المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / تقبيل الولد  
  
271   04:11 مساءً   التاريخ: 2024-08-22
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص52ــ54
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/10/2022 1718
التاريخ: 17-1-2016 1957
التاريخ: 8-1-2023 1137
التاريخ: 27-1-2021 2272

لإظهار الحب للأطفال أساليب وطرق متعدّدة أفضلها ضم الطفل في الحجر، واحتضانه، والمسح على رأسه، والتحدّث معه بلطف ورفق وملاعبته وتقبيله.

إن قلب الطفل مرآة صافية، وأنّ حبّ الأب والأم له يجلي روحه ويصقلها خصوصاً التقبيل، وأنّ عطف الأبوين يضمن السلامة الروحيّة والنفسية للطفل، ويحفظ توازنه

عاطفياً.

ولعلّ فلسفة التأكيدات الكثيرة على تقبيل الأطفال مخبوء في هذا النكتة أيضاً، والآن سوف نشير إلى أهمية تقبيل الأولاد بعرض عدة روايات:

تقبيل الولد حسنة

روى الفضل بن أبي قرّة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من قبّل ولده كتب الله له حسنة))(1).

وعن ابن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: ((القُبلة حسنة، والحسنة عشرة))(2).

الأجر الأخروي المترتّب على القُبلة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((قبّلوا أولادكم فإنّ لكم بكلّ قبلة درجةً في الجنة، ما بين كلّ درجتين خمسمائة عام))(3).

رأفة النبي (صلى الله عليه وآله) بأولاده

لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) شديد الحبّ لأولاده بحيث لم يكن ذلك أمراً خفيّاً على أحد، حتى إن ذلك كان يُلحظ على سلوكه جراء محاورته مع الناس. فقد روى أنس بن مالك في ذلك، فقال: ((ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة، وكان ظئره قيناً، فكان يأتيه وأن البيت ليدخن فيأخذه فيقبله))(4).

توضيح

معنى الحديث هو أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) استأجر لإرضاع ولده إبراهيم مرضعةً فـي القــرى المحيطة بالمدينة، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقصد ولده ليراه متحملاً في ذلك مشقة الطريق، وكان بيت المرضعة مليئاً بالدخان بسبب حرفة زوج المرضعة حيث كان حداداً، فلم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) يتحمل فراق ولده فيأخذه ويقبله.

النبي (صلى الله عليه وآله) والحسن والحسين (عليهما السلام)

قال ابن عباس: كنت عند النبي وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعــلـى فـخذه الأيمن الحسين بن عليّ وهو تارةً يقبل هذا وتارةً يقبل هذا(5).

وعن أبي هريرة أنه قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه الحسن والحسين، هـذا على عاتقه، وهم يلثم هذا مرّة وهذا مرّةً حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول الله إنك لتحبّهما؟ فقال: ((من أحبّهما فقد أحبني))(6).

ما قبلت صبياً قط

روى الحسن بن علي بن يوسف عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال جاء رجل الى النبي فقال ما قبّلت صبياً قط، فلما ولى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا رجل عندي أنه من أهل النار(7).

وقال أبو هريرة: أبصر الأقرع بن حابس النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقبّل حسيناً، فقال: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم، فقال النبي: ((إنَّه من لا يَرحم لا يُرحَم))(8).

___________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 15، ص 194 و 202.

(2) كنز العمال، ج 16، ص 445.

(3) مكارم الأخلاق، ص 220.

(4) كتاب العيال، ج1، ص338.

(5) مناقب ابن شهر آشوب، ج 3، ص 234.

(6) بحار الأنوار، ج 43، ص 281.

(7) وسائل الشيعة، ج 15، ص 202.

(8) كتاب العيال، ج1، ص 340؛ وسائل الشيعة، ج 15، ص 203. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.