المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

الانحطاط وتعصب الإسبان ضد الأندلسيين.
2023-08-16
تنزيه سليمان عليه السلام
19-12-2017
رقابة القضاء العادي على مدد المزايدات العامة
2024-10-27
Beatty Sequence
24-10-2020
الشعيرات الدموية
9-6-2016
الشمس النجم الذي حير العلماء
23-11-2014


باقة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام  
  
1784   03:03 مساءً   التاريخ: 12-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص 353- 360
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

من [فضائل امير المؤمنين عليه السلام] : قوله تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 8 - 12] نزولها في أهل البيت ( عليهم السلام ) أشهر من أن يحتاج إلى تفصيل النقل ، فنكتفي بما في الكشاف .

قال الزمخشري : وعن ابن عباس أن الحسن والحسين مرضا ، فعادهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شئ ، فاستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما .

فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم ، وقف عليهم يتيم ، فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي ( رضي الله عنه ) بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبرئيل وقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك ، فأقرأه السورة .

فإن قلت : ما معنى ذكر الحرير مع الجنة ؟

قلت : المعنى وجزاهم بصبرهم على الايثار وما يؤدي إليه من الجوع والعرى بستانا فيه مأكل هني ، وحرير فيه ملبس بهي (1) .

أتظن أن من نزل في شأنه مثل هذا المدح في القرآن يمتنع عن بيعة السابقين ما أمكن الامتناع ؟ ويشكو عنهم بعد انتقالهم إلى دار الجزاء ، كما ظهر لك مما نقلته لو كانوا محقين في أمرهم .

ومنها : ما روى ابن الأثير في فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك ، قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الاثنين ، وصلى علي يوم الثلاثاء (2) .

ومن صحيح الترمذي ، عن ابن عباس ، قال : أول من صلى علي .

وعن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم علي (3) .

قال ابن الأثير في الركن الثالث من كتاب النبوة : فلما حضرته - يعني : عبد المطلب - الوفاة أوصى به وله ثمانون أو أقل أو أكثر أبا طالب عمه ، فأحسن تربيته ، إلى أن قال : واستجاب لدعوته علي بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وأبو بكر ، وعثمان بن عفان ، وسعد بن أبي وقاص ومن بعدهم ، وخديجة أول الناس إسلاما ، وعلي تلاها في الإسلام عند الأكثرين ، فعاداه المشركون ، وهموا بقتله ، فأجاره أبو طالب (4) انتهى .

قوله " عند الأكثرين " قاطع على تقدير إسلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وإلا لم يقل أحد منهم لانتفاء دواعي وضع المنقبة بالنسبة إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما ظهر لك سابقا.

ومن صحيح الترمذي ، عن عبد الله بن عمر ، قال : لما آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أصحابه جاء علي تدمع عيناه ، فقال له : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ، قال : فسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنت أخي في الدنيا والآخرة (5) .

ومن صحيح مسلم والترمذي ، عن سعد بن أبي وقاص : أن معاوية بن أبي سفيان أمر سعدا ، فقال له : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان . . . مثل ما تقدم لسعد ، لكن هنا إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي (6).

وقوله في هذه الرواية " مثل ما تقدم لسعد " إشارة إلى ما روى ابن الأثير من صحيح البخاري ومسلم والترمذي ، عن سعد بن أبي وقاص ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي .

وفي رواية مثله ولم يقل فيه " غير أنه لا نبي بعدي " . قال ابن المسيب : أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه ، فأحببت أن أشافه سعدا ، فلقيته فقلت : أنت سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فوضع إصبعيه على أذنيه ، فقال : نعم وإلا فاستكتا (7) .

ومن صحيح الترمذي ، عن أنس ، قال : كان عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طير ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه (8) .

أقول : روى ابن البطريق ( رحمه الله ) في العمدة [ ص 242 ] من مسند ابن حنبل ، بإسناده عن  سفينة مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طيرين بين  رغيفين ، فقدمت إليه الطيرين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى  رسولك ، فجاء علي فرفع صوته ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من هذا ؟ قلت : علي ، قال : فافتح  له ، ففتحت له ، فأكل مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الطيرين حتى فنيا .

وروى من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، بإسناده عن أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحامة مشوية ، فقال : اللهم ابعث إلي أحب خلقك إليك وإلى نبيك يأكل معنا من هذه المائدة ، قال : فأتى علي ، فقال : يا أنس استأذن لي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت :

النبي مشغول ، فرجع علي ولم يلبث ثم جاء ، فقال : ارجع استأذن لي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت : النبي عنك مشغول ، فرجع علي ولم يلبث ثم جاء علي ، فهممت أن أقول مثل قولي  الأول والثاني ، فسمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من داخل الحجرة كلام علي ، فقال : ادخل يا أبا الحسن ما أبطأك عني ؟ قال : قد جئت يا رسول الله مرتين وهذه الثالثة، كل ذلك يردني أنس يقول :  إن النبي عنك مشغول ، فقال : يا أنس ما حملك على هذا ؟ فقلت : يا رسول الله سمعت  الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله): كل يحب قومه يا أنس .  

