الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مخاطبة ليحيى ابن رحّو
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:386
2024-12-10
167
مخاطبة ليحيى ابن رحّو
ومما خاطب به لسان الدين رحمه الله تعالى شيخ الدولة يحيى بن رحّو قوله : ( سيدي الذي له المزية العظمى، والمحل الأسمى ، شيخ قبيل بني مرين ، وقطب مدار الأحرار على الإجمال والتعيين ، والمتميز بالدهاء والرجاحة ، والمعرفة الفسيحة الساحة ، والصدقة المباحة ، وشروط الصوفية من ترك الأذى ووجود الراحة ، أُسلّم على ذاتكم الطاهرة التي بخلت الأزمان والله أن تأتي بنظيرها ، وتنافست الدول في تكبيرها ، وسارت المواكب الملوكية بمسيرها ، وأثنت الألسن بفضلها وخيرها ، وأقرر لديها أني أعددت من معرفتها بالأندلس كنز ألم أنفق منه إلى اليوم وزناً ، إعداداً له وخزناً ، إذ لا يخرج العتاد الكبير إلا عن حاجة وفاقة ، ولا ترد اليد إلى الذخيرة إلا في إضاقة وعجز طاقة ، وما كانت الوصلة بمثلها ليهملها مثلي جهلاً بقيمتها العالية ، وإزراء بجهتها الكافلة الكافية ، . لكن نابت عن يدها أيد ، وكفى عن ابتذالها ما كف الله تعالى من عمرو وزيد ، والآن أقرر أني قد كادت حاجتي إلى ذلك العتاد أن تتمحض ، وزبدته أن تتمخض ، إذ هو حظي من رعي ذلك القبيل الذي قصرت عليه رياسته ، والوزير
386
الذي من رأيه تستمد سياسته ، وإذا وفد خاصة هذه المدينة مهنين ، وبشكر إيالته الكريمة مثنين ، فخيمته ظل ظليل ، ومشاركته معتمدي في الكثير فكيف ولا غرض لي إلا في القليل ، وعندي أن رعيه لمثلي لا يفتقر إلى وسيلة تجلب ، ولا ذمام يحسب ، فمثله من قدر قدر الهناء ، وشد أعلام الحمد والثناء ، سامية البناء ، وعرف أن الدنيا على الله تعالى أحقر الأشياء ، وقد رفعت أمري كله
بعد الله تعالى إلى رأيك ، وغنيت عن سعيي لنفسي بجميل سعيك ، و ، والسلام