أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
1821
التاريخ: 17-4-2016
6909
التاريخ: 14-7-2016
3216
التاريخ: 7-10-2014
1671
|
ورد الحديث عن الرعد والبرق في القرآن الكريم بشكل مكرر ثم وردت الإشارة إلى هطول الأمطار بعد ذلك مباشرةً.
ورد في قوله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفَاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ ماءً فَيُحىِ بِهِ الارضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}. (الروم/ 24)
ونقرأ في قوله تعالى : {هُوَ الَّذِى يُريكُمُ البَرْقَ خَوْفَاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىُء السَّحَابَ الثِّقَال} (الرعد/ 12) .
وفي الماضي لم يكن أحد يعرف بدقة منشأ (الرعد) و (البرق)، ولذا فقد كان كل واحد يختلق لنفسه فرضية معينة، ويضفي عليها أحياناً طابع الأساطير والخرافات، أما اليوم فقد أضحى مسلَّماً أن حدوث الرعد والبرق يرتبط بالتفريغ الكهربائي بين سحابتين لهما شحنتان كهربائيتان مختلفتان (أحدهما موجبة والآخرى سالبة).
وفي الواقع مثلما يتصل سلكان كهربائيان احدهما بالآخر فتحدث شرارة كهربائية يصحبها الصوت والحرارة معاً، كذلك يحدث هذا الأمر بين السحب. (فالبرق) هو الشرارة الكهربائية الهائلة، و (الرعد) هو صوت تلك الشرارة.
وقد يحدث هذا التفريغ الكهربائي بين قطع السحاب التي لها شحنات كهربائية موجبة وبين الأرض ولها شحنة كهربائية سالبة عادة، فتقذف شرارة نارية إلى سطحها يطلقون عليها اسم (الصاعقة) والتي تسبب الحرائق الكبيرة في الصحارى والغابات وحتى في المباني والعمارات في بعض الأحيان.
وبإمكانها أن تُحوِّل قطيعاً كبيراً من الحيوانات إلى رماد في لحظة واحدة وإذا ما ضربت جبلًا ما فسوف يتلاشى وينهار، أو إذا اصابت سطح البحر قضت على كل ذي روح يعيش في ذلك الموضع منه؛ ويُعزى ذلك كله إلى أنّ الحرارة الناجمة من تلك الشرارة النارية هائلة جدّاً، (تصل إلى حدود خمسة عشر الف سانتيكراد، أي ضعف حرارة سطح الشمس تقريباً)، فتحيل كل الأشياء إلى دخان ورماد.
وإذا ما كان البرق والرعد من المظاهر المرعبة لعالم الطبيعة إلّا أنّهما بالرغم من ذلك يشتملان على فوائد ومعطيات كثيرة أيضاً.
فمن احدى آثارهما المهمّة هي نزول الأمطار الغزيرة، وذلك لأنّ الحرارة المتولدة من البرق، تُسخن مساحة واسعة من الهواء المحيط بها، فيقلّ ضغطه، ومن المعلوم أنّ السحب ستفرغ ما فيها من أمطار على أثر قلة الضغط، ولهذا السبب تهطل أمطار غزيرة بعد حصول الرعد والبرق.
وممّا يجدر ذكره : عندما تقترب السحب المتراكمة من الأرض لتظلِّلها يصبح الجو مظلماً، ويسمع صوت الرعد المخيف وتتراءى أنوار البرق، في الوقت ذاته تؤثر العواصف العاتية على السحب فتجعلها محملة بقطرات كبيرة غزيرة وتؤدي إلى تزايد وزنها (1)، وهذا هو عين ما قرأناه في الآيات السابقة التي تحدثت عن السحب الثقيلة بعد أن أشارت إلى مسألة البرق، إضافة إلى أنّ الحرارة الشديدة للبرق تؤدي إلى أن تتركب قطرات المطر من مقادير أكثر من الاوكسجين، فينتج من ذلك ماء مؤكسد ويسمونه بالماء الثقيل أيضاً (H 2 O 2).
ولهذا الماء الثقيل تأثير كبير في القضاء على كثير من الميكروبات والآفات النباتية، ولذا ذهب العلماء إلى القول بتكاثر الآفات النباتية في السنة التي يقل فيها الرعد والبرق (وهذا تفسير آخر في صدد السُحب الثقيلة).
وإضافة إلى ذلك فإنّ حامض الكربونيك يتولد من قطرات المطر الممتزجة بكاربون الجو وبواسطة الحرارة الشديدة للبرق، وبعد سقوطه على الأرض يتفاعل مع مواد اخرى لينتج مركبات تعد من أفضل الأسمدة لنمو الأعشاب، حتى ذهب العلماء إلى القول : إنّ مقدار الأسمدة الناشئة من الرعد والبرق في الكرة الأرضية تصل إلى حدود العشرة ملايين طن في جميع أنحاء الكرة الأرضية، وهو رقم كبير جدّاً.
وتتوضح عظمة القرآن العلمية بالمقارنة بين هذه الاكتشافات والآيات الآنفة الذكر، خصوصاً إذا أُخذ بنظر الاعتبار عدم وجود أدنى أثر لهذه العلوم في ذلك العصر وفي بيئة الجزيرة العربية.
______________
(1) العواصف والأمطار، ص 138.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|