المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6672 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



عهد خزاعة وظهور عمر بن لحي.  
  
1154   08:21 مساءً   التاريخ: 2023-06-15
المؤلف : محمد لطفي جمعة.
الكتاب أو المصدر : ثورة الإسلام وبطل الأنبياء.
الجزء والصفحة : ص 111 ــ 113.
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016 1979
التاريخ: 2-2-2017 2471
التاريخ: 7-11-2016 6301
التاريخ: 8-11-2016 8502

ولما تولت خزاعة أمر مكة وصاروا أهلها، ظهر بنو إسماعيل وكانوا قلة، وكانوا على الحياد أثناء الحرب التي وقعت بين جرهم وخزاعة فلم يدخلوا في ذلك، فسألوهم السكني معهم وحولهم فأذنوا لهم. وأذنت خزاعة لبني إسماعيل لأنهم كانوا مستضعفين، ولأن بينهم وبين جرهم عداوة قديمة، وهي التي أخرجتهم من الحرم؛ فهي حليفتهم الطبيعية ضد جرهم. وهذا الحادث يدل على أن علاقات القبائل انطوت على نوع فطري من الدبلوماسية. ويظهر أن مضاض بن عمرو بن الحارث الذي كان لجأ هو وأولاده إلى قنونا وحلي لما رأى عودة بني إسماعيل إلى الحرم؛ طمع هو أيضًا في الرجوع إليه، ولعله حن إلى الوطن فأرسل إلى خزاعة يستأذنها في الدخول إلى مكة والإقامة بجوارهم، وذكر لهم أنه ورع قومه عن القتال ونهاهم عن سوء السيرة في الحرم واعتزل الحرب (أي إنه اختار الحياد في الاصطلاح الحديث). ولكن خزاعة كانت أحزم من أن تنخدع لمضاض؛ لأن الفاتح لا يأمن لمن كان ينصح لقومه المغلوبين بالاستقامة ومكارم الأخلاق ليستتب ملكهم وتثبت أقدامهم؛ فهو عداوة للفاتح لأنه أبعد نظرًا وأشد حبا لوطنه، ولم تكن حال مضاض لتخفى على خزاعة وقد كان زعيم جرهم وخطيبهم، وهو الذي نصحهم عندما رأى سوء حالهم ولم يعتزلهم إلا حنقا على مسلكهم الذي أنذرهم بسوء عاقبته، ولم يعتزلهم بغضًا فيهم؛ فهذا زعيم يتقى شره ويُخشى خطره، وإن كان تقدم إلى خزاعة في لين جانب ورقة حاشية واعتذر إليهم بأنه لم يدخل الحرب ولم يعادِ خزاعة، ولكن خزاعة وضعت قاعدة استعمارية؛ وهي تحريم الحرم ومكة؛ بطحاءها وظواهرها على كل جرهمي. وقال زعيمهم عمرو بن لحي، وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، وحارثة هذا هو أخ لثعلبة الذي افتتح مكة وغلب جرهم على أمرها بعد مفاوضته. قال عمرو بن لحي المذكور لقومه: «من وجد منكم جرهميًّا قد قارب الحرم فدمه هدر!» ويظهر أن خزاعة لم تكتف بهدر دماء كل جرهمي، بل أباحت أموالهم أيضًا؛ فقد نزعت إبل لمضاض من مراتعها في قنونا تريد مكة فخرج في طلبها حتى وجد أثرها قد دخلت مكة فمضى على الجبال من نحو أجياد (1) حتى ظهر على أبي قبيس يتبصر الإبل في بطن وادي مكة، فأبصرها تُنحر وتؤكل ولا سبيل إليها، فخاف إن هبط الوادي أن يُقتل، فعاد أدراجه آسفًا، وقال قصيدة مشهورة، منها:

            كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا     أنيس ولم يـسـمـر بـمـكـة سـامر

