أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2023
![]()
التاريخ: 11-9-2016
![]()
التاريخ: 2025-01-02
![]()
التاريخ: 18-1-2016
![]() |
غالباً ما كان الآباء ينصحون بالتراجع وترك طفلهم يكتشف طريقه، بدلا من (تدليله). كان أسلوب «إما أن تسبح وإما أن تغرق» هو الدافع الذي حدا بالعديد من الأطفال إلى السباحة، لكنني أشك في أن يمنح الغرق الوشيك أي إنسان البهجة التي يحتاج إليها لتطوير إتقانه كسباح أولمبي. ومن ناحية أخرى، على الرغم من أن نزوع أغلب الآباء المحبين للتدخل بسرعة وإصلاح الأمر قد يحول دون معاناة طفلنا من شعور الألم، فإنه أحيانًا قد يحول أيضا دون اكتسابه سعة الحيلة الضرورية لتحقيق الإتقان.
فما الحل الوسط الذي يتيح المرونة إذن؟
* قدر قيمة النضال كتجربة تعليمية. لا شيء سلبي في النضال. هكذا ننمي عضلات الإتقان والثقة التي تعيننا على التصدي للعقبة التالية.
* لا تهيئ طفلك للفشل. انصب له السقالات لإعانته على النجاح. هل يجدر بك أن تتدخل عندما يلوح لك فشله في المستقبل أم تتركه (يتعلم درسا)؟ قرار صعب دائما. إنقاذ الأطفال يمكن أن يمنعهم من تعلم دروس مهمة لكن الطفل الذي يرى أبويه واقفين موقف المتفرج تاركين إياه للفشل يشعر بأنه غير محبوب. وبدلا من تعلم أنه كان حرياً به أن يتدرب على عزف المزمار، أو قراءة الإرشادات المكتوبة على أدوات العلوم، يتعلم أنه ليس ذكيا كفاية، ولا موهوباً كفاية، ولا ماهرًا كفاية - وأن أبويه لا يعبآن به كفاية لمساعدته على اكتشاف الأمر.
* ادعم ولا (تنقذ). إذا توليت مشروع مسابقة العلوم في الليلة التي تسبق موعد تسليمه، فذلك أسوأ من الإنقاذ، لن يتعلم ابنك فقط أنك ستخرجه من ورطته إذا استهتر وأضاع الوقت، بل سيتعلم أيضًا أنه عاجز. لكن إذا ساعدته خطوة بخطوة على تنظيم أفكاره وعمله، وقاومت في الوقت ذاته رغبتك في تحسين المشروع بنفسك، فسوف يكمل المهمة، بفخر عظيم، بعد أن تعلم بعض الأمور عن كيفية التخطيط لمشروع معقد وتنفيذه.
* ساعدي طفلك على التعلم من إخفاقه. ثمة اعتقاد خاطئ شائع يقول إن الأطفال يكتسبون المرونة عن طريق الفشل. الواقع أن الأطفال الذين يفشلون كثيرًا، ولا يرون مخرجًا يتعلمون أنهم عاجزون عن الفوز. لا يكتسب الأطفال المرونة إلا بنجاحهم في قهر الفشل، وهو ما يتطلب إدراك أمرين: «أعلم ما ينبغي فعله لتجنب الفشل في المرة المقبلة، ويسعني فعله» و «أستطيع التعامل مع ما سيحدث، أيا يكن!».
* تعاطفي مع طفلتك عندما يعتريها الإحباط. نعم، يحتاج الأطفال إلى اختبار خيبة الأمل والبكاء ثم إدراك أن الشمس تشرق في اليوم التالي - لكن هذه العملية لا تؤتي أفضل ثمارها إلا بدعم وافر من الوالدين. ذلك الأساس المتين النابع من معرفة أنكِ إلى جوارها دائما، إلى جانبها، هو ما يسمح لها بالمخاطرة بالوقوع في خيبة الأمل والخروج من الجانب الآخر - بتعبير آخر، اكتساب المرونة.
إبداء تعليقات بنّاءة
يحتاج أطفالنا إلى تأييداتنا الإيجابية بصورة مستمرة إلى حد كبير. أرى أحيانًا أن الأطفال هم أشبه بكاشفات إشعاع صغيرة، تحلل أمزجتنا باحثة عن موافقتنا الحماسية على حبهم وحمايتهم. ونظرًا إلى أن بقاءهم يعتمد على التزامنا المتواصل تجاههم، فإن تأييداتنا الإيجابية المستمرة هي في الواقع أشبه ببوليصة تأمين متجددة.
