أنماط تحرير الأخبار

يمكن تقسيم أنماط تحرير الأخبار في الصحافة المعاصرة إلى نوعين أساسيين، الأول هو ما نسميه القوالب التقليدية لتحرير الأخبار، والثاني هو ما نطلق عليه القوالب الجديدة في تحرير الأخبار وتنبع التفرقة بين النوعين من حقيقة أن الصحافة المعاصرة ظلت لفترة طويلة أسيرة عدة قوالب في التحرير الإخباري مثل قالب الهرم المقلوب وقالب الهرم المعتدل ومشتقاتهما. ولكن مع تطور أشكال اتصالية جديدة ووسائل إخبارية جديدة ممثلة في شبكة الإنترنت التي غيرت بعض مفاهيم الاتصال وبعض مفاهيم التحرير الإعلامي ظهرت أنماط جديدة في تحرير الأخبار طبقت في البداية في المواقع الشخصية على الشبكة ثم انتقلت إلى مواقع الصحف والمجلات ومنها إلى الصحافة المطبوعة.

لقد أدى انفجار المعلومات على شبكات الاتصال المختلفة وعلى رأسها شبكة الإنترنت إلى تبنى الصحافة أنماط جديدة في تحرير الأخبار. فالقارئ الذي يستطيع الوصول إلى الشبكة والحصول على كم هائل من التفاصيل والمعلومات حول الحدث وخلفياته لا يقنع بالضرورة بان تلخص له الصحيفة وقائع الحدث في شكل هرم مقلوب أو هرم معتدل وبالتالي كان على الصحافة أن تبحث عن أنماط وقوالب فنية جديدة تمكنها من إشباع رغبة القارئ في الحصول على معلومات وافية عن الحدث.

ويمكن رصد العوامل التي ساهمت في ظهور أنماط جديدة في تحرير الخبر الإعلامي في:

1- إن القوالب التقليدية للتحرير الصحفي لم تعد تفي بحاجات القراء ولا تواكب المستجدات المهمة في صناعة الصحافة. فقوالب مثل الهرم المقلوب والهرم المعتدل والهرم المقلوب المتدرج وغيرها أصبحت عاجزة عن استيعاب الكم الهائل من المعلومات التي تتوافر للصحفي حول موضوع معين ولا ينتج عنها صحافة المعلومات التي تناسب عصر المعلومات.

2- إن الانفتاح الإعلامي أو ما يمكن أن نسميه انفجار المعلومات وظهور منافسين جدد للصحافة المطبوعة كشبكات المعلومات وشبكة الإنترنت تجبر صناعة الصحافة على مراجعة مدخلاتها ومخرجاتها ومن بين هذه المخرجات القوالب الفنية التي تصب فيها المادة الصحفية.

3- أن التحديات التي تواجهها الكتابة الصحفية في عصر الإنترنت.. جعلت من الضروري البحث عن قوالب جديدة لتحرير الأخبار في المواقع الإخبارية ومواقع الصحف الإليكترونية على الشبكة التي لا تواجه ما بقيود المساحة يسمي وقيود الزمن التي تواجهها الصحافة المطبوعة والإذاعة والتليفزيون. فالقراء المهتمين بالحدث قد يقرأون الكثير من التفاصيل كما انهم قد يتابعون معلومات إضافية عن الحدث تقدمها لهم وصلات إخبارية أخرى داخل الموقع.