المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



سبب قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
4197   04:39 مساءاً   التاريخ: 27-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص320-322
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

قال الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل : كان سبب قتله (عليه السلام) أن عبد الرحمن بن ملجم المرادي والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي واسمه الحجاج وعمرو بن أبي بكر التميمي السعدي وهم من الخوارج اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا الولاة ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالبقاء بعدهم فلو شرينا أنفسنا لله وقتلنا أئمة الضلال وأرحنا منهم البلاد فقال ابن ملجم انا أكفيكم عليا وقال البرك بن عبد الله انا أكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر انا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا أن لا ينكص أحدهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه واخذوا سيوفهم فسموها واتعدوا لتسع عشرة أو سبع عشرة من رمضان فاتى ابن ملجم الكوفة فلقي أصحابه بها وكتمهم امره ورأى يوما أصحابا له من تيم الرباب ومعهم امرأة منهم اسمها قطام بنت الأخضر التيمية قتل أبوها واخوها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فخطبها فقالت لا أتزوجك الا على ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي فقال اما قتل علي فما أراك ذكرته وأنت تريدينني قالت بل التمس غرته فان أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قال والله ما جاء بي الا قتل علي فلك ما سالت قالت سأطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك وبعثت إلى رجل من قومها اسمه وردان فأجابها واتى ابن ملجم رجلا من أشجع اسمه شبيب بن بجرة فقال هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال وما ذاك قال قتل علي بن أبي طالب قال شبيب ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على قتله قال اكمن له في المسجد فإذا خرج إلى صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه قال ويحك لو كان غير علي كان أهون قد عرفت سابقته وفضله وبلاءه في الاسلام وما أجدني انشرح لقتله قال أ ما تعلمه قتل أهل النهر العباد الصالحين قال بلى قال فلنقتله بمن قتل من أصحابنا فاجابه فلما كان ليلة الجمعة وهي الليلة التي واعد ابن ملجم فيها أصحابه على قتل علي ومعاوية وعمرو جاؤوا قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فدعت لهم بالحرير وعصبتهم به. وقال المفيد انهم اتوا قطام ليلة الأربعاء ؛ وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين انهم اتوا قطام بنت

الأخضر بن شجنة من تيم الرباب وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبة فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم وتقلدوا سيوفهم ومضوا فجلسوا مما يلي السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الصلاة .

قال المفيد وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وأوطأهم على ذلك وحضر الأشعث في تلك الليلة لمعونتهم وكان حجر بن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال قتلته يا أعور وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخبره الخبر ويحذره من القوم وخالفه أمير المؤمنين (عليه السلام) في الطريق فدخل المسجد قال الطبري وابن الأثير فلما خرج علي نادى الصلاة الصلاة فضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطلق وضربه ابن ملجم على قرنه بالسيف وقال الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك .

وقال أبو الفرج فضربه ابن ملجم فأثبت الضربة في وسط رأسه قال ابن عبد البر : فقال علي فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم الرجل .

قال المفيد وأبو الفرج : واقبل حجر والناس يقولون قتل أمير المؤمنين وروى أبو الفرج بسنده عن عبد الله بن محمد الأزدي قال إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة إذ خرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) لصلاة الفجر فاقبل ينادي الصلاة الصلاة فما أدري أ نادى أم رأيت بريق السيوف وقائلا يقول الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل ؛ وفي الاستيعاب اختلفوا هل ضربه في الصلاة أو قبل الدخول فيها وهرب القوم نحو أبواب المسجد وتبادر الناس لأخذهم قال أبو الفرج فاما شبيب فاخذه رجل فصرعه وجلس على صدره وأخذ السيف ليقتله به فرأى الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه ولم يسمعوا منه فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده ومضى شبيب هاربا حتى دخل منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره فقال له ما هذا لعلك قتلت أمير المؤمنين فأراد أن يقول له لا فقال نعم فمضى ابن عمه واشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله .

قال المفيد : واما ابن ملجم فلحقه رجل من همدان فطرح عليه قطيفة ثم صرعه واخذ السيف من يده وجاء به أمير المؤمنين (عليه السلام) وافلت الثالث وانسل بين الناس ، وفي رواية الطبري وابن الأثير أن الذي قتل وردان والذي أفلت شبيب .

