المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تكون المادة الدبالية: مسار التفكيك
2023-12-30
إبراهيم بن صالح الأنماطي.
25-12-2016
كميات النيتروجين المطلوبة للمحاصيل
14-6-2019
Column Space
1-8-2021
الآداب والعلوم والفن في القرن السابع.
2023-10-22
اشتراط عدالة الإمام في الجمعة.
18-1-2016


نظرة الإسلام إلى العمل  
  
909   12:57 صباحاً   التاريخ: 2024-03-29
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 189 ــ 191
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2018 7128
التاريخ: 20-4-2016 2292
التاريخ: 25-7-2016 1542
التاريخ: 23-12-2016 3240

أن الإسلام دين النشاط والعمل لا دين الخمود والكسل والضعف. ولإثبات هذه الحقيقة - التي بدت خفية على بعض الناظرين - يجب أن نقوم بتقييم سريع للعمل والعامل من وجهة نظر الإسلام.

وقبل كل شيء نود أن نذكر بان (العمل) جاء بمعنى الفن (1) والحرفة والصنعة؛ وعليه فان أي فن أو صنعة أو حرفة يتطلب وقتاً من فردٍ ما وله نتيجة ومردود يعتبر عملاً سواء كان ذلك عملا جسمياً أو فكرياً.

فالعالم الذي يقود المجتمع ويهديه بعلمه وتحقيقاته، والطبيب الذي يداوي المرضى، والمهندس الذي يضع خارطة البناء، والمتحدث الخطيب الذي يتحدث ليرشد الناس، والكاتب الذي يخدم الأمة والحضارة بكتاباته، والطالب الذي يتحمل المتاعب في سبيل العلم ... كل هؤلاء يعملون وان كانت اعمالهم تختلف من حيث التقييم.

وهذه بعض آيات القرآن الكريم وروايات القادة الحقيقيين، النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) حول العمل يقول تعالى في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف: 10].

وعلى لسان صالح النبي (عليه السلام) يخاطب قومه ثمود يقول القرآن الكريم: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61]، ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذيل هذه الآية: (فأعلمنا سبحانه أنه قد امرهم بالعمارة ليكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الارض من الحب والثمرات وما شاكل ذلك مما جعله الله تعالى للخلق) (2).

ويقول القرآن الكريم أيضاً: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10].

وقد قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن الله يحب المحترف الامين) (3).

وقال شخص للإمام الصادق (عليه السلام): رجل قال: لأقعدن في بيتي، ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي، فأما رزقي فسيأتيني فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم (4).

وقال أيضاً: (ارأيت لو أن رجلاً دخل بيته وأغلق بابه أكان يسقط عليه شيء من السماء) (5).

ويقول الإمام السابع الكاظم (عليه السلام): (من طلب هذا الرزق من حلّه ليعود به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله) (6).

ولم يهتم قادتنا وأئمتنا بالعمل والعامل في القول فقط وإنما كانوا يدعون اليه عملاً فقد كانوا هم يعملون ويشوقون الآخرين للعمل.

يقول محمد بن المنكدر (7).

(خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقاني أبو جعفر محمد بن علي ـ عليه السلام ـ وكان رجلا بديناً ثقيلاً وهو متكئ على غلامين أسودين، فقلت في نفسي: سبحان الله شيخ من مشايخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحالة في طلب الدنيا أما اني لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي بنهر وهو يتصبب عرقاً فقلت: أصلحك الله شيخ من مشايخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا ارأيت لو جاء أجلك وانت على هذا الحال، فقال، لو جاءني الموت وأنا على هذا الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله ـ عز وجل ـ أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وانما كنت أخاف لو أن جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله فقلت: صدقت رحمك الله أردت أن اعظك فوعظتني) (8).     

ويقول عبد الأعلى (استقبلت ابا عبد الله ـ عليه السلام ـ في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت: جعلت فداك حالك عند الله عزوجل وقرابتك من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وانت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال يا عبد الأعلى! خرجت في طلب الرزق لأستغني به عن مثلك) (9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ طبيعي ان بعض الفنون مشروع في الإسلام والبعض الآخر مرفوض وممنوع لأنه يعود بالضرر على الافراد والجماعات واخلاقهم.

2ـ مستدرك الوسائل، ص 426.

3ـ الوسائل، ج 12، ص 13.

4ـ المصدر السابق، ص 14.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق، ص 11.

7ـ أحد علماء السنة ورؤساء الصوفية.

8ـ فروع الكافي، ج 5، ص 73 و74، الوسائل، ج 12، ص 10.

9ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.