أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-11
246
التاريخ: 2024-12-14
77
التاريخ: 26-3-2018
2211
التاريخ: 2024-12-10
113
|
لا توجد ناحية من نواحي الحياة البشرية لا تتأثر بالطقس، فالطقس يؤثر على كل نواحي الحياة. فالزراعة والصناعة والرعي وصحة الإنسان وغيرها من نواحي الحياة تتأثر بالطقس إما بشكل مباشر أو غير مباشر. وربما هذا التأثر كان في الماضي أشد مما هو علية في الوقت الحاضر. لذلك حاول الإنسان التنبؤ بالظواهر الطقسية وكيف ستكون غداً أو بعد فترة قصيرة وصلت العاصفة الهوجاء وغطت المنطقة. فقال جامع المعلومات لنفسه إنها صدفة. بعد ذلك بفترة وقبل انتصاف الليل دخل كلب القبيلة إلى بيت الشعر وجلس في موقد لأسبوع قادم أو شهر قادم منذ آلاف السنين. ففي عام 650 قبل الميلاد تنبأ البابليون بالطقس من خلال شكل الغيوم، فقد كانت الهالة حول القمر تعني أن سيكون غداً يوم ممطر. وفي 340 قبل الميلاد شرح أرسطو حالة الجو في كتابة الميترولوجيا Meteorologica. بينما تنبئ الصينيون بالطقس منذ 300 قبل الميلاد. لقد كانت نظرية التنبؤ في الماضي تعتمد على خبرة المتنبئ بحالة الجو في منطقة معينة، وكذلك على مرافقة الظواهر الجوية لبعض الظواهر الفلكية. فعلى سبيل المثال، لاحظ القدماء إن غروب الشمس إذا كان احمر، فان اليوم التالي سيكون طقسه حسناً مثل هذه التجارب والمشاهدات تكدست في الذهن وبني عليها ما يعرف بالتنبؤ حسب الظاهرة. بالتأكيد لم تكن كل هذه التوقعات صحيحة، فالغلاف الغازي اعقد من ذلك بكثير. وهناك رواية تروى عن خبرة الرعاة ببعض حالات الجو أو ما سيكون علية الجو للساعات القادمة. فقد رافق احد جامعي المعلومات عن الجو بواسطة الأجهزة إحدى قبائل البدو في المنطقة الغربية من العراق. وفي يوم من الأيام بعد الظهر جاء إلى شيخ القبيلة من يسره بشيء، أصدر شيخ القبيلة على إثرها أمرا إلى أفراد قبيلته أن يأخذوا حذرهم واستعدادهم لان عاصفة هوجاء قادمة هرع جامع المعلومات إلى أجهزته المتكونة من البارومتر والمحرار ودوارة الرياح فلم يقرأ فيها ما ينبئ بذلك. ولكن النار الذي تم إطفائها قبل قليل. فنهض الشيخ ليقول لأفراد قبيلته أن يستعدوا جيداً لليلة باردة ونهار بارد غداً. وهرع مرة أخرى جامع المعلومات إلى أجهزته ولم يجد ما ينبئه بشيء. وحدث في اليوم التالي ما تنبئ به الشيخ. وعندها اقتنع جامع المعلومات بان هناك شيء ما مبني على الملاحظة وليس على التسجيل. فذهب يسأل الشيخ عن ذلك، فقال له الشيخ في المرة الأولى لاحظنا تسارع الحشرات الأرضية إلى الاختباء في جحورها علماً إن المساء لم يحل بعد. ونعلم من التجربة أن الحشرات لا تختبئ في النهار إلا إذا كانت هناك عاصفة قادمة. إما الظاهرة الثانية فان كلب القبيلة لا يدخل بيت الشعر مطلقاً إلا إذا كان هناك هواء بارد قادم. والعلم الحديث يقول من الصعب التنبؤ عن طريق الأجهزة بالظواهر الصغيرة كالتورنادو والعاصفة الترابية المحدودة وغيرها من الظواهر التي لا تكون بحجم كبير.
بدأ التنبؤ الجوي الحديث عام 1837م عندما اخترع التلغراف فقبل هذا الوقت لم يكن من الممكن تبادل المعلومات بين المناطق بسرعة أسرع من سرعة القطار البخاري، علما أن عدد من الظواهر الطقسية تتبدل بسرعة أسرع من سرعة القطار البخاري. لذلك وفر التلغراف طريقة سريعة جداً لجمع المعلومات من المناطق المجاورة على الأقل ومناطق أخرى بعيدة بسرعة كبيرة جداً لمعرفة كيف هي حالة الطقس في المناطق التي على مجرى الهواء.
يعتبر العالمان فرانسيس بوفورت وروبرت فتزروي اللذان كانا يعملان في البحرية البريطانية رائدين في مجال التنبؤ الحديث، حيث لا زالت طريقتهما في التنبؤ معمول بها حتى الوقت الحاضر. فقد اعتمدا على نظرية الكتل الهوائية وحركتها في التنبؤ الجوي. إن جمع المعلومات وإنزالها على الخريطة يسمح للمتنبئ الجوي أن يكون صورة واسعة عن حالة الجو في تلك اللحظة. باستخدام المعلومات المتوفرة عن القراءات السابقة يمكن معرفة موقع الجبهة الهوائية وسرعة تحركها واتجاه الحركة، وبذلك يمكن التنبؤ بالحالة الجوية القادمة. ما كان ينقص هذه الطريقة في التنبؤ هو التغير المفاجئ في حركة المنخفض أو المرتفع الجوي مما يؤدي إلى تغيير شامل في حركة الظواهر الجوية. شهد علم الأنواء الجوية في القرن العشرين تطوراً كبيراً مما ساعد على إيجاد فهم أفضل للظواهر الجوية وللغلاف الغازي. وبالرغم من ان هذا الفهم غير مكتمل إلا أن هذا التطور ساعد على ظهور فكرة التنبؤ الرقمي للطقس (Numerical Weather Prediction (NWP) عام 1922 من قبل لويس فري ريجاردسون في تلك الفترة لم يكن هناك حاسوب سريع كفاية لإكمال إنجاز حل المعادلات الرقمية. لذلك انتظر العالم إلى السبعينات لينجز استعمال هذه الطريقة بالحاسوب المتطور.
بعد الحرب العالمية الثانية شهد العالم تطورات علمية سريعة أثرت بشكل مباشر على تطور التنبؤ الجوي. فظهور المعادلة الرقمية (NWP)، وظهور الأقمار الصناعية بنوعيها الثابتة والمتحركة، وتطور سرعة الحاسوب، بالإضافة إلى الفهم المتطور لكثير من ظواهر الجو، كل هذه الإنجازات ساعدت كثيراً على تطور التنبؤ الجوي وامتداد فترة التنبؤ إلى أسبوع ثم إلى شهر أو إلى فصل. ولكن بقيت الحقيقة القديمة قائمة وهي انه كلما طالت فترة التنبؤ الجوي كلما كانت الأخطاء المتوقعة أكبر.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|