قال ابن الأثير : وقدم علي (عليه السلام) جعدة بن هبيرة ابن أخته أم هانئ يصلي بالناس الغداة قال الشيخ في الأمالي وخرج الحسن والحسين (عليه السلام) واخذا ابن ملجم وأوثقاه ، واحتمل أمير المؤمنين (عليه السلام) فادخل داره فقعدت لبابة عند رأسه وجلست أم كلثوم عند رجليه ففتح عينيه فنظر إليهما فقال الرفيق الأعلى خير مستقرا وأحسن مقيلا ثم عرق ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) يأمرني بالرواح إليه عشاء ثلاث مرات ، قال ابن الأثير : وادخل ابن ملجم على أمير المؤمنين وهو مكتوف فقال اي عدو الله أ لم أحسن إليك قال بلى قال فما حملك على هذا ؟ قال شحذته أربعين صباحا وسالت الله أن يقتل به شر خلقه ، قال علي لا أراك الا مقتولا به ولا أراك الا من شر خلق الله ثم قال النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي ، يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن الا قاتلي ، انظر يا حسن إذا انا مت من ضربتي هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثلن بالرجل فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور .

قال المفيد : فقال ابن ملجم والله لقد ابتعته بألف وسممته بألف فان خانني فأبعده الله ، ونادته أم كلثوم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين قال انما قتلت أباك ، قالت يا عدو الله اني لأرجو أن لا يكون عليه باس ، قال لها فأراك انما تبكين علي إذا والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم . فاخرج من بين يديه وان الناس ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع وهم يقولون يا عدو الله ما فعلت أهلكت أمة محمد وقتلت خير الناس وأنه لصامت لا ينطق فذهب به إلى الحبس وجاء الناس إلى أمير المؤمنين فقالوا مرنا بامرك في عدو الله والله لقد أهلك الأمة وأفسد الملة فقال لهم إن عشت رأيت فيه رأيي وإن هلكت فاصنعوا به كما يصنع بقاتل النبي اقتلوه ثم احرقوه بعد ذلك بالنار .

قال الطبري : وفي قتل علي يقول ابن أبي مياس المرادي ونسبها الحاكم في المستدرك إلى الفرزدق :

ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المصمم

فلا مهر أغلى من علي وإن غلا * ولا فتك الا دون فتك ابن ملجم

قال الطبري : واما البرك بن عبد الله فإنه في تلك الليلة قعد لمعاوية فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه فوقع في اليته فاخذ فقال إن عندي  خبرا أسرك به فان أخبرتك فنافعي ذلك عندك قال نعم قال إن أخا لي قتل عليا في مثل هذه الليلة قال لعله لم يقدر على ذلك قال بلى إن عليا يخرج ليس معه من يحرسه فامر به معاوية فقتل ، وبعث معاوية إلى الساعدي وكان طبيبا فقال اختر اما أن احمي حديدة فأضعها موضع السيف واما أن أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ فان ضربتك مسمومة ، قال : اما النار فلا صبر لي عليها واما الولد فان في يزيد وعبد الله ما تقر به عيني فسقاه الشربة فبرئ وعالج جرحه حتى التام ولم يولد له بعدها .

قال سبط ابن الجوزي : لما بلغ القاضي أبا حازم ذلك قال يا ليت ذلك قبل أن يولد يزيد ، وامر معاوية عند ذلك بالمقصورات وحرس الليل وقيام الشرط على رأسه إذا سجد ، قال ابن الأثير : وهو أول من عملها في الاسلام أقول المقصورة بناء أو شبهه يصلي داخله الحامل لقب الخلافة لئلا يغتاله أحد ويصلي الناس خلفه ؛ أول من عمله معاوية واقتدى به من بعده ؛ واما عمرو بن بكر فجلس لعمرو بن العاص تلك الليلة فلم يخرج وكان اشتكى بطنه ، فامر خارجة بن حذافة صاحب شرطته من بني عامر بن لؤي فخرج ليصلي فشد عليه وهو يرى أنه عمرو فقتله فاخذ إلى عمرو فرآهم يسلمون عليه بالامرة فقال من هذا قالوا عمرو قال فمن قتلت قالوا خارجة فقال

