الفصل الخامس

قواعد السلوك المهني

Professional Code of Conduct

1. مقدمة

قواعد وآداب السلوك المهني هي مجموعة من المبادئ والقيم الأخلاقية التي تلزم جميع الفئات والأفراد الذين يتفاعلون في المجتمع خلال أدائهم لواجباتهم ومسؤولياتهم المنوطة بهم ومختلف أعمالهم من أخذ وعطاء وبيع وشراء وغيرها. وهذه الآداب والأخلاقيات ضرورية لقيام المجتمعات واستمرارها وتماسكها ونجاحها في عملية البناء، حيث أن انعدام القيم والأخلاق يدمر المجتمعات ويؤدي إلى الغش والخداع والخيانة وانعدام الثقة وتفضيل المصلحة الشخصية على مصالح المجتمع ومصالح الآخرين. وبسبب أهمية القيم الأخلاقية والآداب المهنية فقد دأبت الجهات المنظمة لمزاولة مختلف أنواع المهن على سن أو تشريع قواعد ومبادئ للسلوك المهني حتى تحقق درجة مناسبة من ضبط السلوك المهني وتمكين من يقومون بأداء الخدمات المهنية من القيام بمهامهم على أحسن وجه وخدمة المستفيدين من المهنة بإخلاص وموضوعية وأمانة. وعادة ما تشمل هذه القواعد والمبادئ المصداقية والأمانة والاستقامة والولاء والاحترام والشعور بالمسؤولية والحرص على منفعة الآخرين والحذر والعدالة والانصياع للقوانين والتشريعات. والمدققون كغيرهم من المهنيين هم بحاجة ماسة إلى المبادئ والقيم الأخلاقية، بل قد يكونون أشد حاجة من غيرهم من المهنيين لذلك، لأن عملهم له نتائج تؤثر على عملائهم وعلى المجتمع وعلى زملائهم في المهنة. إن أهم ما يميز مهنة المحاسبة والتدقيق عن غيرها من المهن أنها تستمد شرعيتها من تحملها مسؤولية خدمة مصالح المجتمع وليست مقصورة على العملاء المحددين، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من الالتزام بقواعد السلوك المهني. وأحوج ما يكون المدقق للقيم والمبادئ الأخلاقية عندما يواجه معضلة أخلاقية، حيث يكون أمام موقف فيه نوع من تضارب المصالح، وبالتالي فهو بحاجة إلى اختيار البديل الذي ليس فيه تحيز لجهة على حساب أخرى. وعندما يواجه المدقق معضلة أخلاقية يمكنه اتباع الخطوات التالية للتمكن من الأداء بشكل أخلاقي ومهني (2014 ,.Arens, et al):

1- الحصول على الحقائق التي تتعلق بهذه المعضلة.

2 ـ تحديد الأمور الأخلاقية من الحقائق التي يجمعها المدقق.

3- تحديد الأطراف التي يمكن أن تتأثر بهذه المعضلة الأخلاقية ومدى تأثر كل منهم.

4- تحديد البدائل الممكنة والتي تساعد في حل هذه المعضلة.

5- تحديد النتائج المحتملة لكل بديل.

6- اتخاذ القرار المناسب في اختيار البديل الأنسب للجميع.

ومن أجل تشجيع المدققين على الالتزام بقواعد السلوك المهني ورفع مستوى أدائهم إلى أعلى المستويات فقد اتخذت المجمعات المهنية المهتمة بسلوك المدققين أساليب متنوعة نبينها فيما يلي:

2. الأساليب التي تساعد في تحسين مستوى السلوك المهني:

1- وضع المعايير التي تتعلق بشخصية المدقق، حيث تتطلب هذه المعايير أن يكون المدقق على قدر معقول من التأهيل العلمي والعملي وأن يتمتع بالاستقلالية الذهنية والظاهرية وأن يقوم ببذل العناية المهنية المعقولة.

2- تحديد المعايير التي تتعلق بتنفيذ المدقق للعمل الميداني سواء ما يتعلق بالتخطيط والإشراف ودراسة وفهم وتقويم الرقابة الداخلية وجمع الأدلة الكافية والمناسبة التي تمكنه من الخروج بالنتيجة المناسبة عن البيانات المالية المدققة.

3- تحديد المعايير الخاصة بإعداد وتنظيم تقرير مدقق الحسابات.

4- أن يكون هناك استمرارية للتعلم والإطلاع على المستجدات في مجال المهنة.

5- وضع معايير الرقابة على جودة أعمال التدقيق.

6 ـ فتح المجال أمام مراجعة زملاء المهنة لأعمال المدققين.

7- تحديد الامتحانات المهنية التي ينبغي على من يريد ممارسة المهنة أن يجتازها.

8 ـ إصدار دليل السلوك المهني.