أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-03
![]()
التاريخ: 2024-04-25
![]()
التاريخ: 2024-09-12
![]()
التاريخ: 2025-01-15
![]() |
تحدثنا عن أسرة الملك «شبكا» فيما سبق، وقلنا إنه أنجب ولدًا يدعى «حورمأخت» وابنة تدعى «أستنخب»، ولا نعرف عن «أستنخب» هذه إلا أنها دفنت في العرابة المدفونة حيث عُثر لها على تمثال مجيب.
حورمأخت
أما ابنه «حورمأخت» فقد كان له شأن آخر؛ إذ كان يحمل لقب الكاهن الأكبر لآمون، وعُثر له على تمثالين، واحد منهما سليم وُجد في خبيئة الكرنك (1)، والآخر(2) وُجدت بعض أجزاء منه في معبد آمون بالكرنك، وتدل شواهد الأحوال على أنه كان ممثلًا ماشيًا يحمل في يديه شيئًا قد يكون تمثالًا صغيرًا لإله أو محرابًا، وعلى الرغم من أن بقايا هذا التمثال الأخير لا تدل على أنه كان من القطع الفنية كتمثاله الأول الذي سنتحدث عنه فيما بعد، فإن النقوش التي عليه لها أهمية تاريخية لا بد من كشف النقاب عنها، وهاك ما بقي على الجانب الأيسر منه:
الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب، والابن الأكبر للملك من جسده وحبيبه، والكاهن الأكبر لآمون «حورمأخت» يقول: أيها الأحياء الذين على الأرض … إن بيتكم «سيخلد بعدكم» إذا قلتم: قربانا يقدمه الملك عندما تروحون وتجيئون إلى المعبد وتقدمون أزهارًا «للإلهة» والدته لأجل روح رئيس طائفة الكهنة «حورمأخت».
والمتن التالي من الجهة اليسرى على الفاصل هو:
… كاهنة حتحور سيدة أطفيح وكاهنة حتحور سيدة دندرة وكاهنة الإلهة «نيت» التي تسكن الكهف سيدة كل الناس المسماة «تاباكن-أمن» «والدة» الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب، ورئيس كل الناس، وكاتم أسرار الملك في كل أماكنه، ورئيس المراقبين في الجنوب والشمال، «… المستشار» الممتاز عند الملك، ومن له الدخول مع كبار الموظفين في حجرات الملك، ومن رفعه الملك في دائرة رجال البلاط بوصفه الكاهن المشرف على كهنة آمون في مقاطعة طيبة، والابن الأكبر من جسده، والكاهن الأول لآمون، والذي يرى آمون في صورته الفاخرة؛ أي في قدس الأقداس «حورمأخت».
على الجهة اليمنى: «يا أيها …» كل كاهن مرتل، وكل كاهن خادم الإله، وكل كاهن مطهر، وكل رجل سيدخل هذا المعبد … سيحبوكم … والموت سيتجاهلكم إذا قلتم: قربانًا يقدمه الملك إلى «موت» العظيمة ربة السماء … ألف رغيف من الخبز ومن الجعة والثيران والإوز، والملابس والبخور والعطور، وكل ما يخرج من مائدته … «… لأجل روح» بنت الملك وزوج الفرعون وأخت الملك المقربة من حتحور «تاباكن أمن» المرحومة.
ونقش على عمود التمثال ما يأتي:
… هذه التي تملأ المحراب بعبير نداها ومن تقرر كل شيء وينجز لها زوج الملك … زوج الملك «شبتاكا» والابنة الملكية «بيعنخ أرتي».
ونفهم من هذه النقوش بصفة قاطعة أن هذا التمثال كان للكاهن الأكبر لآمون المسمى «حورمأخت».
وقد عرفنا فضلًا عن ذلك من نقوشه اسم الملكة «تاباكن-أمن» ابنه الملك «بيعنخي» وزوج الملك «تهرقا» والملكة «بيعنخ أرتي» أخت الملك «تانوت آمون» وزوجه، وهاتان الملكتان لم يعثر على قبريهما في جبانة «الكورو».
التمثال الآخر للكاهن الأول «حورمأخت»: عُثر على هذا التمثال في خبيئة كما قلنا من قبل، وهو من الحجر الرملي الأحمر، ويبلغ ارتفاعه ستة وستين سنتيمترًا، ويمثل «حورمأخت» في طراز غريب لا يتفق مع الطرز المصرية الأصيلة، ورأسه حليق، وقد مُثل ماشيًا بذراعين مبسطوتين على جانبيه، ويرتدي قميصًا ذا ثنيات، ويتدلى من نحره رمز الحياة.
والتمثال محفوظ حفظًا جيدًا، وأسلوبه مرن ورشيق، ويعد من القطع الفنية الجميلة بين تماثيل العهد الكوشي، وقد تحدثنا عن هذه التماثيل فيما سبق، والمتون الأربعة التي نقشت على هذا التمثال تؤكد لنا أنه من العهد الكوشي.
والواقع أن ما جاء في المتون الأول والثاني والرابع تحدثنا عن ألقاب «حورمأخت»، ومنها نعلم أنه كان شخصية غير معروفة لنا من قبل.
فقد جاء في هذه المتون الألقاب التالية: الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة، وفي رواية أخرى الكاهن الأول «لآمون» في الكرنك، وفاتح باب السماء «قدس الأقداس»، وكاهن «خنسو الطفل»، وقريب الملك الحقيقي ومحبوبه، وابن الملك من جسده.
والمتن المنقوش على الجانب الأيسر للعمود الذي يرتكز عليه التمثال يقدم لنا معلومات هامة جدًّا وهو:
الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب، والابن الملكي لشبكا المرحوم الذي يحبه، والسمير الوحيد، ومدير قصر ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تانوت آمون» العائش أبديًّا، وعينا ملك الوجه القبلي، وأذنا ملك الوجه البحري، الكاهن الأول لآمون صاحب الكرنك، وكاهن خنسو الطفل، والمقرب من والده «حورمأخت» يقول: إن أي شخص يدخل لعمل تضحية في هذا المعبد إذا أحنى نحوي ذراعه عند قراءة صيغة القربان الجنازي فإن هذا «الشخص» سيكون محميًّا من آمون، ولكن سيكون اللوم عليه عظيمًا من جانب هذا الإله لمن لا يعمل هكذا.
ومن هذا المتن نفهم أن الكاهن الأكبر لآمون المسمى «حورمأخت» كان ابن الملك شبكا، وأنه عاش مطوقًا عنقه بألقاب الشرف والفخار حتى عهد الملك «تانوت آمون» آخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين.
وهكذا نرى أن وظيفة الكاهن الأكبر لم تُلغَ في عهد الأسرة الخامسة والعشرين كما قال «مسبرو» (3)، بل إن وجود هذين التمثالين يعد دليلًا قاطعًا على وجود هذه الوظيفة في العهد الكوشي، غير أن مركز الكاهن الأكبر لم يكن يتمتع بتلك المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بها في عهود الأسر الواحدة والعشرين والثانية والعشرين والثالثة والعشرين كما سنرى بعد.
........................................
1-راجع: A. S, VII, P. 188.
2-راجع: A. S, 25 P. 26ff.
3-راجع: Maspero, Les Momies Royales, p. 747.
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|