المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الحوامض النوويـــة
13-1-2016
سعة التخمرFermentation Capacity
25-4-2018
مشكلات البيئة - التلوث البيئي – أقسام التلوث
2023-03-07
الإمام ينبغي أن يكون واحداً في الزمان
26-4-2022
ري أشجار المشمش
2023-05-24
البيئة المناسبة لنمو البن
2024-03-12


واجبات الآباء والأبناء  
  
820   11:40 صباحاً   التاريخ: 2024-04-26
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص ٧٨ ــ ٧٩
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يجب على الآباء أن يعوا بسرعة، ويتركوا الأساليب غير الصحيحة، وينسوا فكرة التفوق والتسلط، ويحترموا شخصية أبنائهم، ويعملوا بقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ووزير سبع سنين)، باعتبار الأبناء (وزراء) العائلة، ولا يأمروهم باحتقار بل يتصرفوا معهم كأصدقاء حميمين، فيزيلون بهذا العمل الإحساس بالحقارة من نفوسهم، فتحل هذه العقدة وتعود حالتهم النفسية إلى وضعها العادي. كما يجب على الأبناء الشبان أيضاً أن يحللوا وضعهم بصورة صحيحة ويفكروا في مستقبلهم، ولا يستغلوا قوة شبابهم لهذا اليوم استغلالاً سيئاً ولا يقوموا بالعدوان، ويبتعدوا عن الإنتقام والحقد، ثم يجب أن ينتبهوا إلى أن التمرد والعصيان والتهاجم وهتك الحرم والإهانة.... كل ذلك ليس فقط لا يغطي حقارتهم ولا يرفع من شخصيتهم في المجتمع، وإنما بالعكس، يزيد من انحطاطهم وحقارتهم، فيبقون إلى نهاية عمرهم في ذلة وعار.
ولو أن الآباء والأبناء عرفوا واجباتهم، ونسقوا أعمالهم وأقوالهم، عملياً مع البرامج الدينية والعلمية، وتركوا الغرور والتوقعات الناشئة عنه، واقتنعوا بتكريم شخصية بعضهم البعض، وحل حسن التفاهم والمحبة محل الإختلاف والمشاجرة فإن جو البيت يحظى بنعمة التفاهم والتعاون.
تعالي الآباء
وعلى العكس من ذلك إذا بقي الآباء على حبهم للتسلط، ولكي يغطوا حقارتهم الداخلية، تصرفوا مع بناتهم وأبنائهم الشبان كما كانوا يتصرفون معهم في عهد طفولتهم، فهم يأمرونهم بشدة وعنف ويحطمون شخصياتهم. وكذلك إذا صار الأبناء الشبان وللتعويض عن حقارة أيام الطفولة، لا يعيرون أوامرهم أي اهتمام ويتحدثون إليهم بكلام بذيء ويسيئون معهم الأدب ويوجهون إليهم الإهانات، في هذه الحالات يتصاعد الخلاف وعدم التفاهم، وتزداد هذه الحالات يوماً بعد آخر لأنه من جهة نرى الأب ولكي يحافظ على تسلطه في العائلة ويخفى ضعفه عن أبنائه يشتد في صعوباته وعنفه ليظهر وجوده وقدرته، ومن جهة أخرى فإن الشبان أيضاً الذين تمتلئ قلوبهم بالغضب من ضغط حقارة عهد الطفولة، يريدون أن يظهروا أنفسهم أكثر فأكثر، لكي يعوضوا عن ضعف وحقارة الماضي بكل قوة، ولهذا السبب يبدون ردود فعل مهينة مقابل الأب وتظاهره بالقدرة فيجيبون أوامره بكلمات نابية وضحكات مستهزئة.
ومن الواضح أن الحياة في مثل هذه الظروف لا تحتمل في نظر اعضاء الاسرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.