لماذا كان مع النبيّ صلى الله عليه وآله في الغار أبو بكر ، ولم يكن أحد سواه؟ |
338
07:44 صباحاً
التاريخ: 2024-10-19
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
443
التاريخ: 2024-10-19
339
التاريخ: 2024-10-12
1234
التاريخ: 2024-10-19
184
|
الجواب :
أوّلاً : يجب أن نشير إلى أنّه لم ينفرد في هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر فحسب ، كما في مفروض السؤال ، بل كان سواه معهما كما سيأتي.
وثانياً : لابدّ من ملاحظة ظروف الواقعة المفروض فيها التكتّم ، وقلّة المصاحب ، والاحتياج إلى معرفة الطريق وغير ذلك.
وثالثاً : إمكان دراسة الموضوع وملاحظته بأشكال متعدّدة ، فقد يقال : إنّه صاحبه خوفاً منه لا عليه ، أو كان يخشى منه البوح ، ولعلّه يشير إليه قوله تعالى : {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40] ، أو تؤخذ الواقعة كنوع امتحان وفتنة من الله سبحانه لعباده.
هذا ولم نجد في رواية من الخاصّة أو العامّة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله طلب من أبي بكر مصاحبته ، أو كان القرار على ذلك ، وهذه نكتة مهمّة ، بل كلّ ما هناك هو أنّه التقى به وهو في حال خروجه من مكّة ، فصاحبه معه ، وهذا قد فسّر بخوفه من أن يفشي عليه ويخبر عنه ، ولاشكّ أنّه صلى الله عليه وآله طلب من أبي بكر في الغار أن يسكن وقد أخذته الرعدة ، وأخبره {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ، وهذه نكتة مهمّة.
ثمّ أنّه قد صحبه صلى الله عليه وآله في هجرته عامر بن فهر مولى أبي بكر وعبد الله ابن اريقط الليثي (1) ، بل كان معهم دليل باسم رقيد ، وقيل : هو عبد الله بن اريقط الليثي ، وفي أمالي الشيخ الطوسي : « واستتبع رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ابن أبي قحافة ، وهند بن أبي هالة ، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار » (2).
وفي بعض الروايات : « إنّ أبا بكر لحق بالنبيّ صلى الله عليه وآله بعد أن أخبره أمير المؤمنين عليه السلام بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد انطلق إلى بئر ميمون فأدركه » (3) ، ومثله في تفسير العيّاشي (4) ، بل في « الخرائج والجرائح » (5) : إنّه صلى الله عليه وآله رأى أبا بكر قد خرج في الليل يتجسّس عن خبره وقد كان وقف على تدبير قريش من جهتهم فأخرجه معه إلى الغار ، ومثله في « شواهد التنزيل » (6).
وورد في « الصراط المستقيم » قالوا : إنّما أباته أي علياً عليه السلام لعلمه أنّ الإسلام لا ينهدم بقتله ، واستصحب أبا بكر لعلمه بخلافته.
قلنا : قد رويتم أنّه قال صلى الله عليه وآله : « الخلافة بعدي ثلاثون سنة ... » على أعمار الأربعة ، فكيف يحرص عليه خاصّة دون غيره ، بل قد روي أنّه صحبه خوفاً من أن ينم عليه.
قال ابن طوطي :
ولمّا سرى الهادي النبيّ مهاجـــراً وقد مكر الأعداء والله أمكر
وصاحب في المسرى عتيقاً مخافة لئلا بمسراه لهم كان يخبر
وله كلام هناك فراجعه (7).
مضافاً إلى ذلك يلزم عدم وجود أهمّية لعمر بن الخطّاب ، إذ إنّ ذا الخصوصية هو أبو بكر فقط ، مع أنّ هذا ينافي ما تعتقدونه في عمر بن الخطّاب وموقعيته المهمّة في الرسالة من موافقة الله له في آرائه واقتراحاته ، ومن أنّ العدل تمثّل به ، ومات بموته ، فما ذكرتموه من الاستدلال يرد عليكم أيضاً.
تعليق على الجواب السابق وجواب التعليق :
ردّ غير مقنع ، أو كان الله بغير قادر أن يعيق أبا بكر لو كانت الفكرة من صحبته خشية أن يخبر عن الرسول؟
الجواب : إنّ الله تعالى قادر على أن يعيق ، لكنّه لا يعيق ، لأنّ ذلك يستلزم الإلجاء والجبر ، كما لم يعق يوم كسرت رباعية الرسول صلى الله عليه وآله ، ويوم ضرب بالحجارة في بداية بعثته ، وغير ذلك كثير.
وهذه هي سنّة الله في الحياة ، ليتميّز من يفعل الخير أو الشر ، وإتمام الحجّة على العباد {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ...} [آل عمران: 179].
وهناك فرق بين أن يجبر الله أبا بكر على عدم الإخبار ، وبين تصرّف الرسول صلى الله عليه وآله بحكمة وتدبير مع ذلك الموقف.
_____________________
1 ـ العدد القوية : 120 ، المحبر : 190.
2 ـ الأمالي للشيخ الطوسي : 466.
3 ـ الطرائف : 408.
4 ـ تفسير العيّاشي 1 / 101.
5 ـ الخرائج والجرائح 1 / 144.
6 ـ شواهد التنزيل 1 / 129.
7 ـ الصراط المستقيم 1 / 176.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|