الدِنيبة Echinochloa crusgalli

النبات حولي يمثل الحشيشة الرئيسية في محصول الأرز، وهو من عائلة النجيليات (الشكل ادناه)، موطنه الأصلي أوروبا والهند، ويمتد من خط 50 شمالاً حتى 40 جنوباً. ويوجد في مختلف أرجاء العالم، لكنه يمثل مشكلة في محاصيل المناطق الاستوائية والدافئة. وقد سجلته 61 دولة كحشيشة ضارة في 36 محصولاً. ويستزرع الإنسان بعض أصناف النبات كمحاصيل حبوب في بعض المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، كما يستغل بعض الأصناف الأخرى كعلف خشن أو مجفف للماشية.

ويشيع وجود النبات كحشيشة ضارة في معظم المناطق المنزرعة من العالم، باستثناء غريب وهو أفريقيا حيث لا يبدو أنه يمثل مشكلة خطيرة في زراعاتها. وتوجد الحشيشة في صورة عدد من الأصول والطرز البيئية ecotypes منتشرة في أنحاء العالم. وقد تم تمييز أربعة أصناف من النبات في اليابان وخمسة في الولايات المتحدة.

وتفضل الحشيشة الأراضي الرطبة، كما يمكنها الاستمرار في النمو عند غمرها جزئياً في الماء، وقد وُصف في إحدى الحالات كحشيشة مستنقعات وبيئات مائية. ويلعب طول فترة الضوء دوراً رئيسياً في توزيع النبات عالمياً وفى قدرته التنافسية. وقد أظهرت تجارب في شمال شرق الولايات المتحدة إمكانية إزهار النبات في مدى واسع من فترات الضوء، كما يستجيب النبات لقصر طول اليوم بالإزهار السريع. وفى الظروف المواتية لنموه والمصحوبة بطول فترة الضوء ينتج نباتات ضخمة قوية لها قدرة تنافسية عالية وتعطى بذوراً كثيرة. ومن المعتقد أن بعض الطرز البيئية يمكنها التأقلم مع أية فترة ضوئية، الأمر الذى يعتقد بأهميته في التوزيع العريض للنبات على مستوى العالم.

وتنتشر الحشيشة بالبذور التي تنتجها بوفرة والتي تتراوح بين 2000 للنبات الواحد في الفلبين إلى 40000 في لبنان. وفى الولايات المتحدة ينتج النبات من 5000 إلى 7000 بذرة. ومثل هذا الإنتاج في الحقول التي تغزوها الحشيشة يمكن أن تنتج غلة تبلغ 1100 كيلوجرام من البذور لكل هكتار.

وتتشابه الاحتياجات البيئية للحشيشة ونبات الأرز، كما تتشابه الحشيشة في مظهرها مع ذلك المحصول في الأطوار الأولى للنمو. وقد ثبت في حالات شائعة أن أكثر من عشرة في المائة من نباتات الحشيشة في حقل الأرز قد تم إدخالها للحقل خلال عملية شتل المحصول.

وفى حقول الأرز التي تزرع بالبذرة مباشرة، تنبت الحشيشة في نفس الوقت تقريباً مع بادرات المحصول، إلا أن معدل نمو الحشيشة يعتمد على طرازها البيئي وعلى صنف الأرز المنزرع وظروف النمو. ففي بعض المناطق كروسيا تنمو الحشيشة أسرع من الأرز، وفى مناطق أخرى كالولايات المتحدة ينمو كلاهما بمعدل واحد في الأسابيع الأولى ثم يتفوق طول الحشيشة بعد ذلك.

ومن الثابت أن التجمعات الكثيفة للدنيبة يمكنها نزع من 60 إلى 80 في المائة من نيتروجين التربة. وقد ثبت في اليابان أن أقصى تنافس على هذا العنصر في حقول الأرز يحدث خلال النصف الأول من موسم النمو. وعادة ما يساهم التسميد في حفز نمو الحشيشة أكثر من حفزه لنمو نباتات الأرز. كما يغشى النظام الجذري الليفي للحشيشة جذور نباتات الأرز ويستحيل تجنب التنافس على العناصر الغذائية. لذا فإنه تحت ظروف التنافس الشديد بين الحشيشة ونباتات الأرز، عادة ما تنخفض عدد خلفات المحصول إلى النصف. وفى استراليا، يتسبب غزو الحشيشة في فقد 2-4 أطنان من محصول الأرز للهكتار. وفى الولايات المتحدة تبين أن نباتاً واحداً إلى خمسة من الحشيشة في مساحة قدم مربع قد تتسبب في فقد من 18 إلى 35 في المائة من محصول الأرز.

