المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التظاهر بالرذائل  
  
434   01:20 صباحاً   التاريخ: 2024-08-05
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 263 ــ 265
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لقد تركت الثورة الصناعية اثراً عميقاً على اخلاق وآداب الناس وقد كانت حصة الشباب من هذا التأثير أكثر من الشيوخ، وفقد الكثير من الصفات والأعمال صورته القبيحة، وأصبح الناس يتظاهرون بتلك الصفات دون اهتمام، ويرتكبون علانية مثل هذه التصرفات، وهذا الأمر هو أحد أسباب الخلاف بين الشيوخ والشباب في العائلة والمجتمع.

خطأ في التشخيص:

إن النقطة التي تستحق الملاحظة من وجهة النظر الدينية والعلمية ويجب أن تدرس، ليست أن بعض الأشخاص لديهم أخلاق سيئة وأعمال غير مرغوبة فحسب، بل أيضاً يخطئون في معرفة الخير والشر والطيب والخبيث والحسن والسيء، ولأن الفرق بين هذه الصفات أمر نسبي ويتبع شروط الزمان والمكان، فإن هؤلاء يتصورون أخلاقهم السيئة أخلاقاً حسنة، وكذلك بالنسبة لتصرفاتهم، وهم بأسلوب تفكيرهم هذا يستبعد أن يفكروا في إنقاذ أنفسهم، وإصلاح أخلاقهم وأعمالهم.

بعبارة اخرى، إن البعض يرتكبون الخطأ ويعلمون أنهم ارتكبوا إثماً فيتألمون مما يقومون به وهؤلاء من المحتمل أن يعودوا من الطريق الخاطئ الذي يسيرون فيه ذات يوم، ويصلحوا أنفسَهم، وأما البعض الآخر فيرتكبون الخطأ ولكنهم يتصورون أنهم عملوا عملاً حسناً ومقبولاً وفي قرارة نفسهم ارتياح لما يرتكبون، وهذه المجموعة بتفكيرهم الخاطئ يغرقون في الضياع والضلال بأعمالهم القبيحة، ويمضون أعمارهم في الخطيئة. ومن الواضح أن هؤلاء في وضع اسوأ من وضعِ الخاطئين من المجموعة الأولى، والقرآن الكريم يقول في هؤلاء: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104].

عندما تشيع خطيئة بين الناس، ويرتكبها الناس دون اهتمام فإن قبح هذه الخطيئة يزول نتيجة التكرار ويألفها الناس وتصبح مقبولة لدى الجميع، ولا يمضي وقت طويل حتى يعتبر أفراد المجتمع ذلك العمل شيئاً حسناً، ويبدون رضاهم في أدائها. وقد تنبأ نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) في حديث له عن حالة الضلالة الخطيرة هذه للمسلمين حين قال (صلى الله عليه وآله): (كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبانكم ولم تأمروا بمعروفٍ ولم تنهوا عن منكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، وشر من ذلك، فكيف بكم إذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم، وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف مُنكراً والمنكر معروفاً؟) (1).

معيار الحسن والسيئ:

والان يمكن طرح هذا السؤال: إذا قبل المجتمع شيئاً واعتبره حسناً، فهل يمكن اعتبار ذلك الشيء حسناً؟ وبالعكس إذا رفض شيئاً واعتبره سيئاً فهل يمكن أن يقال عن ذلك الشيء إنه سيئ؟ وباختصار: هل أن قبول أو رفض المجتمع يمكن ان يكون معياراً لمعرفة الأعمال الطيبة والسيئة؟!

لسوء الحظ أن عالم اليوم قد رد بالإيجاب على هذا السؤال، وأن قبول أو رفض الناس أصبح معياراً لمعرفة الأخلاق الحسنة والسيئة في المجتمع، وهذا بحد ذاته أحد أخطر النقاط الانحرافية لعالم اليوم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مشكاة الأنوار، ص 49. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.