تفهم دوافع المستهلكين وأهدافهم  

ان وراء كل سلوك تم انجازه هدف تم تحقيقه حتى لو لم يكن مقصوداً، وكما ان الاهداف قد تكون ايجابية أو سلبية والهدف الايجابي قد يعني التوجه او العمل للسلوك الايجابي نحو شيء ما وهو ما يوصف عادة بالطريقة المتبعة لبلوغ الهدف. اما الهدف السلبي فيمكن ان يكون الابتعاد عن سلوك معين وهو ما يعرف بالهدف المتجنب او المبتعد ، كما ان الانجذاب نحو الهدف او تجنبه يمكن ان يعتبر في حد ذاته هدفاً محدداً لسلوك مبرر من وجهة نظر الفرد . 

واختيار الاهداف من قبل الافراد قد تعتمد على تجاربهم وأذواقهم وإمكاناتهم المادية وغيرها مع تأثير واضح للقيم الاجتماعية والثقافية به (الرياضي يبحث عن طعام غني بالدسم والمُسلم يأكل اللحم على الطريقة الاسلامية ) ، وكما ان طبيعة وكيفية ادراك الفرد لنفسه تؤثر في تحديد نوع وأهمية الهدف الذي يتم اختياره من قبله، فقد تكون دائماً محددة بقدرتها على عكس صورة هذا الفرد.

وتعتمد الحاجات والأهداف كل على الأخرى إذ لا تتواجد احداهن دون وجود الاخرى، إلا ان الانسان لا يشعر بحاجاته كما يشعر بأهدافه : فالهدف من التحاق الشباب بالنوادي الشبابية تحقيق حاجات اجتماعية، وإحساس الافراد بحاجاتهم الفسيولوجية اكثر من احساسهم بحاجاتهم النفسية ، لان احساس الناس بالجوع والعطش يأتي قبل احساسهم بإشباع حاجات اخرى.

وإذا فهم المستهلك نفسه وفهم الأعضاء الآخرين وفهمت القيادة بكافة مراتبها حتى أدنى عضو في الجماعة أعضاء الجماعة الآخرين إلى حد ما كأفراد ، ومعرفة حوافزهم ودوافعهم وأهدافهم، وكذلك الحاجات التي يحاولون إشباعها فإن الموقف سيكون أفضل لمعاملتهم كأفراد لهم حياتهم النفسية والفكرية المستقلة التي وهبها الله تعالى لكل إنسان ومن ثم إيجاد مجالات للاتفاق العام وإيجاد تحديات تدفعهم قدماً، كما أنه سيمكن معرفة الأسباب التي يمكن أن تدفعهم إلى السلوك بالطريقة التي يقومون بها بطريقة أفضل، إن فهم الزملاء أعضاء الجماعة فهماً أساسياً يُعتبر خطوة من الخطوات الأولى لكي يصبح المستهلك منتجاً وإيجابياً في الجماعة.

وعلى الرغم من مساهمة الأعضاء بنشاط فعال في حركة الجماعة فإن بعض الجماعات لا تُشبع في الحقيقة حاجات الأعضاء أو تحقيق ما يتوقعون تحقيقه من أهداف، وإذا لم يستطع المستهلك إشباع هذه الرغبات بشكل صحي والحصول على المكانة الإيجابية من الجماعة فقد يلجأ إلى الأسلوب غير المرغوب فيه للحصول على اهتمام الآخرين، وذلك باتخاذ الجانب السلبي وتحوله إلى متمرد عنيف، ذلك أن عضو الجماعة الذي يشعر بالإحباط والخيبة لعدم اكتسابه خبرات جديدة قد يحقق رغبته باختراع سبل ووسائل لإبطاء أو عرقلة الإجراء الجماعي وإيجاد المشاكل .