المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاعلام
عدد المواضيع في هذا القسم 7209 موضوعاً
اساسيات الاعلام
السمعية والمرئية
الصحافة
العلاقات العامة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نظريات بناء الواقع الاجتماعي  
  
239   02:02 صباحاً   التاريخ: 2025-02-11
المؤلف : د. سعد سلمان المشهداني
الكتاب أو المصدر : منهجية البحث الإعلامي
الجزء والصفحة : ص 393-399
القسم : الاعلام / اساسيات الاعلام / الاعلام /

نظريات بناء الواقع الاجتماعي

نظرية التوقعات الاجتماعية

يركز الباحثون في هذه النظرية على عملية التطور الاجتماعي لوسائل الإعلام، أي الأحداث التي يمكن ملاحظتها والتي تنتج عن تصوير نماذج ثابتة لحياة الجماعة، وتحدد مثل هذه النماذج ما هو متوقع من الأفراد عندما ينتسبون إلى بعضهم بعضاً في الأسرة، وعندما يتعاملون مع زملائهم في العمل، أو يذهبون لدور العبادة أو يدرسون، أو يشاركون في حياة الجماعة بطرق مختلفة، وتساعد وسائل الإعلام بذلك على تحديد التوقعات التي يكتسبها الأعضاء الممثلون للجماعات قبل أن يسهموا فعلاً في الأنشطة الممثلة للجماعة (1).

وتعد وسائل الإعلام مصدراً للتوقعات حول كيفية تصرف الناس في الأنواع الأخرى من الجماعات التي يتألف منها المجتمع.

وعند الحديث عن الخلفية التاريخية لنظرية التوقعات الاجتماعية نجد أن مبادئ هذه النظرية مستقاه من بعض نظريات علم الاجتماع، وعلى رأس هذه النظريات نظرية "التفاعلية الرمزية المنتمية لعلم النفس الاجتماعي "، إذ إن نظرية التفاعل الرمزي التي أوجدها علماء الاجتماع جاءت لدراسة ارتباط العادات اللغوية بسلوك الناس، فعن طريق تلك العادات يمكن تحليل كيف يكتسب الناس تحديدات مشتركة لمعاني الأشياء، بما في ذلك قواعد الحياة الاجتماعية وذلك بالتفاعل مع الآخرين عن طريق اللغة، أو كما يميل علماء الاجتماع إلى القول بأنه يتم التفاعل مع الآخرين عبر "تبادل التفاعل الرمزي" (2) . ويتوافق أساس بناء نظرية "التفاعل الرمزي ونظرية التوقعات الاجتماعية" مع التوجه الحديث لنظريات الاتصال الحديثة، ودراسة تأثيرها في السلوك الإنساني. فقد أشار "جوجر ميد" إلى أن هناك درجة كبيرة من المرونة في تصرفات الإنسان إزاء ظرف واحد في أوقات مختلفة، إذ لم يكن لهم أن يخططوا لسلوكهم في ضوء توقعاتهم بالكيفية التي ستحدث بها الأمور(3). فالأفعال الاجتماعية تتحدد عبر عملية تبادل التأويلات، وتقدير المواقف التي تواجه الأفراد على أساس أن الفعل يتضمن الذات والدور الذي يشغله الفرد وأن المعلومات التي تتوافر لدى الفرد والمواقف، والتوقعات هي محور التفاعل الاجتماعي (4). وهكذا فإن نظرية "التفاعلية الرمزية " تتوافق مع نظرية "التوقعات الاجتماعية " في التأكيد على علميات التفسير، والفهم والتقييم لطبيعة التفاعل الرمزي، فهي ليست مجرد وسيلة تتشكل عبرها الأبنية الثقافية والاجتماعية والنفسية التي يتضمنها السلوك مسبقاً، بل إن طبيعة التفاعل الرمزي بين الأفراد تؤكد على تغيير الأبنية الاجتماعية، والنفسية، والثقافية عبر تغير تعريفات البشر وأنماط سلوكهم ويمكن تحديد الفرضيات الأساسية التي قامت عليها نظرية "التفاعلية الرمزية" (4) والتي وضعها " هربرت" "بلومر" بالآتي (6).

1- إن الناس فرادى وجماعات معدون للتفاعل على أساس معاني الموضوعات التي يتألف منها عالمهم، ويرتكز السلوك على هذه المعاني والموضوعات على ثلاثة موضوعات رئيسة، الطبيعية (كالأشجار) والموضوعات الاجتماعية (كالأدوار) والموضوعات المجردة (كالأخلاق).

2- إن الكائن البشري هو المسؤول الأول والأخير عن السلوك الذي يسلكه، والفرد بذلك هو الذي يتفاعل مع نفسه في العملية التي تحدد نوع السلوك الذي يسلكه تجاه الآخرين.

3- إن أفضل طريقة للنظر إلى المجتمع اعتباره نظاماً للمعاني، ويعد إسهام الأفراد في المعاني المشتركة المرتبطة برموز اللغة نشاطاً مرتبطاً بالعلاقات بين الأشخاص تنبثق منه توقعات ثابتة ومفهومة لدى الجميع.