             بلی! نحن كنا أهلها فأزالنا               صروف الليالي والجدود العواثر

            وبدلنا ربي بها دار غربة          بها الذيب يعوي والعدو المحاصر

             فكنا ولاة البيت بعد نابت               نطوف بهذا البيت والخير ظاهر

وهذه القصيدة تحوي أسماء الأماكن الشهيرة بمكة مثل واسط والمنحنى وذي الأراكة والحجون والصفا وترديدها على لسان الزعيم المنفي يُشعر بصدق حسرته على وطنه، كما يذكر في معناه شاعر مصري في وقتنا هذا ضفاف النيل والجزيرة وعين شمس ومنيل الروضة وقصور الزمالك، أو كما يذكر البغدادي الرصافة والجسر وضفاف دجلة والكرخ، وكما يذكر شاعر باريس المحروم من الدخول فيها غاب بولون وفرساي وسان كلو وبولفار سان ميشل وشانزليزيه

فالإنسان لا يتغير والأدب والتاريخ على فطرته وصبغته في كل زمان ومكان (راجع سيرة آخر بني سراج الأمير الأندلسي، لشاتوبريان). ويظهر أن مضاض بن عمرو خرج إلى اليمن بعد أن يئس من دخول مكة وتأكد من زوال ملكهم. وقد عللت هجرته بضياع الإبل. ولما استتب الأمر لخزاعة وصاروا حُجَّاب الكعبة وولاة مكة تزوج لحي – وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو - من فهيرة بنت عامر بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي ملك جرهم، فولدت له عمرو بن لحي الذي صار له أكبر شأن في الوثنية الجاهلية. ويظهر من هذا النص أن بعض الأميرات من نسل مضاض الجرهمي – وهو الملك المنفي الذي هاجر إلى اليمن بعد فقد ملكه في مكة - بقين بها وتمت مصاهرة بين الفاتح والمغلوب فتزوج أمير من خزاعة بأميرة من جرهم، فولد لهما عمرو بن لحي الذي صار ملك مكة وبلغ بها من الشرف ما لم يبلغ عربي قبله ولا بعده في الجاهلية غير قصي أحد أجداد النبي - عليه الصلاة والسلام - ومؤسس مكة وبانيها ومشترعها. إن ما ورد من الأخبار عن عمرو بن لحي في كتب التاريخ العربية قريب من الصدق؛ فهو ثمرة لزواج بيتين من بيوت الملك في مكة؛ فأمه حفيدة مضاض، وأبوه حفيد ماء السماء؛ فلا عجب أن جاء جامعًا لصفات العقل والحكمة وحسن السياسة، وقد ذهب شرفه في العرب كل مذهب - على حسب معقولية الجاهلية المنحطة. وهو الذي سنَّ سنة إطعام الحاج بمكة، وعم جميع حاج العرب بثلاثة أثواب من برود اليمن؛ فهو أول من أطعمهم وكساهم؛ أي قام لهم بواجب الضيافة والرفادة، وقد قسم بين العرب في حطمة حطموها عشرة آلاف ناقة. وقالوا في وصفه غير ما تقدم: إنه «بحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحام وسيب السائبة.» وكان أمره بمكة مطاعًا لا يعصى في العرب، ولما استفحل أمر عمرو بن لحي – وكانت العرب بمكة ومن حولها قد تهاونوا في دينهم؛ وهو دين إبراهيم وإسماعيل وتساهلوا فيه – رأى عمرو بن لحي أن يتم سلطته عليهم بأن يشترع لهم شريعة ويبتدع لهم دينًا، ولعله رأى أن الدين القديم قد خَلِقَ، وتباعدت المسافة بين مصدره الأول وبين حالة أهل مكة وما حواليها وكان عمرو بن لحي صاحب أسفار وجواب آفاق، مطلعًا على أحوال الأمم المجاورة كالشام ومصر والعراق. ورأى أن الذي يجذب العرب الأقدمين إلى مكة حرمة البيت، ودين إبراهيم لم يبقَ منه إلا القليل وعدد من الحنفاء، وأن العرب إذا لم يرَوْا شيئًا ماديًا غير الكعبة فلن يعيروها من الاحترام والاكتراث ما كانوا يعيرونها من قبل.

.............................................

1- سميت كذلك لأنها جادت بالدماء ويوم التقوا، وقطورا وقعيقان سميت كذلك لتقعقع السلاح.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).