إخراج نشرة الأخبار التلفزيونية

يشبه الإخراج التلفزيوني لنشرة الأخبار ما يطلق عليه النموذج الطباعي لصفحات الجرائد، مثل النسخة المبدئية لما ستكون عليه الصفحة الأولى في الصحيفة مع الإشارة إلى نوعية الأخبار أو القصص الإخبارية والمكان المخصص لكل خبر، واختيار العناوين المناسبة للأخبار ومساحاتها مع إدراك الفارق بين قراءة الأخبار في الصحيفة أو مشاهدتها في التلفزيون، فقارئ الصحيفة يختار الصفحة التي يقرؤها أولاً، ثم يختار الخبر الذي يثير اهتمامه، بينما في أخبار التلفزيون ونتيجة للطبيعة الخطية اتصال من طرف واحد the liner nature للخبر التلفزيوني، فإن المشاهد التلفزيوني غير قادر على اختيار الخبر.

لذلك يجد صاحب قرار اختيار الأخبار التلفزيونية المناسبة والصالحة للبث نفسه أمام معادلة صعبة في مسألة اختيار الأخبار وترتيبها حتى يحتفظ باهتمام المشاهد وانتباهه، وعلى هذا الأساس يراعي المخرج ثلاثة مفاهيم إرشادية

أ- لن تكون جميع الأخبار مثيرة لاهتمامات جميع المشاهدين، لذا لا بد من أن يراعي مخرج النشرة أن يكون انسيابها يشبه القمم والوديان أو الارتفاعات والانخفاضات، فالنشرة لا بد من أن تبدأ بقمة أو ذروة تمثل أهمية كبيرة لجميع المشاهدين، أو عرض لأهم أخبار النشرة على الإطلاق، ثم تقل الأهمية النسبية للأخبار بما يشبه الوادي، وقبل أن ينقطع الخيط الوهمي مع المشاهدين يبدأ من جديد انسياب الأخبار المهمة بشكل متصاعد، وهكذا تتنوع الأخبار في ترتيبها من المهم إلى الأقل أهمية، ثم المهم مرة أخرى وهكذا.

ب- لا بد من أن تكون سرعة تدفق الأخبار متوازنة، ليست بطيئة جداً تثير الملل، ولا سريعة جداً تشوش الفهم، والأفضل أن يكون هناك مزيج مناسب من الشرائط المسجلة والأخبار المقروءة بما يتيح للتدفق الإخباري سرعة الحركة والجاذبية.

ث- تقسيم الأخبار في النشرة إلى فترات أو أجزاء متكاملة تحدد أخبار البداية والوسط والنهاية مع وجود فقرات للربط بين هذه الأجزاء.