المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16661 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قصّة وَرَقة بن نوفل  
  
1526   02:09 صباحاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص36-40 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله /

 تلك كانت قصَّة البِعثة ، وفق ما جاءت في أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهُم أدرى بما في البيت ، وإليك الآن حديثاً آخر عن بعثة النبي محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) على ما جاءت في روايات غيرهم :

روى البخاري ، ومسلم ، وابن هشام ، والطبري وأضرابهم : بينما كان النبي ( صلّى الله عليه وآله ) مختلياً بنفسه في غار حراء ، إذ سمع هاتفاً يدعوه ، فأخذه الرَوع ورفع رأسه وإذا صورة رهيبة هي التي تناديه ، فزاد به الفزع وأوقفه الرُعب مكانه ، وجعل يصرف وجهه عمَّا يرى ، فإذا هو يراه في آفاق السماء جميعاً ويتقدَّم ويتأخَّر ، فلا تنصرف الصورة من كلِّ وجه يتَّجه إليه ، وأقام على ذلك زمناً ، ذاهلاً عن نفسه ، وكاد أن يطرح بنفسه من حالق من جبل ، من شدّة ما ألَمّ به من روعة المنظر الرهيب .

وكانت خديجة قد بعثت أثنائه مَن يلتمس النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في الغار فلا يجده ، حتّى إذا انصرفت الصورة عاد هو راجعاً وقلبه مضطرب ممتلئاً رُعباً وهلَعاً ، حتّى دخل على خديجة وهو يرتعد فرِقاً كأنَّ به الحمّى ، فنظر إلى زوجه نظرة العائذ المستنجد ، قائلاً : يا خديجة : ما لي ؟! وحدَّثها بما رأى ، وأفْضى إليها بمخاوفه أن تخدعه بصيرته ، قال : لقد أشفقتُ على نفسي ، وما أراني إلاّ قد عرَض لي (1) ، وقال : إنَّ الأبعد ـ يعني نفسه الكريمة ـ لكاهن أو مجنون !

فرَنت إليه زوجه الوفيَّة بنظرة الإشفاق ، وقالت : كلاّ يا ابن عمّ ، أبشِر واثبت ، والله لا يخزيك أبداً ، فو الذي نفس خديجة بيده إنّي لأرجو أن تكون نبيَّ هذه الأمّة ، إنّك لتصِل الرحِم ، وتصدُق الحديث ، وتُقري الضيف ، وتُعين على النوائب ، وما أوتِيت بفاحشة قطّ ، وهكذا طمأنَته بحديثها المرهَف .

ثمَّ قامت بتجربة ناجحة ، قالت : يا ابن عمّ ، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك ؟ قال : نعم ، قالت : فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه المَلك كما كان يأتيه ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا خديجة ، هذا هو قد جاءنـي ، فقالت : نعم ، فقم يا بن عمّ واجلس على فخِذي اليسرى ، فقام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فجلس عليهـا ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحوَّل واقعد على فخذي اليمنى ، فتحوَّل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فجلس عليها ، فتحوَّل وجلس في حِجرها ، ثمَّ تحسَّرت (2) وألقت خمارها ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) جالس في حِجرها ، فقالت : هل تراه يا بن عمّ ؟ قال : لا ، فقالت : يا بن عمّ ، أبشِر واثبت ، فو الله إنَّه لمَلك وما هو بشيطان .

ثمَّ توكيداً لِمَا استنتجتْه من تجربتها ، انطلقت إلى ابن عمِّها ورقة بن نوفل ، وكان متنصِّراً قارئاً للكتُب ، فقصَّت عليه خبر ابن عمِّها محمَّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال ورقة : قدّوس قدّوس ، لئن كنتِ صدقتني يا خديجة ، فقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، فقولي له : فليثبت ، وإنَّه لنبيُّ هذه الأمّة ، ولوددتُ أن أُدرِك أيَّامه فأؤمن به وأنصره ، فعادت خديجة إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأخبرته بما قال ، فعند ذلك اطمأنَّ بالُه ، وذهبت رَوعتـه ، وأيقن أنَّه نبيّ (3) .

* * *

قلت : لا شكَّ أنَّ قصّة ارتياع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) بتلك الصورة الفظيعة ، أسطورة خرافة حاكَتها عقول ساذجة جاهلة بمقام أنبياء الله الكرام ، ومن ثمَّ فهي إزراء بشأنهم الرفيع ، وحطٍّ من منزلتهم الشامخة ، إن لم تكن ضعضعة بأقوى دعامة رسالة الله ! .

أوّلاً : النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أكرم على الله من أن يروِّعه في ساعة حرجة ، هي نقطة حاسمة في حياة رسوله الكريم ، هي نقطة تحوّلٍ عظيم ، من إنسان كامل كان مسؤول نفسه ، إلى إنسان رسول هو مسؤول أُمَّة بأجمعها ، كان قبل أن يصل إلى موقفه هذا العصيب يسير قدُماً إلى قمَّة الاكتمال الإنسانيّ الأعلى ، في سفرة خطرة كان مبدأُها الخَلْق ومنتهاها الحقّ تعالى ، فكان يسير من الخلْق إلى الحقّ ، والآن وقد وصل القمَّة ، فعاد من الحقّ ، حاملاً للحقّ إلى الخلْق (4) .

فساعة البِعثة هي الفترة الحاسمة ، وهي الحلقة الواصلة بين السفرتين الذاهبة والراجعة ، وهي موقف حرِج ، حاشا لله أن يترك حبيبه يكابِد الأمَرَّين حينما بلغ قمَّة اللقاء ، والآن يريد أن يختاره رسولاً إلى الناس ، فيتركه يتلوّى في هواجس مخطرة ، ويروّعه بتلك الصورة الفظيعة التي تكاد تُذهب بنفسه الكريمة ، أو تستحوذ على عقله روعةُ المنظر الرهيب !!

