المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



تأبين أبن عباس لأمير المؤمنين  
  
3492   12:08 مساءاً   التاريخ: 9-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص273-274.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

وقف ابن عبّاس وهو خائر القوى على ضريح الإمام وهو يندبه بذوب روحه قائلا : وا أسفاه على أبي الحسن! ملك والله! فما غيّر ولا بدّل ولا قصّر ولا جمع ولا منع ولا آثر ولقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله ليث في الوغى بحر في المجالس حكيم الحكماء هيهات قد مضى في الدرجات العلى .

أشادت هذه الكلمات الذهبية التي أدلى بها حبر الامّة عبد الله بن عباس بمآثر الإمام والتي منها :

أوّلا : أنّها ألقت الأضواء على المعالم المشرقة لسياسة الإمام (عليه السلام) أيام حكمه وكان البارز منها ما يلي :

1 - أنّ الإمام حينما استولى على الحكم لم يغيّر ولم يبدّل أي حكم من كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه وإنّما سار على المنهاج الكامل الذي سنّه رسول الله (صلى الله عليه واله) .

2 - ولم يقصّر الإمام في أي شأن من شئون الدولة وإنّما سار فيها سيرا سجحا لا التواء ولا منعطفات فيه.

3 - ولم يجمع الإمام أي شيء من أموال الدولة ولم يدّخر لنفسه ولا لبنيه لا قليلا ولا كثيرا فقد احتاط كأشدّ ما يكون الاحتياط فيها.

4 - ولم يمنع الإمام (عليه السلام) أي مواطن من عطائه حتّى أعداءه الذين ناهضوه فقد منحهم العطاء ولم يحرمهم منه.

5 - ولم يؤثر الإمام (عليه السلام) أي أحد من أبنائه وذويه بأي شيء من أموال الدولة.

ثانيا : حكت هذه الكلمات زهد الإمام (عليه السلام) فقد كانت الدنيا لا تساوي شسع نعله.

ثالثا : أشارت هذه الكلمة إلى شجاعة الإمام وأنّه لا يساويه أحد في هذه الظاهرة فقد كان ليثا في الحروب التي أثارتها قريش على النبيّ (صلى الله عليه واله) فقد حصد رؤوس أعلامهم وترك الحزن والحداد في بيوتهم.

رابعا : أشار ابن عباس إلى سعة علوم الإمام ومعارفه وأنّه بحر لا يدرك قعره.

خامسا : ومن محتويات هذه الكلمات القيّمة أنّ الإمام (عليه السلام) حكيم الحكماء فقد بلغ من الحكمة ما لم يبلغه أي أحد قبله ولا بعده سوى أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) .

وألقى رجل من تميم على جثمان الإمام المقدّس هذه الكلمة قال : رحمك الله يا أمير المؤمنين! فلئن كانت حياتك مفتاح خير ومغلاق شرّ كنت للناس علما منيرا يعرف به الهدى من الضلالة والخير من الشرّ فإنّ وفاتك لمفتاح شرّ ومغلاق خير وأنّ فقدانك لحسرة وندامة ولو أنّ الناس قبلوك لأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ولكنّهم اختاروا الدنيا على الآخرة فأصبحوا بعدك حيارى في سبيل المطالب قد غلب عليهم الشقاء والداء العياء فهم ينتقضونها كما ينتقض الحبل من برمه فتبّا لهم خلفا تقبّلوا سخفا وباعوا كثيرا بقليل وجزيلا بيسير فكرّم الله مآبك وضاعف ثوابك وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .

ألمحت هذه الكلمة إلى أنّ حياة الإمام (عليه السلام) كانت مفتاح خير وشرف وكرامة للامّة العربية والإسلامية فقد كان هذا الإمام الملهم العظيم من مصادر الرحمة والفيض وكان هبة من الله لعباده ولو أنّ المسلمين حالفهم التوفيق لثنيت له الوسادة وتسلّم قيادة الامّة بعد الرسول (صلى الله عليه واله) مباشرة ولكنّ الأضغان والأحقاد وكراهة قريش أن تجتمع النبوّة والخلافة في بيت واحد هي التي حرمت المسلمين من التمتّع بمواهب هذا الإمام وعدله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.