المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نزول سورة براءة  
  
3267   04:20 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص417-418
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23 241
التاريخ: 21-6-2017 2679
التاريخ: 29-3-2017 2923
التاريخ: 15-6-2017 3570

قال الشيخ الطوسي في المصباح في أول يوم من ذي الحجة سنة تسع من الهجرة بعث النبي (صلى الله عليه وآله) سورة براءة حين أنزلت عليه مع أبي بكر ثم نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) أنه لا يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فانفذ عليا حتى لحق أبا بكر فاخذها منه ؛ وقال الطبري في تفسيره : حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو حمد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيغ قال نزلت براءة فبعث بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر ثم أرسل عليا فاخذها منه فلما رجع أبو بكر قال هل نزل في شئ قال لا ولكن أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا ولا يطف  البيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته (اه) .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات فاتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج فزعا فظن أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا هو علي إلى أن قال فنادى علي أن الله برئ من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن وبسنده عن زيد بن يثيغ سألنا عليا بأي شئ بعثت في الحجة قال بعثت بأربع لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامهم هذا ومن كان بينه وبين النبي (صلى الله عليه وآله) عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فاجله أربعة أشهر وروى النسائي في الخصائص بسنده عن سعد قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فاخذها منه ثم سار بها فوجد ابا بكر في نفسه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يؤذى عني إلا أنا أو رجل مني وبسنده عن أنس بعث النبي (صلى الله عليه وآله) براءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياها وبسنده عن زيد بن يثيغ عن علي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة فلحقه فاخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) (اه) ؛ ولحقه علي بذي الحليفة وقيل بالعرج وقيل بالروحاء على ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) العضباء .

قال المجلسي أجمع المفسرون ونقلة الأخبار أنه لما نزلت براءة دفعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى علي بن أبي طالب واختلفوا فقيل أخذها علي منه فقرأها على الناس وكان أبو بكر أميرا على الموسم وروى أصحابنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) ولى عليا الموسم أيضا (اه) وقال بعضهم إنما أمر عليا بأخذ براءة من أبي بكر جريا على عادة العرب بأنه لا يبلغ عنهم إلا هم أو أحد أقربائهم وفيه أن هذه لم يرد بها خبر ولو فرض فالاسلام قد جاء لمحو عادات الجاهلية مثل عدم توريث النساء والتفاخر بالأجداد والآباء وإنما ذلك أمر من الله تعالى بان لا يقوم بهذا الأمر المهم إلا النبي (صلى الله عليه وآله) أو من هو مثل نفسه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.