أليس محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أكرم على الله من إبراهيم الخليل ، وموسى الكليم وغيرهما من أنبياء عِظام ، لم يتركهم في ساعة العُسرة ؛ ليلتجئوا إلى إنسانٍ غيره ، حاشاه من ربٍّ رؤوفٍ رحيم !! .

ثانياً : إنَّا لنربأ بعلماء ـ هُم أهل تحقيق وتمحيص ـ أن يفضِّلوا عقليَّة امرأة لا شأن لها وأسرار النبوّات ، على عقليَّة إنسان كامل كان قد بلَغ القمَّة التي استأهلته لحمْل رسالة الله ، ثمَّ تقوم هي بتجربة حاسمة يجهلها رسول ربِّ العالمين ؛ ليطمئنَّ إلى قَولتها ، أو قولة رجُل كان شأنه أن كان قارئاً للكتُب ، وليس لذلك العهد كُتب فيها حقائق ومعارف غير محرَّفة قطعياً ، ولم نعرف ما الذي وجده رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في قَولتِهما ، فكان منشأ اطمئنانه لم يجده في الحقِّ النازل عليه من عند الله العزيز الحكيم .

ألم تكن الرؤى الصادقة التي سبقت البِعثة ، ولم يكن تسليم المَلك النازل عليه حينها : السلام عليك يا رسول الله ، وتسليم الشجر والحجَر كلَّما مرَّ بهما في طريقه راجعاً إلى بيت خديجة ، ولم يكن عِرفانه الذاتي الذي كان يتعمَّقه مدَّة اختلائه بِحراء ، كلّ ذلك لم يستوجب استيقانه بالأمـر ، ليستيقن من طَمْأنة امرأة أو رجل متنصّر ؟! إنّ هذا إلاّ إزراء فظيع بمقام رسالة الله ، إن لم يكن مسّاً شنيعاً بكرامة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) المنيعة .

ثالثاً : اختلاف سرد القصَّة ، بما لا يلتئم مع بعضها البعض ؛ لَدليلٌ على كِذبها رأساً .

ففي رواية : ( انطلقت خديجة لوَحدها إلى ورَقة ، فأخبرته بما جرى ) .

وفي أخرى : ( انطلقت بي إلى ورقة وقالت : اسمع من ابن أخيك ، فسألني فأخبرته ، فقال : هذا الناموس الذي أُنزل على موسى ) .

وفي ثالثة : ( لقيَه ورَقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت ، فقال : يا بن أخي ، أخبرني بما رأيت وسمعت ، فأخبره رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال له ورقة : والذي نفسي بيده إنَّك لنبيُّ هذه الأمّة ، ولئن أدركتُ ذلك لأنصرنَّ الله نصراً يعلمه ) .

وفي رابعة : ( عن ابن عبّاس ، عن ورَقة بن نوفل قال : قلت : يا محمّد ، أخبرني عن هذا الذي يأتيك ـ يعني جبرائيل ( عليه السلام ) ـ ؟ فقال : يأتيني من السماء ، جناحاه لؤلؤ وباطن قدميه أخضر ) (5) ، وهذا ليس في روايات خديجة مع ورَقة ، على ما جاءت في الصحاح المتقدّمة .

وفي خامسة : ( إنَّ أبا بكر دخل على خديجة ، فقالت : انطلق بمحمَّد إلى ورَقة ، فانطلقنا ، فقصّا عليه ...) (6) .

ثمَّ لو صحَّت القصَّة ، فلماذا لم يؤمن به ورَقة حينذاك وقد علم أنَّه نبيّ مبعوث ؟! فقد صحَّ أنَّه مات كافراً لم يؤمن بـه ، وقضيَّة رؤيا النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : ( كان ورَقة في ثياب بيض ) أيضاً مكذوبة وسنَدها مقطوع ، وإلاّ لسُجِّل اسمه فيمن آمن به ، قال ابن عساكر : لا أعرف أحداً قال إنَّه أسلَم (7) .

هذا ، وقد عاش ورقة إلى زمن بعد البعثة ، فقد روي أنَّه مرَّ ببلال وهو يُعذَّب (8) .

قال ابن حجر : وهذا يدلّ على أنَّه عاش حتَّى ظهرت دعوته ( صلّى الله عليه وآله ) ، ودَعا بلالاً فأسلم ، إذاً فلِم بقي على كُفره ولم يُسلم كما أسلم الآخرون ؟ ولِمَ لم ينصره كما نصره آخرون ؟ وقد خالف عهده كما جاء في الأسطورة .

________________________ 
(1) قال ابن الأثير : أي أصابني مسّ من الجِنّ .

(2) أي : كشفَتْ عن نفسها .

(3) راجع سيرة ابن هشام : ج1 ، ص252 ـ 255 / صحيح البخاري : ج1 ، ص3 ـ 4 / صحيح مسلم : ج1 ، ص97 ـ 99 / تاريخ الطبري : ج2 ، ص298 ـ 303 / تفسيره : ج30 ، ص161 / حياة محمّد لهيكل : ص95 ـ 96 .

(4) على ما جاء في تعبير الفيلسوف الإلهي الحكيم صدر الدين الشيرازي ، تقدّم كلامه في ص 25 فراجع .

(5) أُسد الغابة لابن الأثير : ج5 ، ص88 ، والرواية ضعيفة بروح بن مسافر ، ولم يدرك ابنُ عباس ورَقة .

(6) الإتقان : ج1 ، ص24 .

(7 و8) الإصابة : ج3 ، ص633 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .