الأنماط التقليدية في تحرير الأخبار- نمط الهرم المقلوب The Inverted Pyramid

يمثل نمط الهرم المقلوب اكثر أنماط تحرير الأخبار شيوعا وأكثرها استخداما في وسائل الإعلام الخبرية المختلفة. ويناسب هذا النمط الأخبار البسيطة التي تدور حول حدث واحد أو تتضمن واقعة واحدة وتعالج موضوعا واحدا أو فكرة، واحدة كما أنه يستخدم كثيرا في الأخبار الجادة أو الساخنة. ويتميز هذا النمط بأنه يتيح للقارئ الحصول بسرعة على المعلومات المهمة جدا في الحدث ولكن يعيبه أن القارئ لن يكون عليه استكمال قراءة الخبر طالما حصل على المعلومات المهمة في بداية الخبر.

ويتكون هذا النمط من مقدمة ملخصة تتولى طرح النقطة المركزية في الخبر، ثم تتالي بعدها فقرات الخبر من الأهم إلى الأقل أهمية، حيث تأتي المعلومات الأكثر أهمية بعد المقدمة مباشرة بينما تأتي المعلومات الأقل أهمية في نهاية الخبر. وقد تكون المقدمة جزءاً أصيلاً من الخبر وفي هذه الحالة فإنها تتضمن أهم معلومة يتضمنها الخبر. ولا يضم هذا النمط خاتمة للخبر إذ ينتهي الخبر بفقرته الأخيرة التي تحوي اقل معلوماته أهمية من وجهة نظر المحرر. ويحدد د. فاروق أبو زيد (1) مميزات نمط الهرم المقلوب في كتابة الخبر الصحفي

1- أنه يساعد على اختصار أية أجزاء من تفاصيل الخبر بسهولة وخاصة الأجزاء الأخيرة في الخبر باعتبار أنها أقل أهمية وهذا الاختصار يمكن الصحيفة وخاصة في حال إصدار طبعات أخرى من إيجاد مساحات لبعض الأخبار المهمة التي تصل إلي الصحيفة بعد الطبعة الأولي.

2- سهولة اختيار عناوين الخبر من المقدمة .. باعتبار أنها تلخص أهم ما في الخبر.

3- تساعد القارئ المشغول على الاكتفاء بقراءة مقدمة الخبر فيحصل على خلاصته.. كذلك فهي تساعده على قراءة أية فقرات إضافية من الخبر خاصة تلك الفقرات التي تهمه دون أن يضطر إلى قراءة تفاصيل الخبر كله كذلك يمكن لمثل هذا القارئ أن يستغنى عن قراءة الأجزاء الأخيرة من هذا الخبر باعتبار أنها أقل أهمية ويمكنه الاستغناء عنها.

وفي رأينا أن بعض هذه الميزات لنمط الهرم المقلوب في تحرير الخبر الصحفي قد فقدت مسوغاتها في زمن الإنترنت. فالمواقع الإخبارية ومواقع الصحف على شبكة الإنترنت لا تتقيد بمساحات محددة كما كان الحال في الصحف الورقية، وبالتالي فإن اختصار أجزاء من الخبر لإفساح المجال لأخبار أخرى ليس أمرا واردا في تحرير الأخبار التي تنشر على الشبكة.

___________________

(1) فاروق أبو زيد، فن الخبر الصحفي القاهرة الطبعة الثانية، دار الشروق، 1984. ص 324.