المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الرعاية الصحية والبيئية  
  
121   10:14 صباحاً   التاريخ: 2024-12-07
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص117ــ120
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 3590
التاريخ: 2024-09-30 241
التاريخ: 2024-10-17 420
التاريخ: 2024-10-02 326

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اغسلوا صبيانكم من الغمر(1) فإن الشيطان يشم الغمر فيفزع الصبي من رقاده ويتأذى به الكاتبان(2).

من المسائل التي تترك أثراً سيئاً عند الأولاد إهمال رعايتهم من الناحية الصحية أو البيئية، خاصة التي تترك أثراً مرضياً مزمناً عندهم، أو تترك عندهم ما يذكرهم بالمرض الذي كان سبب إهمال الأهل له وعدم المسارعة إلى أخذ الأولاد الى الطبيب.

وللأسف فإن بعض الأهل لا يلتفتون الى بعض الأمراض التي تكون عند أولادهم أو يهملون علاجها، كالالتهابات التي تصيب الأطفال خاصة في المسالك البولية فإنها قد تؤدي إلى مرض خطير، أو إهمال علاج الأذنين الذي قد يؤدي الى تعطيل السمع أو خفته أو تركهم اللعب مع بعض الحيوانات من دون تنظيفهم أو تعقيمهم.

على الأهل عند ملاحظة أي تغير عند الطفل أو ظهور أي عوارض غريبة اصطحاب أبنائهم وفلذة أكبادهم الى الطبيب المختص.

بل عليهم مراجعة الأطباء كل فترة حتى لو لم يظهر شيء من العوارض من باب الاحتياط والاطمئنان على صحتهم، خاصة في بداية الحياة الزوجية وقلة خبرة الزوجة بذلك.

وهذا الأمر لا يختص فقط بما بعد الولادة، بل هو أهم قبل الحمل وفي أثنائه، خاصة ما يتعلق بالتلوث البيئي الذي تتعرض له الحامل، سواء نتيجة الجو العام الملوث كما لو كانت تسكن في وسط المدن الكبرى أو قرب مكبات النفايات أو الدخول الى الملاهي والمقاهي التي يكثر بها التلوث البيئي، ونحو ذلك، أم نتيجة الجو الخاص المحيط بها، كما لو كانت تدخن أو كان زوجها أو أحد أفراد من يسكن معها يدخن أو يشرب النرجيل، فإن كل ذلك سوف يؤثر على الجنين، بل قد يؤدي الى تشويهه.

ومن الأمور المهمة التي تؤدي إلى الضرر على الجنين التلوث الحاصل من أدوات التنظيف ((المساحيق)) خاصة التي لها روائح قوية تدخل الى الصدر فتؤثر على الجنين أو التي تؤدي الى تحسس جلدي فتنتقل العدوى الى الجنين.

ومنها استعمال مساحيق التجميل التي يضعنها النساء على وجوههن، خاصة التي توضع على الشفاه والتي تحمل بعض المواد الكيميائية فتدخل الى الفم ومن ثم يتغذى عليها الجنين.

وهكذا على الحامل توخي الحذر في كل الأمور التي فيها ضرر على الجنين أو الأولاد، خاصة ما يتعلق بالدخانيات والسموم أو التي فيها تلوث بيئي قد يؤدي الى الضرر المباشر أو غير المباشر على الجنين.

وكذلك بالنسبة الى الرعاية الصحية، فعلى المرأة الحامل التنبه إلى أن وضعها الصحي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة الجنين فكل ما يحلّ عليها يحل عليه، فإذا تعرضت للبرد فهو كذلك، وإذا تعرضت للزكام فتعرضه هو لذلك أسرع لقلة مناعته، فكل إهمال صحي من قبل الحامل سوف ينعكس على الجنين، وهذا ما يحذر منه الأطباء.

وإن كل الأدوية التي تتناولها الحامل تؤثر على الجنين خاصة التي تحمل بعض المواد الكيمائية، لذا على كل حامل الامتناع عن تناول الأدوية أثناء الحمل، ومن اضطرت الى ذلك فعليها بمراجعة الطبيب المختص.

أيتها الزوجات الكريمات مستقبل أولادكن في أيديكن، وسلامة سمعهم وبصرهم وعقلهم وكل جوارحهم مرهونة باهتمامكن بالنظافة والطهارة والرعاية الصحية والبيئة، فاتقِنَ الله تعالى في أولادكن.

شاهد واقعي وتاريخي

قال بعض العلماء: (... هنا أذكر غلاماً صغيراً في العراق كان جميل المنظر لكنه متخلف عقلياً وفيه نوع من التشوه.. وحينما سألت عائلته عن منشأ هذا التخلف والتشوه هل هو مرض وراثي أو ماذا؟

أجاب أحدهم إن أمه كانت حاملاً به أثناء حرب الخليج حينما كانت الطائرات تقصف مدنهم، وما أدراك ما هي الأحداث آنذاك من الخوف والهلع والاضطراب وعدم الاستقرار مما أثر سلباً على نفسية الطفل ووضعه فهكذا خرج الغلام مشوهاً ومتخلفا ضحية الاضطراب النفسي للأم. وقد ثبت علمياً أنه إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف، فإنه يتغير لونها ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار افتتاح اللون تسمى بالخسوف(3).

شاهد علمي

وبالرغم من وجود الوسائل العلمية والعملية التي يملكها الغربيون في أوروبا وأمريكا نجد الأطفال المصابين بالعيوب والانحرافات يتولدون بنسبة هائلة.

وإليك الخبر الآتي: ((يولد في الولايات المتحدة الأمريكية 4،200،000 طفل سنوياً، ولكن مئات الألوف منهم مصابون بنواقص وعيوب ناشئة قبل الولادة، وأكثرهم يشكون من الأمراض القلبية، والشلل العصبي، والصرع، والعمى، والصمم، وغير ذلك.

ومضافاً إلى ذلك فمن بين خمس نساء حوامل لا تفلح واحدة منهم في ولادة طفل حي والسبب في ذلك أمران: أحدهما الإجهاض، والآخر موت الطفل حين الولادة))(4).

فعلى الأم أن تراعي نظافة ما يلي:

ـ البيت.

ـ الأدوات المنزلية خاصة أدوات المطبخ.

ـ فراش الطفل.

ـ طعامه.

ـ المراحيض.

ـ يدا الأم وغسلهما بالصابون قبل مسكه أو إطعامه.

ـ الاهتمام الزائد بنظافة ثيابه.

- غلي الماء قبل شربه خاصة في أشهره الأولى.

ـ قتل الحشرات البيتية خاصة الذباب وعدم إعطائه الطعام الذي وقع عليه.

ـ أذناه ومسحهما بالقطن بعد استحمامه.

- عيناه ومسحهما.

ـ صرته.

- أنفه(5).

- المصاصة (اللهاية).

ـ ألعابه.

ـ وسائل نقله كالكريجة والعربة.

ـ الفوط التي تمسح بهم جسد الطفل.

_____________________________

(1) الغمر الدسم.

(2) علل الشرائع: 557، ورواه في مكارم الأخلاق عن النبي (صلى الله عليه وآله): 223.

(3) عبقرية مبكرة، توفیق بو خضر: 76-77.

(4) مجلة (أخبار هفته) الإيرانية الصادرة بتاريخ 28 / 2 / 1338 هجرية شمسية، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 109 - 111.

(5) انظر كتاب الطفل من الولادة الى السنة الثانية، حسون البطاط: 63 - 64 بتصرف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.