المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المراسلة بين أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ومعاوية  
  
3712   06:30 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص248-249
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2016 3418
التاريخ: 31-01-2015 3645
التاريخ: 2-5-2016 3738
التاريخ: 18-10-2015 3416

مكث علي (عليه السلام) يومين لا يراسل معاوية ولا يأتيه من قبل معاوية أحد ثم أن عليا دعا بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي فقال ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله عز وجل وإلى الطاعة والجماعة وإلى اتباع أمر الله تعالى فقال له شبث أ لا نطمعه في سلطان توليه إياه ومنزلة تكون له بها اثرة عندك إن هو بايعك قال علي ائتوه الآن فالقوه واحتجوا عليه وانظروا ما رأيه وهذا في ربيع الآخر فاتوه فحمد الله أبو عمرة بن محصن وأثنى عليه وقال يا معاوية ان الدنيا عنك زائلة وإن الله مجازيك بغملك وإني أنشدك بالله أن تفرق جماعة هذه الأمة وتسفك دماءها بينها .

فقطع معاوية عليه الكلام فقال هلا أوصيت صاحبك فقال سبحان الله أن صاحبي ليس مثلك أن صاحبي أحق البرية بهذا الأمر في الفضل والدين والسابقة في الاسلام والقرابة من رسول الله (صلى الله عليه واله) قال معاوية فتقول ما ذا ؟ قال أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق فإنه أسلم لك في دينك وخير في عاقبة امرك ، قال ويطل دم عثمان لا والرحمن لا أفعل ذلك أبدا فذهب سعيد يتكلم فبدره شبث بن ربعي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معاوية أنه لا يخفى علينا ما تقرب وما تطلب أنك لا تجد شيئا تستهوي به الناس إلا أن قلت لهم قتل إمامكم مظلوما فهلموا نطلب بدمه فاستجاب لك سفهاء طغام رذال وقد علمنا أنك أبطأت عليه بالنصر وأحببت له القتل لهذه المنزلة التي تطلب ورب مبتغ أمرا يحول الله دونه وربما أوتي المتمني أمنيته وربما لم يؤتها والله ما لك في واحدة منهما خير والله ان أخطأك ما ترجو انك لشر العرب حالا ولئن أصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق صلا النار فاتق الله يا معاوية ولا تنازع الأمر أهله ، فقال معاوية إني أول ما عرفت به سفهك وخفة حلمك قطعك على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه ثم عتبت بعد فيما لا علم لك به ولقد كذبت ولؤمت أيها الأعرابي الجلف الجافي في كل ما وصفت وذكرت انصرفوا من عندي فليس بيني وبينكم إلا السيف فخرجوا وشبث يقول :

أ فعلينا تهول بالسيف إنا والله لنعجلنه إليك فاتوا عليا فاخبروه بما كان وخرج قراء أهل العراق وقراء أهل الشام فعسكروا ناحية صفين في ثلاثين ألفا وعسكر علي على الماء وعسكر معاوية فوق ذلك ومشت القراء فيما بين معاوية وعلي فيهم عبيدة السلماني وعلقمة بن قيس النخعي وعبد الله بن عتبة وعامر بن عبد القيس وقد كان في بعض تلك السواحل فانصرف إلى عسكر علي فدخلوا على معاوية فقالوا ما الذي تطلب قال اطلب بدم عثمان قالوا ممن قال من علي قالوا وعلي قتله قال نعم هو قتله وآوى قاتله فدخلوا على علي فقالوا إن معاوية يزعم أنك قتلت عثمان قال اللهم لكذب فيما قال لم اقتله فرجعوا إلى معاوية فاخبروه فقال إن لم يكن قتله بيده فقد أمر و مالأ فرجعوا إلى علي فقالوا ان معاوية يزعم أنك إن لم تكن قتلت بيدك فقد أمرت ومالأت فقال اللهم كذب فيما قال فرجعوا إلى معاوية فقالوا ان عليا يزعم أنه لم يفعل فقال إن كان صادقا فليمكنا من قتلة عثمان فإنهم في عسكره وجنده وأصحابه وعضده فرجعوا إلى علي فاخبروه فقال لهم علي تأول القوم عليه القرآن ووقعت الفرقة وقتلوه في سلطانه وليس على ضربهم قود ، فخصم علي معاوية ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين قال معاوية إن كان الأمر كما يزعم فما له أبتز الأمر دوننا على غير مشورة منا ولا ممن هاهنا معنا فقال علي إنما الناس تبع المهاجرين والأنصار وهم شهود المسلمين في البلاد على ولايتهم وأمر دينهم فرضوا بي وبايعوني فرجعوا إلى معاوية فاخبروه بذلك فقال ليس كما يقول فما بال من هنا من المهاجرين والأنصار لم يدخلوا في هذا الأمر فانصرفوا إلى علي فقالوا له ذلك فقال ويحكم هذا للبدريين دون الصحابة ليس في الأرض بدري إلا قد بايعني وهو معي أو قد أقام ورضي فلا يغرنكم معاوية من أنفسكم ودينكم ، فتراسلوا ثلاثة أشهر ربيع الآخر وجمادين فيزحف بعضهم إلى بعض ويحجز القراء بينهم فتزاحفوا خمسا وثمانين مرة في ثلاثة أشهر وتحجز القراء بينهم ولا يكون بينهم قتال وخرج أبو امامة الباهلي وأبو الدرداء فدخلا على معاوية وكانا معه فقالا علا م تقاتل هذا الرجل فوالله لهو أقدم منك سلما وأحق بهذا الأمر منك وأقرب من النبي (صلى الله عليه واله) فعلا م تقاتله فقال أقاتله على دم عثمان وأنه آوى قتلته فقولوا له فليقدنا من قتلته وأنا أول من بايعه فانطلقوا إلى علي فاخبروه فقال هم الذين ترون فخرج عشرون ألفا أو أكثر مسربلين في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق فقالوا كلنا قتلته فان شاؤوا فليروموا ذلك منا فرجع أبو إمامة وأبو الدرداء فلم يشهدا شيئا من القتال حتى إذا كان رجب وخاف معاوية أن يبايع القراء عليا على القتال أخذ في المكر وأخذ يحتال للقراء لكيما يحجموا عنه ويكفوا حتى ينظروا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.