4- إن الروابط التي توحد بين الناس، والأفكار والمعتقدات تعد كلها أبنية شخصية من المعاني الناشئة عن التفاعل الرمزي وهكذا فإن المعتقدات الذاتية لدى الناس عن أنفسهم وعن الآخرين هي أهم حقائق الحياة الاجتماعية.

5- إن السلوك الفردي في موقف ما يتوقف على المضامين والمعاني التي تربط الناس بهذا الموقف، فالسلوك ليس رد فعل أوتوماتيكياً أو استجابة آلية لمؤثر خارجي، ولكنه ثمرة أبنية ذاتية حول النفس والآخرين والمتطلبات الاجتماعية للموقف.

ويلخص "ديفلير وروكيتش" العلاقة بين الواقع الاجتماعي والمعرفة، والسلوك، والنظام الاجتماعي عبر الشكل الآتي:

وبالنظر إلى هذه العلاقة يتضح لنا الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام داخل المجتمعات الحديثة، فهي المصدر الرئيس في بناء المعرفة بالنسبة لعدد كبير من الأفراد داخل المجتمع. فعلى سبيل المثال نجد أن "الدراما التلفزيونية" التي تعد قوة مؤثرة في المجتمع المعاصر لا يستهان بها في تشكيل عقليات الجمهور فيما يتصل بالشخصيات والمؤسسات والأفكار والرموز الثقافية، وفي تمكينهم من أن يروا على الطبيعة صوراً واقعية لحياة الشعوب الأخرى تمدهم بالمعلومات وتزودهم بالمعارف والأفكار، والقيم التي تساعد على رفع مستوى الوعي لديهم (7).

كما أنها تبني صوراً متراكمة في أذهانهم مما يجعلهم يربطون بين هذه الصور المقدمة في الدراما وبين الواقع الذي يدور من حولهم، كما أن واقعية الشخصيات والأفكار وتكرارها يجعل للدراما قوة حقيقية بإمكانها صنع الصورة الذهنية وصياغتها عند الأفراد والشعوب.

وتمارس وسائل الإعلام اليوم دوراً رئيساً في تقديم الأحداث التي تعكس الواقع الاجتماعي المحلي منه والإقليمي والعالمي.

فوسائل الإعلام تقدم العادات والتقاليد والأساطير والمعتقدات، وهي بذلك تعد مصدر رئيس ومهم في تقديم معلومات وصور مهمة تساعد الأفراد في تكوين معتقدات وآراء عن النظم الاجتماعية الأخرى التي يعيش فيها الأفراد الآخرين، فعندما يتعرض الشباب لوسائل الإعلام المختلفة فإنهم يرون عشرات من الجماعات المختلفة مثل العصابات، فرق الموسيقى المهن المختلفة وقائمة من النماذج الأخرى ويستطيع الشباب بذلك أن يتعلموا من مصادر الإعلام نوع السلوك المتوقع منهم إذا ما أصبحوا في أماكنهم (8).

 فغالباً ما ينظر الناس إلى وسائل الإعلام بكونها أدوات تعكس العالم المحيط بهم فالمادة الإخبارية تستخدم في مراقبة البيئة وتعكس الدراما قيم المجتمع وعاداته وأنماط معيشته فالمضامين الإعلامية تراعى الواقع المعاش للمتلقين حيث تختص الأخبار بواقع العالم الخارجي وتتولى المسلسلات الدرامية تقديم الواقع الداخلي للمجتمعات (9).

وبذلك تساعد وسائل الإعلام في بناء هذا الواقع، فالواقع المنقول من وسائل الإعلام لا يعبر بالضرورة عن الواقع الحقيقي عن تلك المجتمعات وتعد وسائل الإعلام بذلك أحد أنماط المجتمع الثقافية، ومصدراً لما هو متوقع منهم فهي مصدراً للتوقعات حول كيفية تصرف الناس في الأنواع الأخرى من الجماعات.

مما تقدم يمكن تلخيص أسباب اختيار نظرية التوقعات الاجتماعية كإطار نظري للدراسة بالآتي:

أ- تدرس هذه النظرية ارتباط العادات اللغوية بسلوك الناس، فعن طريق تلك العادات يمكن تحليل كيف يكتسب الناس تحديدات مشتركة لمعاني الأشياء، بما في ذلك قواعد الحياة الاجتماعية، وذلك بالتفاعل مع الآخرين عن طريق اللغة، أو كما يميل علماء الاجتماع إلى القول بأنه يتم التفاعل مع الآخرين عبر تبادل التفاعل الرمزي.

ب- يتوافق أساس بناء نظرية "التفاعل الرمزي" ونظرية "التوقعات الاجتماعية " مع التوجه الحديث لنظريات الاتصال الحديثة، ودراسة تأثيرها في السلوك الإنساني، مما تكون قريبة جداً من دراستنا الخاصة بانعكاسات قضايا الحداثة في المسلسلات المدبلجة على النسق القيمي للشباب.