وقد ينخفض ناتج المحاصيل الأخرى كالبطاطس بشدة بسبب هذه الحشيشة، ويعتمد ذلك على كثافة الأخيرة ووقت إنباتها. وفى دراسات في حقول بنجر السكر بروسيا، انخفض الناتج من المحصول بمقدار 85 في المائة في حقل موبوء بالحشيشة. وفى استراليا تعد أحد ثلاث حشائش رئيسية تتسبب في مشاكل حادة في حقول القصب في فصلى الشتاء والربيع.

وعلى رغم أن النبات حشيشة حولية، فإنه – على عكس كثير من الحشائش الحولية الأخرى – يستطيع أن يجدد نموه مرة أخرى عند إزالة مجموعه الخضري. ويساهم غمر الأرض بالماء بشدة في القضاء على الحشيشة. كما وجد في الولايات المتحدة أن اتباع دورة زراعية: أرز، فول صويا، أو شوفان تساهم كثيراً في خفض مستويات إصابة الأرض بهذه الحشيشة. وفى استراليا والبرازيل يستبدل الأرز بنباتات الكلأ لخفض غزو الحشيشة في محصول الأرز اللاحق.

وحشيشة الدنيبة تعد إحدى ثلاث حشائش خطيرة في محاصيل الأرز في استراليا والبرازيل وسرى لآنكا وشيلي واليونان وإندونيسيا وإيران وإيطاليا واليابان وكوريا والفلبين والبرتغال وإسبانيا وتايوان، والقطن في استراليا وروسيا وإسبانيا، والذرة الشامية في استراليا ويوجوسلافيا، وبنجر السكر في الولايات المتحدة.

كما أن النبات حشيشة رئيسية في محاصيل: الأرز في الأرجنتين وكولومبيا وجمهورية مصر العربية وفيجي والمجر والهند ونيبال ورومانيا وروسيا والولايات المتحدة، والقطن في إيران والمكسيك وتركيا والولايات المتحدة، والذرة الشامية في إيطاليا ونيوزيلاندا ورومانيا وروسيا وإسبانيا والولايات المتحدة، وبنجر السكر في كندا وألمانيا وإيران وفلسطين وروسيا، والبطاطس في بلغاريا وكندا وبولندا والولايات المتحدة.

والحشيشة أيضاً مشكلة مقلقة في عديد من محاصيل العالم الأخرى، فهي ضمن أخطر ثلاث حشائش في الذرة الرفيعة في استراليا، والفول السوداني والجوت في تايوان، وقصب السكر في إندونيسيا، ومحاصيل الخضر في استراليا ونيوزيلندا والبرتغال وروسيا. كما أنها حشيشة رئيسية في الحمضيات وبساتين الفاكهة وفول الصويا والشاي والدخان ومحاصيل الخضر في روسيا، وفول الصويا والدخان في الولايات المتحدة، وقصب السكر في استراليا، وكروم العنب في فرنسا، وعباد الشمس في الأرجنتين ورومانيا، ومحاصيل الخضر في بلغاريا وكندا وروسيا، والذرة الرفيعة في إيطاليا وروسيا والولايات المتحدة، وفول الصويا وقصب السكر والبطاطا في تايوان. وأخيراً، فالحشيشة شائعة في محاصيل الخضر والموز والبن والشاي والحمضيات والدخن في أماكن عديدة من العالم.

والنبات مسجل كحشيشة أولى في الأرز في بيرو، وكحشيشة ثانية في الأرز في البرازيل، كما أنه حشيشة في الأرز في سورينام والولايات المتحدة، إضافة إلى غزوه لحقول البطاطس والقمح وقصب السكر.

ومن الثابت أن هذه الحشيشة تراكم مستويات عالية من النيترات في أنسجتها تتسبب في تسمم حيوانات المزرعة عند تغذيتها على النبات.

ومن أسماء النبات في العالم: دِنيبة (جمهورية مصر العربية، لبنان)، سيروف (إيران)، جيافون (إيطاليا)، هنيبوت (هولندا)، شاما (بنجلاديش)، كايادا (الهند)، "حشيشة فناء المخزن" (استراليا، فيجي، نيوزيلندا، الولايات المتحدة)، باستو ريادو (المكسيك)، باربودينو (البرازيل)، بي (كوريا)، تينوبيا (اليابان).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

احمد, سيد عاشور.2003. الحشائش ومبيداتها.