجودات التكوينية بإذن اللَّه.
من هذه الاحتمالات الثلاثة، يستبعد جدّاً أن يكون لهذه الحروف والألفاظ أثر بدون أن يكون لمحتواها ولأوصاف وحالات الشخص دخلٌ في الموضوع، ومع أنّه ورد في بعض القصص الخرافية التي نقلت شعراً ونثراً في بعض الكتب من أنّ عفريت الجن كان يستطيع الاستيلاء على عرش سليمان وأداء أعماله عن طريق معرفته بالاسم الأعظم!! فإنّ مثل هذا التصُّور عن اسم اللَّه الأعظم بعيد جدّاً عن روح التعليمات الإسلامية، علاوة على هذا فإنّ نفس قصة (بلعم بن باعورا)، التي أخبرت عن أنّه فقد الاسم الأعظم بعد أن انحرف عن التقوى والطريق الصحيح، تدل على أنّ لهذا الاسم علاقة وثيقة جدّاً بأوصاف وحالات الداعي، لذا فالاحتمال الصحيح هو أحد التفسيرين الأخيرين أو كلاهما.
يقول العلّامة الطباطبائي رحمه الله في تفسير الميزان، بعد أن أشار إلى مسألة الاسم الأعظم :
«مع أنّ أسماء اللَّه عموماً واسمه الأعظم خصوصا مؤثرة في عالم الوجود وتعد وسائطاً وأسباباً لنزول الفيوضات في هذا العالم، إلّا أنّ تأثيرها منوط بحقائقها لا بنفس ألفاظها التي تدلّ عليها ولا بمعانيها المرسومة في الذهن» (6). وهذا الكلام يؤيد أيضاً صحة ما ذكرنا.
وتوجد نقطة جديرة بالالتفات أيضاً وهي أنّ هناك تعابير مختلفة للإسم الأعظم في روايات هذا الباب، وكل واحد منها حصر الاسم الأعظم بمعنى معيَّن.
فبعضها عدّت البسملة أقرب شيء إلى الاسم الأعظم وبعضها حددت اسم اللَّه الأعظم في ذكر هذه العبارات : «بسم اللَّه الرحمن الرحيم لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العلي العظيم» مائة مرّة بعد صلاة الصبح.
وبعضها الآخر في سورة «الحمد» و «التوحيد» و «آية الكرسي» و «القدر».
وبعضها في الآيات الست الأواخر من سورة الحشر.
وبالتالي فبعضها الأخر في : {قُلِ اللَّهمَّ مَالِكَ المُلكِ} إلى قوله : {وَتَرزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيرِ حِسَابٍ}. (آل عمران/ 26- 27)
وغير هذه التعابير (7).
ويمكن أن يكون سبب هذا التفاوت هو تعدُّد الاسم الأعظم، أو تفاوت المقاصد، ولكن المهم في الوقت ذاته هو أنّ طهارة القلب، وخلوص النيّة، والتوجُّه إلى اللَّه، وقطع الأمل عمن سواه، والتخلُّق بهذه الصفات هي التي تخلق روح الاسم الأعظم.
________________________
(1) بحار الانوار، ج 93، ص 225.
(2) سفينة البحار، ج 1، ص 23؛ وبحار الأنوار، ج 14، ص 113.
(3) بحار الانوار، ج 13، ص 377.
(4) بحار الانوار، ج 90، ص 223.
(5) بحار الأنوار، ج 75، ص 371.
(6) تفسير الميزان، ج 8، ص 372.
(7) بحار الانوار، ج 93، ص 223؛ اصول الكافي، ج 1، ص 107.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|