المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



العوامل الأساسية المؤثرة في التربية  
  
247   01:29 صباحاً   التاريخ: 2025-03-08
المؤلف : د. بلال نعيم
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 35 ــ 42
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/9/2022 2167
التاريخ: 11-1-2016 2194
التاريخ: 5/12/2022 1541
التاريخ: 28-1-2016 2763

أ- الوراثة:

وهو عامل تم تبنيه كمؤثر في السلوك والتربية منذ القدم. وهو عامل معقد وغير بسيط تتداخل فيه المواصفات والروائز والخصائص بين الأب وإن علا والأم وإن علت، كما تتداخل فيه حتى المواصفات والملكات المكتسبة للأم والأب بالنسبة إلى الجنين، فضلاً عن العوامل الفسيو - بيولوجية التي تحيط بأسرة الجنين وتحديداً بأمه وانعكاسها في بعض المكونات، لأجل ذلك تم تحديد العامل الوراثي بـ:

ـ مزايا شخصية الأب والأم مع علوهما إلى (الأجداد والجدات)، وكذلك إلى الأقارب بالعرض أي الأعمام والعمات والأخوال والخالات.

ـ الملكات المكتسبة للأب والأم نتيجة ظروفهما وبيئتهما التربوية.

ـ العوامل الفسيولوجية - البيولوجية للأم والتي تؤثر في الجنين.

كل هذه العوامل يبدأ تأثيرها منذ مرحلة العلقة، وهذا ما تم اكتشافه حديثاً إلى حد القول بأن الجنين يتأثر بما حوله ويسمع ويرى، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} [القيامة: 37، 38]، أي منذ العلقة بداية الخلق (علقة فخلق).

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [غافر: 67]، ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً.

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1، 2]، أي الخلق يبدأ من العلق.

{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، أي أنه يخرج من بطن أمه خلقاً آخر؛ لأن ملكاته ومواصفاته التي تدخلت فيها العوامل الوراثية تجعل منه إنساناً آخر بالنسبة إلى أترابه وللآخرين.

{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2]، الانتقال من النطفة إلى السميع البصير.

ومن الآيات الدالة على أثر العامل الوراثي قوله تعالى في سورة مريم: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 6].

فالوراثة المباشرة من الأب، أما الوراثة الجزئية فمن الأجداد (من آل يعقوب)؛ فالطفل يتأثر بشكل شبه كامل بمزايا الأب وبشكل جزئي بمزايا أجداده السابقين.

ب- البيئة والمحيط:

والمقصود بهذا العامل عدة عناوين:

ـ الأسرة، الأصدقاء المجتمع (ومن بين مفرداتها المدرسة ومكان الحضانة أو الرعاية أو التعلم).

وقد تحدث القرآن عن هذه العوامل في عدة مواضع:

ـ في تأثير الأسرة (وتحديداً الأبوين): المثل هو استنكار قوم مريم عليها بعد أن جاءت وتقدمت إليهم بغلام، ماذا قالوا: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].

فالأصل أن أبناء وبنات الصالحين يكونون من الصالحين لتأثرهم حكماً بآبائهم بغض النظر عن الحالات الشاذة حيث يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من الخبيث.

ومن الأدلة القرآنية على ذلك دعوة نوح على الكافرين لأثرهم التكويني والتشريعي. أما التشريعي فبالإضلال، وأما التكويني فبإنجاب الضالين: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27].

فالأصل أن المتحدر من الكافرين هم الفجرة الكفرة إلا استثناء.

في تأثير الأولاد في الأبوين: المثل هو قصة الخضر مع نبي الله موسى (عليه السلام): {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [الكهف: 80].

فحب الوالدين لابنهما قد يشدّهما نحوه بما يجعلهما ينساقان مع كفره وطغيانه، وهذا تأثير من الأسفل إلى الأعلى (من الابن إلى الأهل).

وفي تأثير الآباء وإن علوا، يقول سبحانه:

{قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170].

{قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة: 104].

{قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [لقمان: 21].

{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].

{أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} [الأعراف: 173].

{مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} [هود: 109].

{مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [القصص: 36].

- تأثير المحيط والبيئة

ومن جملة الشواهد القرآنية على هذا العامل:

تأثير المحيط: استنكار الله سبحانه على المستضعفين الذين يتنازلون عن دينهم نتيجة الطغيان والظلم فيقول لهم:

{قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97].

إن الظلم والطغيان يؤثر في ترك العقيدة فلا بد من دائرته ومحيطه.

- وتأثير الأصحاب:

{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 202].

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ} [الأحزاب: 18].

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحشر: 11].

{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ} [التوبة: 11].

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [الذاريات: 59].

ج- تأثير الأستاذ المربي:

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} [عبس: 24 - 26].

يقال إن الطعام هنا المقصود به العلم.

والمطلوب في العلم:

ـ طهارة الماء (أن يكون مصدر العلم طاهراً وهو الأستاذ).

ـ وأن يتم تهيئة المناخ المناسب للتربية (شققنا الأرض شقاً)

تهيئة الأرضية للتربية.

{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

الذين يسألون في تحصيل العلم هم أهل الذكر والمقصود بهم العالمون الربانيون).

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 65، 66].

أي إن الذي قطع من أجله موسى (عليه السلام) المسافات ليأتيه ويتعلم على يديه هو عبد صالح آتاه الله العلم.

{وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [البقرة: 102].

أي إن الشياطين يعلمون الناس ما يضر ويؤذي: {مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [البقرة: 102].

والمطلوب في الأستاذ:

ـ أن يكون من قومه: {رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129].

ـ أن يتحدث بلغتهم: {بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4]، ويأتي لهم بالأمثلة والنماذج من محيطهم.

- أن يكون عالماً: {عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108] / {أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43].

أن يكون ممتثلاً بالعلم، عاملاً به: {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا} [الكهف: 14]، {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.