وجود الروابط الهيدروجينية في الماء يعمل على تكوين جزيء ذا قطبين ويشجع ذلك على تكوين تركيب شبكي شعري latticelike structure قادر على تجميع العديد من الذرات في حيز صغير ويعمل على ثبات التركيب الجزيئى للماء . أيضاً وجود تلك الروابط الهيدروجينية هي المسئولة مباشرة عن ارتفاع ( حرارة الإنصهار ) heat of fusion ، وارتفاع ( الحرارة النوعية ) للماء specific heat وارتفاع  (حرارة تبخير ) الماء ”heat of vaporization. فالطاقة اللازمة لتفكك الروابط الهيدروجينية حتى يمكن ذوبان الثلج أو تسخين الماء أو تبخيره تلك الطاقة تعتبر عالية بالمقارنة بالطاقة اللازمة للتغلب على قوى فان در فالز الموجودة طبيعياً نتيجة الارتباط الضعيف بين جزيئات الإيثان والإثير والبنزين . والروابط الهيدروجينية هي المسئولة أيضاً عن التصاق جزيئات الماء بتلك المواد مثل الزجاج والسليولوز ( جدر الخلايا ) وميسيليات الطين clay micelles ( دقائق الطين ) . فتلك المواد تبتل بسرعة بسبب أن جزيئات الماء يمكنها تعريض ذرات الأوكسجين على الأسطح وقدرتها على تكوين الروابط الهيدروجينية. وعلى الجانب الآخر فإن الأنسجة الواقية من الماء (Water-repellent fabrics) ، والهيدروكربونات مثل الشموع لا تبتل بسهولة وذلك لأن الروابط الهيدروجينية التي تحدث قليلة جداً . ويوجد الماء على الصورة السائلة عند درجة حرارة الغرفة (25م ) ، وهو أخف أي أقل كثافة عندما يكون في الحالة الصلبة عنه عندما يكون في الحالة السائلة وذلك بسبب الروابط الهيدروجينية . فمثلاً هل فكرت في كيفية تكوين الجليد في البحيرة ( من القمة إلى القاع) ، وكيف أن هذا السلوك في تكوين الثلوج قد مكن من حفظ حياة الكائنات التي تعيش في الماء ؟

وخاصية الماء كمذيب لها أهميتها بالنسبة للخلية الحية حيث يكون محلولاً مع العديد من المركبات ذات الصفات المتباينة ولهذا يعتبر الماء ( كمذيب عام ) universal solvent . وخاصية الماء كمذيب عام تنشأ نتيجة قابليته لتكوين روابط هيدروجينية بسبب التوزيع الغير منتظم للشحنات asymmetrical distribution of its charges . ففي المحاليل المائية يلاحظ أن المركبات مثل السكريات والكحولات والأحماض الأمينية وهى التي تحتوى على ذرات أوكسجين ومجموعات أيدروكسيل (OH -) ومجموعات أمين (-NH₂ ) تلك المركبات يمكنها تكوين روابط هيدروجينية مع جزيئات الماء . والخاصية القطبية لجزيء الماء تعمل على تأين الأملاح الذائبة في الماء حيث توجد على صورة أيونات موجبة وسالبة الشحنة في المحلول المائي .

والماء كمذيب له أهميته العظمى بالنسبة للنبات الحى . فالعناصر الأساسية اللازمة لنمو النبات طبيعياً والمركبات اللازمة لانتقال وتخزين الطاقة وكذلك مكونات المركبات النباتية جميعها تحتاج إلى الماء كوسط لانتقالها وتفاعلها. فهذه المركبات تذوب في الماء ويتم توزيعها وانتشارها في أجزاء النبات وهى على هذه الصورة الذائبة . فعمليات الانتشار والأزموزية والتشرب كلها تعتمد أساساً وتتم نتيجة انتقال المواد الذائبة في الماء من المكان الأصلي إلى مكان النشاط . وفى الحقيقة فإن العمليات الفسيولوجية تتم في مائية مخففة أو في معلقات ذات تركيز منخفض بالتالي فإن التفاعلات تخضع للقوانين الفيزيائية والكيميائية التي تتحكم في نشاط المحاليل المائية والمعلقات المخففة .