المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Cassette Mutagenesis
19-12-2015
مضادات الحشرات الكيموحيوية فطرية المصدر
2024-06-23
مرضى القلوب
29-09-2015
معنى الرجعة والأدلة عليها من القرآن والسنة
28-2-2018
ماهية الطاقة النووية
9-4-2021
الانعكاسات البيئية السلبية المرتبطة بالري
20-7-2016


الآباء المغرورون  
  
1095   08:43 صباحاً   التاريخ: 2024-01-17
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 76 ــ 78
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 2037
التاريخ: 11-1-2016 1872
التاريخ: 12-5-2017 3053
التاريخ: 14-3-2021 2304

إن الأب المغرور يتوقع أنه عندما ينام يجب على جميع أفراد العائلة أن يسكتوا احتراماً له، لا يتحدث أحد، ولا يحدثوا صوتاً لكي ينام هو ويستريح استراحة كاملة. إذ صاح طفل أو انغلق باب بفعل ريح وأحدث صوتاً، أو سقط شيء على الأرض فينهض من النوم يحدث عاصفة ويزجر بها جميع أفراد العائلة ولكن في رأي هذا الأب المغرور أن لا أهمية لاستراحة الآخرين، وهو يعطي لنفسه الحق أن يصرخ عندما يكون الجميع نياما، أو يغلق الباب بقوة، فيقفز الجميع من نومهم مضطربين، ومن ثم لا يسمح لأي منهم بالاعتراض.

تعسف الآباء

إن أطفال هذه العائلة ونتيجة لسوء تصرفات الأب غير الموجهة يترعرعون غاضبين وفي حالة عصبية سيئة، ويشعرون في أنفسهم بالذلة، وبالتدريج يصابون بعقدة الحقارة، وهؤلاء مجبرون على أن يخضعوا طوال فترة الطفولة لجميع أنواع الصعوبات وعدم الإرتياح تحت الظروف التي يعيشون فيها، لأنهم صغار السن وضعفاء، ولا يستطيعون أن يبدوا ردود فعل أمام التصرفات الخشنة للأب القوي، أو يدافعوا عن أنفسهم.

إن المشكلة الكبيرة في هذه العائلة تبدأ عندما يجتاز الأطفال مرحلة الطفولة ويدخلون مرحلة الشباب والقوة، في الوقت الذي يكون باطنهم مملوءاً بالذكريات المرة والحزينة لفترة الطفولة، ويتعذبون من عقدة الحقارة التي وجدت لديهم نتيجة تصرفات الأب الصعبة. في مثل هذه العائلة نجد من جهة أباً مغروراً، يريد كالماضي أن يكون متفوقاً ويغطي عقدة حقارته الباطنية بالتحكم والتشديد على ابنائه الشبان، ومن جهة أخرى نرى الأبناء قد أصبحوا الآن شباناً أقوياء ليس فقط أنهم لا يطيعون أباهم الصعب، كما كانوا في عهد الطفولة، ولكنهم بما أنهم أصيبوا بعقدة الحقارة يريدون كالأب أن يثبتوا وجودهم من خلال إبراز القدرة، لكي يجعلوا أفراد العائلة يخشونهم، فيمسكون بزمام الأمور بأيديهم ويعوضون عن عقدة الحقارة، ومن البديهي انه في مثل هذه الظروف تكون العائلة ميداناً للمشاجرة وعدم التفاهم، ولهذا نرى أن الأبناء يقفون بوجه الآباء ويقاومونهم وصولاً إلى أهدافهم، وتكون النتيجة سلب الأمن والراحة من البيت، ووجود عاصفة من الاختلاف فتصبح الحياة غير عادية وسيئة جدا.

علاج عدم التفاهم:

في مثل هذه الحالات يجب على الآباء والأبناء الشبان أن يتبعوا العقل والمصلحة العامة، وترك التعصب واللجاجة، والإنصراف عن الرغبات الخاطئة، لكي يستطيعوا معاً حل مشاكلهم والتمهيد للانسجام وحسن التفاهم وتوفير الوئام ليواصلوا الحياة في صفاء وصداقة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.