ج- تركز هذه النظرية في الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام داخل المجتمعات الحديثة، فهي المصدر الرئيس في بناء المعرفة لعدد كبير من الأفراد داخل المجتمع. ومنها دور الدراما التلفزيونية في المجتمع المعاصر، إذ تعد قوة مؤثرة لا يستهان بها في تشكيل عقليات الجمهور فيما يتصل بالشخصيات والمؤسسات والأفكار والرموز الثقافية، وفي تمكينهم من أن يروا على الطبيعة صوراً واقعية لحياة الشعوب الأخرى تمدهم بالمعلومات وتزودهم بالمعارف، والأفكار، والقيم.

_______________

(1) د. حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد الاتصال ونظرياته المعاصرة. مرجع سابق، ص 148.149_

(2) عبد الرازق جلبي: الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع، دمشق، دار المعرفة الجامعية، 1999، ص141.

(3) جوناثان تيرنر: بناء النظرية الاجتماعية، ترجمة: محمد سعيد فرج، القاهرة، منشأة المعارف بالإسكندرية، 1999، 328.

(4) منى حلمي الرفاعي: التعرض للدراما المصرية في التليفزيون وأدراك الشباب المصري للعلاقة بين الجنسين، رسالة ماجستير (غير منشورة) قدمت إلى جامعة القاهرة كلية الإعلام عام 2003، ص 8.

(5) سيد علي شتا: نظرية علم الاجتماع القاهرة، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، 1997، ص328.

(6) علا عبد القوي عامر محمد، صورة الفتاة المصرية في المسلسلات التلفزيونية وعلاقتها بواقعها الاجتماعي، رسالة ماجستير (غير منشورة) قدمت إلى جامعة القاهرة كلية الإعلام عام 2009، ص 45.

(7) جيهان يسير: رأي الفتاة الجامعية في صورتها التي تقدمها الدراما العربية بالتلفزيون، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، العدد (4) أكتوبر 2002 م، ص 22-23.

(8) د. بركات عبد العزيز مشاهدة التليفزيون كأحد العوامل المفسرة للمشكلات السلوكية لدى الأطفال، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، القاهرة، جامعة القاهرة، العدد: 17، أكتوبر – ديسمبر، 2002م، ص2.

(9) علا عبد القوي عامر محمد صورة الفتاة المصرية في المسلسلات التلفزيونية وعلاقتها بواقعها الاجتماعي، رسالة ماجستير (غير منشورة) قدمت إلى جامعة القاهرة كلية الإعلام عام 2009.

 




تتمثل في دراسة الجماهير والتعرف عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة أو الإدارة التي تتعامل معهم، ومن ثم نقل هذه الأفكار والآراء والمبادئ والاتجاهات إلى الإدارة ليصبح ذلك مستنداً لديها في تعديل سياستها وبرامجها بشكل يتناسب مع تلك الآراء والاتجاهات الجماهيرية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العلاقات العامة تقوم على تبادل الآراء وعرض الحقائق وتحليل الاتجاهات للرأي العام.


حرفة تقوم على جمع الأخبار و تحليلها و تحقيق مصداقيتها و تقديمها للجمهور، غالبا ما تكون هذه الأخبار ذات علاقة بما استجد من الأحداث سواء على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية و غيرها.فالصحافة قديمة قدم الأزمنة بل يرجع تاريخها الى زمن الدولة البابلية، حيث كانوا قد استخدموا كاتبا لتسجيل أهم ما استجد من الأحداث اليومية لتتعرف الناس عليها .و في روما قد كانت القوانين و قرارات مجلس الشيوخ لعقود الأحكام القضائية و الأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها .و في عام 1465م بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة، و عندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي و كان ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا و أمريكا و أصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها و قد كانت الثورة الفرنسية حافزا لظهور الصحافة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

يعد التلفزيون واحدا من أهم اختراعات القرن العشرين؛ إذ بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين الاسود والابيض عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر، وتطور هذا الاختراع حتى استطاع الألماني (دي كورن) من اختراع الفوتوتلغرافيا عام 1905,، وجاء بعده الفرنسي ( ادوارد بلين ) الذي طور الاختراع الاول واطلق عليه اسم البيلنوغراف عام 1907, واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية اولاً ثم كهربائية ، حتى توصل كل من الانكليزي( جون بيارد) والامريكي ( س. ف. جنكيس) إلى وسيلة ارسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام 1923.ويرتبط اختراع وظهور التلفزيون باسم العالم البريطاني ( جون بيرد) الذي استطاع عام 1924 من نقل صورة باهتة لصليب صغير عن طريق اجهزته التجريبية إلى شاشة صغيرة معلقة على الحائط.. وبعد ذلك بثلاث سنوات بدا هذا العالم تجاربه على التلفزيون الملون ، كما اجريت عدة تجارب لنقل الصور سلكياً ، نجح من خلالها الباحثون من ارسال صورة تلفزيونية عبر دائرة مغلقة من واشنطن إلى نيويورك عام 1927 ( ).وقد تكللت التجارب التي اجريت خلال الثلاثينات من القرن العشرين بالنجاح ، حتى بدأ مركز اليكساندر بلاس البريطاني بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام 1936.