لعمرو اما والله يا فاسق ما ظننته غيرك قال عمرو أردتني وأراد الله خارجة فقدمه عمرو فقتله وبلغ ذلك معاوية فكتب إلى عمرو :

وقتك وأسباب المنايا كثيرة * منية شيخ من لؤي بن غالب

فيا عمرو مهلا انما أنت همه * وصاحبه دون الرجال الأقارب

نجوت وقد بل المرادي سيفه * من ابن أبي شيخ الأباطح طالب

ويضربني بالسيف آخر مثله * فكانت علينا تلك ضربة لازب

أقول : وفي ذلك يقول ابن عبدون في رائيته المشهورة :

وليتها إذ فدت عمرا بخارجة * فدت عليا بمن شاءت من البشر

وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين وابن عبد البر في الاستيعاب باسناديهما وبين كل منهما بعض التفاوت ونحن نذكر محصل الكلامين : انه جمع لعلي (عليه السلام) أطباء الكوفة يوم جرح فلم يكن اعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هاني السكوني وكان ابصرهم بالطب وكان متطببا صاحب كرسي يعالج الجراحات وقال أبو الفرج كان من الأربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم وقال ابن عبد البر وهو الذي تنسب إليه صحراء أثير فلما نظر إلى الجرح اخذ رئة شاة حارة فتتبع عرقا منها فاستخرجه وادخله في الجرح ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض الدماع فقال يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فان عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك .

قال أبو الفرج الأصبهاني روى أبو مخنف عن أبي الطفيل ان صعصعة بن صوحان استأذن على علي (عليه السلام) وقد اتاه عائدا لما ضربه ابن ملجم فلم يكن عليه إذن فقال صعصعة للآذن : قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا لقد كان الله في صدرك عظيما ولقد كنت بذات الله عليما فابلغه الآذن فقال قل له وأنت يرحمك الله فلقد كنت خفيف المئونة كثير المعونة .

وروى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في أماليه بسنده إلى الأصبغ بن نباتة قال لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) غدونا عليه نفر من أصحابنا انا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة معنا فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء من الدار فبكينا فخرج إلينا الحسن بن علي (عليه السلام) فقال يقول لكم أمير المؤمنين انصرفوا إلى منازلكم فانصرف القوم غيري واشتد البكاء في منزله فبكيت فخرج الحسن فقال أ لم أقل لكم انصرفوا فقلت لا والله يا ابن رسول الله ما تتابعني نفسي ولا تحملني رجلاي ان انصرف حتى ارى أمير المؤمنين وبكيت فدخل الدار ولم يلبث ان خرج فقال لي ادخل فدخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف دمه واصفر وجهه فما أدري وجهه أشد صفرة أم العمامة فأكببت عليه فقبلته وبكيت فقال لي لا تبك يا أصبغ فإنها والله الجنة فقلت له جعلت فداك اني اعلم والله انك تصير إلى الجنة وانما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين وروى قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب الخرائج عن عمرو بن الحمق قال دخلت على علي (عليه السلام) حين ضرب الضربة بالكوفة فقلت ليس عليك باس انما هو خدش قال لعمري اني لمفارقكم ثم أغمي عليه فبكت أم كلثوم فلما أفاق قال لا تؤذيني يا أم كلثوم فإنك لو ترين ما ارى ان الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيين يقولون انطلق يا علي فما امامك خير لك مما أنت فيه .

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عمرو ذي مر قال لما أصيب علي بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه فقلت يا أمير المؤمنين أرني ضربتك فحلها فقلت خدش وليس بشئ قال إني مفارقكم فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب فقال لها اسكتي فلو ترين ما ارى لما بكيت فقلت يا أمير المؤمنين ما ذا ترى قال هذه الملائكة وفود والنبيون وهذا محمد (صلى الله عليه واله) يقول يا علي ابشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه .

وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي في الأمالي بسنده عن حبيب بن عمرو نحوه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.