الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ظهير على لسان السلطان
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:405-408
2024-12-11
206
ظهير على لسان السلطان
ومن إنشاء لسان الدين رحمه الله تعالى على لسان السلطان قوله : هذا ظهير كريم ، مُضمَّنَهُ استجلاء لأمور الرعية واستطلاع ، ورعاية
. يشير لسان الدين هنا إلى ما أخذ منه بالأندلس، من عروض ومكيلات وموزونات وكتب إلخ ؛ ويقول إن أعيان العروض من شجر ومبان) لا تزال شاهدة .
405
، أصدرناه للفقيه فلان لما تقرر لدينا دينه وعدله وفضله ، رأينا أنه أحق من نقلده الهم الأكيد ، ونرمي به من أغراض البر الغرض البعيد ، ونستكشف به أحوال
الرعايا حتى لا يغيب عنا شيء من أحوالها ، ولا يتطرق إليها طارق من أهوالها عنهم وينهي إلينا الحوادث التي تنشأ فيها إنهاء يتكفل بحياطة أبشارها وأموالها. وأمرناه أن يتوجه إلى جهة كذا حاطها الله تعالى فيجمع الناس في مساجدهم ، ويندبهم من مشاهدهم، ويبدأ بتقرير غرضنا في صلاح أحوالهم ، وإحساب أموالهم ، ومكابدتنا المشقة في مداراة عدوهم الذي نعلم من أحواله ما غاب دفعه الله تعالى بقدرته ، ووقى نفوسهم وحريمهم من معرته ، ولما رأينا من انبتات الأسباب التي تؤمل ، وعجز الحيل التي كانت تعمل ؛ ويستدعي إنجادهم بالدعاء ، وإخلاصهم فيه إلى رب السماء ، ويسأل عن سيرة القواد ، وولاة الأحكام بالبلاد ، فمن نالته مظلمة فليرفعها إليه ، ويقصها عليه ، ليبلغها إلينا ، ويوفدها مقررة الموجبات لدينا ، ويختبر ما افترض صدقة للجبل ، وما فضل عن كريم ذلك العمل ، ليعين إلى بناء الحصن بجبل فاره يسر الله تعالى لهم في إتمامه ، وجعل صدقتهم تلك مسكة ختامه ، وغيره مما افترض إعانة للمسافرين ، وإنجاداً لجهاد الكافرين ، فيعلم مقداره ، ويتولى اختباره 2 ، حتى لا يجعل منه شيء على ضعيف ، ولا يُعدل به لمشروف عن شريف ، ولا تقع فيه مضايقة ذي الجاه ، ولا مُخادعة غير المراقب لله ، ومتى تحقق أن غنياً قصر به عن حقه ، أو ضعيفاً كلف منه فوق طوقه ، فيجير 3 الفقير من الغني ،
406
ويجري من العدل على السنن السوي ويعلم الناس أن هذه المعونة وإن
كانت بالنسبة الى محل ضرورها يسيرة وأن الله تعالى يضاعفها لهم أضعافا كثيرة فليست مما يلزم ولا من المعاون التي بتكررها يجزم وينظر في عهود
التوفيق فيصرفها في مصارفها المتبينة وطرقها الواضحة البينة
ويتفقد المساجد تفقدا يكسو عاريها ويتمم منها المآرب تتميما يرضي
باريها ويندب الناس الى تعليم القرآن لصبيانهم فذلك أصل أديانهم ويحذرهم المغيب على كل شيء من أعشارهم فالزكاة أخت الصلاة وهما من قواعد الإسلام وقد اخرنا لهم بأقصى الجد والاعتزام ورفعنا عنهم رسم التعريف نظرا إليهم بعين الاهتمام وقدما الثقات لهذه الاحكام وجعلنا الخرص
شرعيا في هذا العام وفيما بعده إن شاء الله تعالى من الأعوام
ومن أهم ما أسندناه إليه وعولنا فيه عليه البحث بتلك الاحواز عن أهل
البدع والأهواء والسائرين من السبيل على غير السواء ومن ينبز بفساد
العقد وتحريف القصد والتلبس بالصوفية وهو في الباطن من أهل الفساد
والذاهبين الى الإباحة وتأويل المعاد والمؤلفين بين النساء والرجال والمتبعين
لمذاهب الضلال فمهما عثر على مطوق بالتهمة منبز بشيء من ذلك من هذه الأمة فليشد ثقافة شدا ويسد عنه سبيل الخلاص سدا ويسرعي في شأنه
الموجبات ويستوعب الشهادات حتى ينظر في حسم دائه ويعاجل المرض
بدوائه فليتول ما ذكرنا نائبا بأحسن المناب ويقصد وجه الله راجيا منه
جزيل الثواب ويعمل عمل من لا يخاف في الله لومة لائم ليجد ذلك في موقف الحساب وعلى من يقف عليه من القواد والأشياخ والحكام أن يكونوا معه يدا واحدة
407
على ما حررنا في هذه الفصول، من العمل المقبول ، والعدل المبذول، ومن قصر عن غاية من غاياته، أو خالف مقتضى من مقتضياته ، فعقابه عقاب من عصى أمر الله وأمرنا فلا يلم إلا نفسه التي غرته ، وإلى مصرع النكير جرته ، والله
تعالى المستعان »