الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إلى أبي عبد الله عمر التونسي
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:353
2024-12-10
161
إلى أبي عبد الله عمر التونسي
ومما خاطب به لسان الدين رحمه الله تعالى أبا عبد الله ابن عمر التونسي قوله:
سيدي الذي عهده لا ينسى وذكره يصبح في ترديده بالجميل ويمسى أبقاكم الله تعالى تجلون من السعادة شمسا ، وتصرفون في طاعته لساناً فرداً وبنانا خمسا : وصلني كتابكم الأشعث الأغبر ، ومقتضبكم الذي أضغاثه لا تعبر ، الاعتناء أوضاعه ، معدوماً إمتاعه ، قصيراً في التعريف بالحال
المتشوف إليها باعه، مضمناً الإحالة على خلي من معناها ، غير ملتبس بموحدها ولا مثناها ، سألته كما يسأل المريض عما عند الطبيب ، ويحرص الحبيب على تعرف أحوال الحبيب ، فذكر أنه لم يتحمل غير تلك السحاءة المغنية في الاختصار ، المجحفة بحظي الأسماع والأبصار ، فهممت بالعتب ، على البخيل بالكتب ، ثم عذرت سيدي بما يعتري مثله من شواغل تطرق ، وخواطر تومض وتبرق ، وإذا كان آمناً سربه ، مهنا شربه ، فهو الأمل ويقنع هذا المجمل ، وإن كان التفسير هو الأكمل ، وما ثم ما يعمل ، ووده
في كل حال وده ، والله سبحانه بالتوفيق يمده ، والسلام»
وكانت للسان الدين رحمه الله تعالى مخاطبات كثيرة لسلطان الدولة وأعيانها ، دلت على قوة عارضته في البلاغة ، وقد ألمعنا بجملة منها في هذا الكتاب في مواضع ولم نكثر منها طلباً للاختصار أو التوسط بحسب ما اقتضاه الباعث في الحال ، والله سبحانه وتعالى يبلغ الآمال، ويزكي الأعمال.