أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-06
1198
التاريخ: 25-4-2022
2241
التاريخ: 2024-01-07
801
التاريخ: 9-7-2022
1792
|
نقل من الروض الأريض لابن عاصم
وكان لسان الدين رحمه الله تعالى مؤثراً لقضاء حاجة من أمله ، وقصد بابه وأمّ له ، سواء كان من أودّائه، أو من أعدائه ، وقد ذكر الوزير الرئيس الكاتب أبو يحيى ابن عاصم رحمه الله تعالى عنه في ذلك حكاية في أثناء كلام رأيت أن أذكر جملته لما اشتمل عليه من الفائدة ، وهو أنه ذكر في ترجمة شموس العصر من ملوك بني نصر من كتابه المسمى ب ( الروض الأريض » في السلطان الذي كان ابن الخطيب وزيره ، وهو الغني بالله محمد بن يوسف بن إسماعيل بن فرج بن نصر الخزرجي ، بعد كلام ما صورته : كان قد جرى عليه التمحيص الذي أزعجه عن وطنه إلى الدار البيضاء بالمغرب من إيالة بني مترين ، فأفادته الحنكة والتجربة هذه السيرة التي وقف شيوخنا على حقيقتها ، معداً عنها في عرف
146
التخاطب بالعادة ، فلم يكن الوزير الكيس والرئيس الجهبذ يجريان من الاستقامة على قانون ، ولا يطردان من الصواب على أسلوب ، إلا بالمحافظة على ما رسم من القواعد ، والمطابقة لما ثبت من العوائد ، وكان ذوو النبل من هذه الطبقة وأولو الحذق من أرباب هذه المهن السياسية يتعجبون من صحة اختياره لما رسم ، وجودة تمييزه لما قصد ، ويرون المفسدة في الخروج عنها ضربة لازب ، وأن الاستمرار على مراسمها آكد واجب، فيتحرونها بالالتزام كما تتحرى السنن ، ويتوخونها بالإقامة كما تتوخى الفرائض ، وسواء تبادر لهم معناها ففهموه ، أو خفي عليهم وجه رسمها فجهلوه ، حدثني شيخنا القاضي أبو العباس أحمد بن أبي القاسم الحسني أن الرئيس أبا عبد الله ابن زمرك دخل على الشيخ ذي الوزارتين أبي عبد الله ابن الخطيب يستأذنه في جملة مسائل مما يتوقف عادة على إذن الوزير ، وكان معظمها فيما يرجع إلى مصلحة الرئيس أبي عبد الله ابن زمرك ، قال الشريف : فأمضاها كلها له، ما عدا واحدة منها تضمنت نقض عادة مستمرة ،
فقال له ذو الوزارتين ابن الخطيب: لا ، والله يا رئيس أبا عبد الله لا آذن في هذا ، لأنا ما استقمنا في هذه الدار إلا بحفظ العوائد
.
ثم قال صاحب الروض : فلما تأذن الله تعالى للدولة بالاضطراب ، واستحكم الوهن بتمكن الأسباب ، عدل عن تلك القواعد الراسخة ، واستخف بتلك القوانين الثابتة ، فنشأ من المفاسد ما أعْوَز رفعه ، وتعدد وتره وشفعه ، واستحكم ضرره حتى لم يمكن دفعه ، وتعذر فيه الدواء الذي يرجى نفعه ،
،
وكان قد صحبه من الجد ما سنى آماله ، وأنجح بإذن الله تعالى أقواله وأعماله فكان يجري الأمر على رسم من السياسة واضح ، ونظر من الآراء السديدة راجح ، ثم يحفه من الجد سياج لا يفارقه إلى تمام الغاية المطلوبة من حصوله ، وتمكن
مقتضى الإرادة السلطانية من فروعه وأصوله ؛ انتهى كلام ابن عاصم .
147
وإذ جرى ذكره فلا بأس أن نلمع بشيء من أحواله ، لأن أهل الأندلس
كانوا يسمونه ابن الخطيب الثاني
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|