بيد أن منح طفلنا تيارًا مستمرًا من الحب غير المشروط الذي يحمل رسالة موافقتنا لا يعني أن نمدحه. الواقع أن مديح الأطفال بصورته التي اعتدناها لا يُعدُّ غير مشروط على الإطلاق. المديح التقليدي – (أحسنت!... أنا فخور بك!... رسمة جميلة!) - يقيّم طفلنا وفق المعايير التي نحددها.
وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتلقون هذا النوع من المديح كثيرا يخلصون إلى أن هناك من يقيم أداءهم باستمرار. يقل شعورهم بالثقة حيال التعبير عن أفكارهم وآرائهم قلقين مما إذا كانوا سيرقون إلى تطلعاتنا. وبدلا من الاعتزاز بسلوكهم وإنجازاتهم، يبحثون عن التأييد في الخارج.
إن المديح يقتل البهجة التي نجدها في إنجازاتنا الخاصة، ويجعلنا معتمدين على الصدقات العاطفية من الآخرين.
وربما الأسوأ أن المديح لا يفلح إلا عندما تكونين حاضرة لتقديمه. على سبيل المثال، الأطفال الذين يمدحون على المشاركة يبدأون بتقليل أعمال المشاركة ما لم يكن الكبار يشاهدون لأنهم فيما يبدو تعلموا من المديح ألا أحد في كامل قواه العقلية سيشارك الآخرين بدافع من طيبة قلبه.
والأكيد أيضًا أن منح الأطفال المكافآت يحرمهم من المتعة الكامنة في إنجازاتهم. على سبيل المثال، الأطفال الذين يتلقون المال مقابل العلامات الجيدة لا يعودون يستمتعون بالتعلم، وإنما يطاردون مسعى هدفه الوحيد هو المكافأة المالية، حتى إلى درجة الميل إلى الغش. لذلك ليس من المستغرب أن تكون للمديح التأثيرات نفسها، نظرًا إلى قوته كمكافأة. الأطفال الذين تلقوا المديح لتناولهم الخضراوات يتعلمون أن الخضراوات ليست لذيذة بطبيعتها، والأطفال الذين تلقوا المديح للقراءة يتعلمون أن القراءة ليست مجزية بطبيعتها - السبب في كلتا الحالتين هو أنك (لا بد أن تتلقى مكافأة لفعل ذلك). والمفارقة، بالتالي هي أن المبالغة في المديح تجعل احتمالية حدوث السلوك الذي يكافأ بالمديح أقل!
لكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع تأييد طفلك باستمرار وبشكل إيجابي بهيج. في الواقع، يحتاج طفلك إلى هذا التأييد ليُزهر. ومفتاح ذلك هو التقدير الإيجابي غير المشروط - ملاحظة طفلك وتأييده وتأييد نشاطاته وشخصه وحبك له - عوضًا عن تقييمه بمديح مشروط.
فلنرَ كيفية تطبيق هذا على أرض الواقع من خلال تأمل الطريقة التي يمكننا بها الاستجابة لطفلنا الذي يعمل على حل أحجية. وجد الباحثون مرارًا أننا إذا أخبرنا الطفل كم هو ذكي لحله الأحجية، فسوف يُعرض عن الأحاجي الأصعب. هو بعد كل شيء لا يرغب في المخاطرة بأن تراه غير ذكي. إنه يعلم جيدا أن الأذكياء لا تعجزهم الأحاجي. لذا، فإن المديح حسن النية يمكنه، بسهولة، أن ينتج طفلا يتجنب المواقف التي قد لا يبدو فيها ذكيا، مثل تعلم أشياء جديدة قد يضطر إلى بذل جهد فيها.
بدلا من تصنيف طفلنا أو تقييمه، ماذا لو تواصلنا معه ببساطة، مستخدمين تعاطفنا، ورغبتنا في الحضور الكامل بصحبته ومشاهدته، والبهجة التي نجدها في علاقتنا؟ ماذا يمكننا أن نقول؟
* (أنت تحب حل تلك الأحجية حقًا... لقد بدأت بها مرة أخرى اليوم). (تعاطف مع مشاعره).
* (أنت تجرب كل القطع المختلفة لترى أيها تناسب هذا المكان). (لاحظ ما يفعله، الأمر الذي يساعده على الشعور بأنه مرئي وقيم. في هذه الحالة، نحن نصف أيضًا الاستراتيجية التي نراه يستخدمها، مما يساعده على أن يصير أكثر وعياً بما يفعله، وهكذا يستطيع تقييم ما إذا كانت تلك الاستراتيجية بعينها فعالة).
