أحاديات السكاريد مواد بلورية، عديمة اللون، حلوة المذاق عادةً، وتكوّن محاليل معتدلة الشحنة في الماء وتتفحم char بالتسخين. وتتصف السكريات الموجودة في الطبيعة بفعاليتها البصرية optical activity وقدرتها على التدوير المتبدل mutarotation.

1. الفعالية البصرية   Optical Activity :  وهي قدرة المادة على تدوير الضوء المستقطب أحادي المستوى Plane-Polarized Light PPL. يمكن الحصول على هذا الضوء بتمرير حزمة من الضوء العادي ordinary light، والمؤلف من أمواج كهرومغناطيسية تتذبذب في كل الاتجاهات، ضمن موشور خاص (مقطاب "polarizer") فتنعكس كل الذبذبات ما عدا تلك الموازية لمستوى قاعدة الموشور ويخرج الضوء من الموشور في مستوى واحد PPL (الشكل (5-4).

عند تمرير هذا الضوء المستقطب خلال مادة فاعلة بصرياً ( ضمن العمود الزجاجي) فإن مستوى الاستقطاب سيدور حول محور مسار الضوء. فإذا حدث هذا الدوران نحو اليمين (مع عقارب الساعة) توصف المادة بأنها ميمنة، ويُرمز لها بالحرف اللاتيني الصغير "d" أو علامة الزائد "+". أما إذا حدث هذا الدوران نحو اليسار عكس عقارب الساعة فتوصف المادة بأنها ميسرة، ويُرمز لها بالحرف اللاتيني الصغير "l" أو علامة الناقص " - ". ومن الأمثلة هنا الغلوكوز اليميني الميمن (ولذلك يسمى بالدكستروز) والفركتوز اليميني الميسر (ولذلك يسمى بالليفيولوز levuolose). أما سبب هذا النشاط البصري فهو وجود ذرة الكربون غير المتناظرة asymmetric carbon atom التي تجعل كلا من بلورات المادة العضوية ومحاليلها فعالةً بصرياً. كما قد تظهر بعض المواد غير العضوية (كلور البوتاسيوم مثلاً) نشاطاً بصرياً يعود إلى بنيتها البلورية ولكنه يختفي في محاليلها. ويمكن قياس الفعالية البصرية لمادة ما باستخدام مقياس الاستقطاب polarimeter (الشكل 5-4)، ويسمى المزيج المكون من كميتين متساويتين من المصاوغين البصريين (المرآتيين) لمادةٍ ما بالمزيج الراسيمي racemic، وهو لا يملك فعاليةً بصريةً رغم أنّ مكوناته تملك هذه الفعالية منفردة.

وكما مر معنا سابقاً، يؤدي وجود ذرة الكربون غير المتناظرة إلى تشكيل مصاوغات مرآتية أو بصرية يكون عددها 2^س (س هو عدد ذرات الكربون غير المتناظرة). وهكذا فإن للغلوكوز اليميني D-glucose مثلاً 16 مصاوغاً مرآتياً لأن فيه 4 ذرات كربون غير متناظرة.

2. التدوير المتبدلMutarotation

وهو التغير التلقائي في تدوير مادة فاعلة بصرياً للضوء عندما يترك محلولها ليستقر فترة من الزمن بعد تحضيره. ولفهم هذه الظاهرة وأهميتها في إثبات وجود البنية الحلقية سنأخذ الغلوكوز مثالاً، فإذا أذبنا بلوراته في الماء وقمنا بقياس زاوية دوران الضوء بمقياس الاستقطاب سنصادف إحدى حالتين:

1- تبدأ زاوية الدوران بقيمة +112 لتتناقص تدريجياً حتى تستقر عند قيمة ثابتة هي +52.

2- تبدأ زاوية الدوران بقيمة 19+ لتزداد تدريجياً حتى تستقر عند القيمة الثابتة +52 .

أما تفسير هذه الظاهرة فهي أن بلورات الغلوكوبيرانوز اليميني توجد في أحد شكلين هما ألفا (+112) أو بيتا (+19). هذان الشكلان قابلان للتحول فيما بينهما في الماء إلى أن يتشكل مزيج متوازن مستقر منهما (مع مقدار قليل من الغلوكوز الخطي بالشكل الألدهيدي) زاوية تدويره الخاصة هي +52 ، وما يحدث حقيقة هو أن الحلقة تتكسر في الماء إلى الشكل الخطي الذي يمتص الماء ليصبح بالشكل الألدهيدي القابل للتحلّق من جديد ليعطي الغلوكوبيرانوز اليميني ألفا وبيتا حتى الوصول إلى المزيج المتوازن الموضح أدناه. تبلغ قيمة زاوية التدوير الخاصة بالغلوكوز اليميني +52 أما تلك الخاصة بالفركتوز اليميني فهي -94 وبالسكروز +66.5.