المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في دلوك الشمس ووقت الزوال
2024-11-02
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02

من لسان الدين إلى ابن رضوان
2024-05-28
تفاعلات الكيمياء الأرضية التي تعدّل الحموضة
2024-01-09
جريمة المعالجة الالكترونيه للبيانات الشخصيه دون ترخيص
24-4-2017
breathy (adj.)
2023-06-20
الأخطار الناجحة عن المعجلات
24-1-2022
أبو عبد الرحمن بن طاهر
23-7-2016


نزعة التخريب لدى الاطفال  
  
1340   10:09 صباحاً   التاريخ: 8/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص279ــ283
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2022 1948
التاريخ: 19-6-2016 1902
التاريخ: 17-9-2020 2242
التاريخ: 2023-10-11 1203

يعد نزوع الأطفال نحو التخريب من المسائل التي تعاني منها غالبية الأسر، حيث يتسبب في كثير من الأحيان بايجاد المتاعب والأضرار للأسرة والمجتمع.

ويلاحظ ان مثل هكذا أطفال ما ان يقع نظرهم على شيء، سواء في خلوتهم او مع الأخرين، حتى يبادروا الى تخريبه وتحطيمه. ولا يعني هذا انهم يتصفون بالغباء دائماً، بل قد تكون درجات عالية من الذكاء، لكنهم رغم ذلك يقدمون على مثل هذه الأفعال التي لا يستسيغها عاقل.

ومن صفاتهم أنهم يسعون دائماً الى تخريب كل ما تقع عليه اعينهم - فتراهم أحياناً يمزقون قطعة قماش تكون في متناولهم. أو يحطمون صحنا أو يمزقون اوراق الجدران، ويعبثون بستائر البيت، وبالكتب وما شابه ذلك.

أشكال التخريب

لا يقتصر التخريب على صورة محددة ويتلبس باشكال وصور متنوعة وعديدة، فقد يحصل في بعض الحالات على شكل أفعال وتصرفات تثير غضب وانزعاج الوالدين والأخرين، من قبيل فتح وغلق الأبواب، والعبث بالملابس او المكواة وخلق الضوضاء بالصياح، او ايذاء طفل صغير وابكائه من خلال ضربه أو خطف شيء ما من يده او العبث بألعابه.

وجود التخريب

لهذه الظاهرة طابع عمومي، ويمكن ملاحظتها عند اغلب الأطفال. ولكن الوجود لها بشكلها الحاد، الذي يزعج اعضاء الأسرة شدة ويثير غضبهم، الا داخل أسر معدودة وتوجد هذه الحالة بين الذكور والاناث معاً. ويبدو أنها تزيد من حيث النسبة والشدة بين الذكور ولعل مرد ذلك هو الوضع التربوي الخاص للذكور والذي يجعلهم اكثر جرأة على التخريب وأقل اكتراثاً بعواقبه من الاناث.

وتدل هذه الحالة وخصوصاً عندما تكون حادة، على وجود اضطرابات نفسية شديدة يعاني منها الطفل، ويمكن معالجتها بعد الاهتداء الى معرفة اسبابها ودوافعها.

التخريب والنمو

يجب التمييز بين التخريب الناتج عن النمو وبين التخريب العمدي الاطفال يسعون عادة، في مراحل نموهم، الى العبث واللعب بكل شيء بهدف الاهتداء الى معرفة كنهه واسراره، وهذه حالة طبيعية لا ينبغي اعتبارها نزوعاً نحو التخريب.

فالنمو العضوي والنفسي السريع للطفل في مثل هذه المراحل يدفعه الى الحركة والنشاط المستمر بهدف الاطلاع على حقائق واسرار الاشياء، دون ان يكون لذلك علاقة بالنزوع نحو التخريب والى ذلك فالمقصود هو ان عبث الطفل بالأشياء وتخريبه اياها ليس ناتجاً عن نزعة التخريب دائم، وانما هو حالة طبيعية ناتجة عن النمو وحب التطلع.

التخريب والجهل

ينبغي الالتفات الى هذه النكتة وهي انه لا يمكن اعتبار عبث الطفل بشيء ما وتخريبه او تعطيله عن جهل، بأنه نزوع نحو التخريب. وكذلك يجب عدم اعتبار رميه لشىء ما وتحطيمه تعبيراً عن غضبه بأنه تخريب إذا علم أنه يجهل قيمته.

نعم يمكن اعتبار مثل هذا التصرف من قبل الطفل نزوعاً نحو ممارسة التخريب متى ما عُلمَ بأنه فعل ذلك عن عمد وسابق معرفة.

ان اتهام الطفل بالتخريب في مثل هذه الحالات، يعد حكما ظالما، وينم عن الجهل بالتربية، وقد يؤدي الى خلق عقد نفسية لديه، والاندفاع الى تكرار نفسي الفعل عن عمد وإصرار.

التخريب وعدم الاحتراز

يحب التمييز بين الفعل الذي يحصل بقصد التخريب الفعل الذي يصدر سهواً وبسبب عدم الاحتراز فهناك من الأطفال مثلاً من يستغرق في اللعب فيرمي في هذه الأثناء شيئاً فيتحطم دون أن يقصد ذلك.

ان هذه المسألة حالة طبيعية تحصل حتى معنا نحن الكبار. فبسبب الجهود التي نبذلها في أعمالنا اليومية، يحصل أحياناً ان نتسبب في تحطيم اشياء ثمينة.. كأقداح الشاي مثلاً دون ان نعده ميلاً او نزوعاً من لدنا نحو التخريب لأننا لم نكن نقصد ذلك.

هدف التخريب

وعلى هذا فان لنزعة التخريب لدى الأطفال هدفاً خاصاً ومقصداً معيناً ويحاولون تحقيقه عن هذا الطريق في غفلة من اولياء الامور والمربين. وقد تكون هذه الاهداف مختلفة ومتنوعة، فالطفل يلجأ الى التخريب العمدي بهدف:

- تحطيم القيود التي يفرضها عليه الوالدان.

 -ابراز غضبه وعدم رضاه عن امر ما.

 -الثأر من الأخ أو الأخت التي وردت حديثاً الى الاسرة وخطفت منه حب وحنان الوالدين.

 -ازالة الموانع التي تحول بينه وبين القيام بما يحلو له.

 -التنفيس عن عقده النفسية الناتجة من بعض الامور.

 -إلفات نظر الأبوين الى ضرورة الرعاية والاهتمام به اكثر.

- الفات انتباه الاشخاص الغافلين عنه.

 -افراغ انفعالاته النفسية.

 -التحري والتقصي.

 -املاء الفراغ بشكل وآخر.

تحليل نفسي

يمكن تحليل هذه الحالة نفسياً من عدة وجوه. فبشكل عام يعتبر التخريب نوعاً من السعي الذي يبذله الطفل من اجل التنفيس عن اضطراباته النفسية وأحياناً يلجاً الطفل الى التخريب من أجل ان يثبت سيطرته على الآخرين عمليا، ويظهر مدى قدرته على فرض هذا الأمر الذي لا يعترفون به.

يرضي الطفل بذلك نفسه، ويشعر في الواقع ان ميوله تتطابق مع مقتضيات معينة للحياة الاجتماعية - كما ويشعر من خلال ممارسة التخريب بالانجاز والرضا عن النفس والتخلص من الشعور بالضعف




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.