المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الولد والمجتمع / الصبر عند الشدائد  
  
255   07:24 صباحاً   التاريخ: 2024-08-23
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص175ــ176
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2020 2617
التاريخ: 27-6-2018 2055
التاريخ: 19-7-2022 2437
التاريخ: 5-5-2022 1739

من السبل الأخرى لمواجهة المشاكل والمحن، الصبرُ وعدمُ الهروبِ عن تحمّل إعباء المشاكل، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: ((لا يُعدم الصَبُور الظفر وإن طال به الزمان))(1).

وقال (عليه السلام): ((الصبر جُنَّةٌ من الفاقة))(2).

وعنه أيضاً (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): ((اطرح عنك وارداتِ الأُمور بعزائم الصبر وحسن اليقين))(3).

وعنه (عليه السلام) في وصيته للحسن (عليه السلام) أيضاً: ((من كنوز الإيمان الصبر على المصائب))(4).

وكان يوصي الإمام زين العابدين (عليه السلام) وَلدَه محمداً الباقر (عليه السلام) فيقول: ((يــا بـنـي، اصبر للنوائب، ولا تتعرّض للحتوف، ولا تُعط نفسك ماضره عليك أكثر من نفعه عليك))(5).

ولا يخفى أن الصبر هنا بمعنى الاستقامة والسعي والجد والوقوف بوجه المشاكل لا بالمعنى الشائع بين الناس من الركود والخضوع ووضع إحدى اليدين على الأخرى

وعدم القيام بشيء.

يا بني، صلاح الأمر في ذلك

يقال: إن لقمان كان يقول لولده الذي كثيراً ما كان يشكو ممّا يصيبه ـ: بأن صلاح الأمر فيما وقع، وكان لقمان يرجو وقتاً يثبت به مقولته عملياً لولده، وذات يوم سافر لقمان مع ولده إلى إحدى القرى المجاورة فركبا دابتهما، وفي الطريق عطبت الدابة فاضطرّا إلى المشي ولكن عثر ولد لقمان وسقط فلم يستطع الحركة، فمكثا مكانهما أصبحا، وصار الولد يشكو من ذلك ووالده يقول له بأن الصلاح فيما وقع، حتى التحقا بركب كان قد مرّ بهما، فركبا معهم ولكنّهما سرعان ما واجها بوصولهما جثث القتلى على الأرض، فلما تفحصا عن الخبر، قيل لهما بأنّ جماعةً داهموا القرية ليلة البارحة، فقتلوا هذه المقتلة، فقال لقمان لولده: أرأيت أن الصلاح فيما وقع، فإنّه إن لم يحدث بنا ما حدث كنا الآن مع هؤلاء القتلى(6).

_____________________________

(1) نهج البلاغة الكلمات القصار، الرقم: 145.

(2) تحف العقول، ص 86.

(3) بحار الأنوار، ج 70، ص 181.

(4) تحف العقول، ص85.

(5) الفصول المهمة، ص188.

(6) أربعون حديثاً (بالفارسية)، ص 11. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.