لم نكد نعثر على إنتاج تفسيري للفقهاء قبل عصر التدوين إلا على مقتطفات ومختصرات متفرقة مأثورة عن فقهاء الصحابة والتابعين ، يرونها عنهم اصحاب الكتب المختلفة . أما وبعد عصر التدوين فنجد الكثير من الفقهاء ألفوا تفاسير فقهية ولكن على ضوء مذاهبهم في طريقة الاستنباط ..

ذكر الإمام الزركشي للشافعية ما جمعه البيهقي من كلام الإمام الشافعي ، وبعده الكيا الهراسي . ومن الحنفية : أبو بكر الرازي الجصاص . من المالكية : القاضي إسماعيل والقشيري وابن العربي . ومن الحنابلة : أبو يعلي الكبير (1) .

ومن الزيدية الحسين بن أحمد النجري من أهل القرن الثامن الهجري ، له شرح الخمس مائة آية . وشمس الدين بن يوسف (القرن التاسع) : الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة . ومحمد بن الحسين بن القاسم (القرن الحادي عشر) : منتهى المرام ، شرح آيات الأحكام (2).

وهكذا ذكر السيد المرعشي للزيدية ما ألفه السيد يحيى المؤيد بالله ابن حمزة المتوفى سنة 749هـ . والسيد أحمد المهدي المتوفى سنة 840هـ . ومحمد بن يحيى الصعديّ المتوفى 957هـ . وغيرهم (3) .

وللحاجي خليفة قائمة بأسماء من كتب في ذلك ، ذكر نحواً من أربعة عشر مؤلفاً (4) .

وهكذا ذكر الشيخ آغا بزرﮔ الطهراني نحواً من ثلاثين كتاباً ورسالة في آيات الأحكام ، عثر عليها ضمن تأليف أصحابنا الإمامية ، منذ البدء فحتى العصر الحاضر .. (5) .

وذكر السيد المرعشي فهرساً عن مؤلفي التفاسير الفقهية من مختلف المذاهب ما تجاوز الخمسين رسالة (6) .. فضلاً عما كتب متأخراً وفي عصر حاضر ولا يزال ..
________________________

1- هو القاضي محمد بن الحسين بن محمد الفراء أبو يعلي الحنبلي . إليه انتهت رئاسة الحنابلة في زمانه وتوفي سنة 458هـ . (النجوم الزاهرة ، ج5 ، ص78) . البرهان للزركشي ،ج2 ، ص3.
2- التفسير والمفسرون ،ج2 ، ص437.
3- مسالك الأفهام (المقدمة) للفاضل الكاظمي ،ج1 ، ص7-8.
4- كشف الظنون لحاجي خليفة ،ج1 ، ص20.
5- الذريعة ، ج1 ، ص40-44.
6- مسالك الأفهام (المقدمة) ، ج1 ، ص 5-13.