* (أحب حل الأحاجي معك!). (أخبره باستمتاعك بمشاركته مهمة أو مشروعا).
* (هذا محبط، أليس كذلك؟ لكنك كدت تفعلها!). (التشجيع الفعال. وعلى العكس من ذلك، إن أريناه الحل، فنحن نوحي له بأنه لا يستطيع اكتشاف الأمر بنفسه، مما يقلل ثقته بها).
* (لقد فعلتها! لقد وضعت كل القطع في أماكنها المناسبة! لا بد أنك فخور بنفسك!). (نحاكي ابتهاجه بإنجازه، لكن لاحظ أننا لا نخبره بأننا فخورون به، الأمر الذي يوحي بأن الفخر به هو أمر يمكننا أيضًا حجبه. بدلا من ذلك، نعمل على تمكينه من خلال الاعتراف بأن الفخر بنفسه هو أمر يخصه وحده، وهو أمر يمكنه بذل جهد لإحداثه).
ماذا عن قول: (إنك تعمل بدأب حقيقي لحل تلك الأحجية)؟ هذا حكم نابع من قيمنا بشكل واضح - نحن نخبره بأننا نظنه أمرًا جيدًا، ولا سيما إذا كنا نعلق عليه كثيرًا. ستلاحظ أن كل خيار نتخذه تقريبا بشأن ما نقوله لطفلنا ينقل إليه قيمنا بشكل خفي. ولهذا السبب لا أعتقد أن من الممكن أن نكون موضوعيين تماما في تعليقاتنا، ولست متأكدة حتى من أنها فكرة جيدة. فنحن، بعد كل شيء، مرشدون لأطفالنا، وثمة قيم نريد أن ننقلها إليهم. بالنسبة إليَّ، أن نستمتع بالعمل الجاد وأن نبلي فيه بلاءً حسناً هي إحدى تلك القيم.
في الواقع، تقول البحوث إننا حينما نعقب على مجهودات الأطفال - أنت تعمل بجد على ذلك - فإنهم يعملون بجد أكبر، ويجدون مزيدا من المتعة في المهمة، ويطالبون بمهام أصعب. ظني أن ذلك لأن الأطفال يرغبون بشدة في أن يكونوا ناجحين، وأن يتقنوا التعامل مع كل ما يصادفونه. عندما يلاحظون السلوكيات التي تجعلهم أكثر نجاحًا في أنشطتهم المختارة، يُرجح أن يختاروا فعل المزيد من تلك السلوكيات.
لكن لعلك لاحظت أننا نترك طفلنا يقرر بنفسه إن كان هذا سلوكا يريد تكراره، فنحن لا نقول: (أنتِ فتاة جيدة لأنك تعملين بدأب شديد). لأن ذلك يوحي، ضمناً، بأنها ستكون فتاة سيئة إن أرادت أن تأخذ قسطا من الراحة، الأمر الذي يمكن (إن تكرر كثيرًا خلال مرحلة الطفولة) أن يهيئها لحياة من إدمان العمل لا تستطيع فيها الاعتناء بنفسها، بل هي تلاحظ بنفسها، بدلا من ذلك، الصلة بين تركيزها المستمر الذي علقنا عليه ونجاحها في حل الأحجية. هي مَن تقرر كيفية استخدام تلك المعلومة. يُعدُّ تعليقنا تمكينيا بفضل كونه ملاحظة محددة (أنت تعملين بدأب) وليس ملاحظة تقييمية أو عامة (أنت فتاة جيدة لأنك تعملين بدأب أو (أنتِ تعملين بدأب شديد دائما).
أما زلت تتساءل عن الفرق بين المديح والتقدير؟ إن الأطفال، مثل سائر البشر، يحتاجون إلى الشعور بالملاحظة والتقدير. تحتاج طفلتك إلى سماع مشاعرك الحقيقية، الخطر يكمن في أن تصل إليها رسالة مفادها أنها لن تكون جيدة كفاية إلا إذا فعلت الأمور على طريقتك.
* المديح يقيّم: (أنت فتى جيد، لأنك تساعدني على حمل البقالة).
* التقدير عبارة تتضمن ضمير (أنا) تعبر عن حقيقة مشاعرك، وتمكن طفلك من خلال إخباره بتأثير أفعاله فيك، ومن خلال شكره: (شكرًا لمساعدتي على حمل البقالة... أحب المساعدة التي أتلقاها منك لدى عودتي إلى المنزل متعباً بعد التسوق).
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
رئيس هيأة التربية والتعليم يطَّلع على سير الأعمال في المبنى الجديد لجامعة العميد
|
|
|