وروى عن ابن المغازلي روايات كثيرة جدا عن أنس خبر الطائر . المناقب لابن المغزلي ص 156 - 175 .

وروى من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري ، بإسناده عن أنس خبر الطائر أيضا .

أقول : مع ظهور خبر الطائر في مقتضاه مجيئه ( عليه السلام ) بعد رد أنس مرتين ، وقول

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " ما أبطأك عني " يؤكدانه ، فهل يجوز العاقل أن يترك أحب خلق الله تعالى البيعة الواجبة ما أمكن ؟ ويشكو عن السابق والتابعين ، وينسب الظلم إليهم بعد انتقالهم إلى دار الجزاء لو احتمل صدقهم ، أو يجوز عدم الامتناع والنسبة مع الروايات المتظافرة المقرونة بأمارات الصدق الدالة عليهما ، ومن يضلل الله فما له من هاد " منه " .

ومن صحيح البخاري ومسلم ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : كان علي قد تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله) في خيبر وكان رمدا ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله ؟ فخرج علي فلحق بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غدا رجل يحبه الله ورسوله - أو قال: يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه ، فإذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه الراية ، ففتح الله عليه (9) .

ومن صحيح البخاري ومسلم ، عن سهل بن سعد ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ قيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به ، فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيهم ، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (10) .

ومن صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ، قال : فتساورت لها رجاء أن أدعى لها ، قال : فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب ، فأعطاه إياها ، وقال : امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، قال : فسار علي شيئا ، ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (11) .

ومن صحيح الترمذي ، عن علي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا مدينة العلم وعلي بابها (12) .

ومن صحيح الترمذي ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر بسد الأبواب إلا باب علي (13) .

ومن صحيح الترمذي ، عن جابر ، قال : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا يوم الطائف ، فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (14) .

ومن صحيح الترمذي ، عن أنس ، قال : بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا فأعطاه إياه (15) .

ومن صحيح الترمذي ، عن حبشي بن جنادة ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي إلا أنا أو علي (16) .

ومن صحيح الترمذي ، عن ابن عباس ، قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا ، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القصواء ، فقام أبو بكر فزعا يظن أنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإذا هو علي ، فدفع إليه كتابا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات - زاد رزين : فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم اتفقا - فانطلقا فقام علي أيام التشريق ، فنادى : ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بعد اليوم عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، قال : فكان علي ينادي بهؤلاء الكلمات ، فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها (17) .

ومن صحيح الترمذي ، عن أم عطية ، قالت : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جيشا فيهم علي ، قالت : فسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : اللهم لا تمتني حتى تريني عليا (18) .

وفي رواية محمد بن كعب القرظي ، قال : افتخر طلحة بن شيبة بن عبد الدار ، وعباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ومعي مفتاح البيت ، ولو أشاء بت فيه ، وقال عباس : وأنا صاحب السقاية ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [التوبة: 19] الآية .

وفي رواية قال : افتخر علي وعباس وشيبة ، فقال عباس : أنا أسقي حاج بيت الله ، وقال شيبة: أنا أعمر مسجد الله ، وقال علي : أنا هاجرت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأنزل الله عز وجل هذه الآية (19) .

وروى ابن الأثير في كتاب القضاء من جامع الأصول ، من صحيح أبي داود والترمذي ، عن علي ( عليه السلام ) قال : بعثني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى اليمن قاضيا ، فقلت : يا رسول الله ترسلني وأنا حدث السن ولا علم لي بالقضاء ، فقال : إن الله سيهدي قلبك ، ويثبت لسانك ، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء ، قال : فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد (20) .

أقول : بعض الروايات المذكورة يمكن الاستدلال بها على الإمامة ، ولا حاجة إلى بيان كيفية الدلالة بعد ما سبق...

______________

(1) الكشاف للزمخشري 4 : 197 .

(2) جامع الأصول 9 : 467 برقم : 6472 .

(3) جامع الأصول 9 : 468 برقم : 6473 و 6474 .

(4) لم أعثر عليه في كتاب النبوة من كتاب جامع الأصول .

(5) جامع الأصول 9 : 468 برقم : 6475 .

(6) جامع الأصول 9 : 469 - 470 برقم : 6479 .

(7) جامع الأصول 9 : 468 - 469 برقم : 6477 .

(8) جامع الأصول 9 : 471 برقم : 6482 .

(9) جامع الأصول 9 : 471 برقم : 6483 .

(10) جامع الأصول 9 : 472 برقم : 6484 .

(11) جامع الأصول 9 : 472 - 473 برقم : 6485 .

(12) جامع الأصول 9 : 473 برقم : 6489 .

(13) صحيح الترمذي 5 : 599 برقم : 3732 .

(14) جامع الأصول 9 : 474 برقم : 6493 .

(15) جامع الأصول 9 : 475 برقم : 6496 .

(16) جامع الأصول 9 : 471 برقم : 6481 .

(17) جامع الأصول 9 : 475 - 476 برقم : 6497 .

(18) جامع الأصول 9 : 476 برقم : 6498 .

(19) جامع الأصول 9 : 477 - 478 برقم : 6502 .

(20) جامع الأصول 10 : 549 برقم : 7645 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.