المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المودة والرحمة نتيجة الزواج
15-10-2017
ما المقصود بطب النانو؟
2023-12-07
الشيخ حسين الشهير بالكسائي
25-6-2017
معنى كلمة مكر
12-6-2022
تطبيقات المحكمة الإدارية لمنظمة العمل الدولية لمبدأ تسبيب القرار الإداري الدولي
2024-09-09
التلقي بالتعليم
18-4-2016


الحب سير ومواقف / نبي الله إبراهيم (عليه السلام) وحبه لله  
  
474   01:53 صباحاً   التاريخ: 2024-07-14
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 48 ــ 49
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-09 1290
التاريخ: 4-1-2017 2525
التاريخ: 2024-10-08 234
التاريخ: 3-2-2020 3315

الحب الذي جسده أبو الأنبياء إبراهيم الخليل مع إبنه إسماعيل (عليهما السلام)، لتتجلى لنا عظمة هؤلاء الرجال الذين تعلقوا بالله، وذابوا وأخلصوا حبهم لله، فجعلهم من المكرمين العظماء الذين بيضوا أوراق التاريخ بصفحاتهم البيض.

ورؤيا إبراهيم أكبر دليل على ذلك، إذ رأى في المنام أنه يذبح إبنه إسماعيل. نهض من نومه وفسرها بقوله الصريح على أن رؤيا الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) تكون صادقة. وعليه أن يصدق بحبه لله تعالى في تلبية طلبه. مع أن إبراهيم قد أبطأ في الإنجاب، فولد له إسماعيل بعد أن بلغ المئة من عمره. يقول الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} [الصافات: 102]. فرد عليه إسماعيل: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102]. من هنا يتبين لنا مدى إخلاص الأب والابن معاً بحبهم الله وطاعته. وهذا في الواقع أعلى مدارج الإخلاص ومراتب الحب لله تعالى بالنسبة لطاعة الإبن لأبيه والأب لخالقه.

إنه لامتحان عظيم أثبت فيه إبراهيم (عليه السلام) أنه لا يفضل حب إبنه على حبه لله، فقام وأمرَّ الشفرة على رقبة إسماعيل ولكنها انقلبت في يده وصار حدها إلى الأعلى، ثم حاول ثانية وانقلبت أيضاً، فاستغرب إبراهيم. حتى قيل إن الله أنطق الشفرة فقالت: الخليل يأمرني، والجليل ينهاني. وبعد لحظة هبط جبرائيل (عليه السلام) ومعه كبش وأمر إبراهيم بذبحه بدلاً من إسماعيل (عليه السلام).

وهنا نلاحظ إمتثال إبراهيم دون مراجعة ربه في إعفائه من ذلك. ونلاحظ تسليم إسماعيل لأمر أبيه دون تسويف أو طلب إعفاء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.