المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



وصية أُمامة التغلبيّة  
  
800   01:15 صباحاً   التاريخ: 2023-12-07
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 57 ــ 58
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2022 1748
التاريخ: 19-5-2017 4967
التاريخ: 9-2-2022 1493
التاريخ: 13-9-2018 1828

نصحت سيّدة من سيِّدات العرب وهي (أُمامة التغلبيّة) ابنتها (أمّ إياس بنت عوف) وكان ذلك قبل زفافها، فقالت لها:

يا بنيّة لو كانت الوصيَّة تُترك لفضل أدب، أو لتقدُّم حسب، لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك، ولكنّها تذكرة للعاقل ومنبِّهة للغافل.

يا بنيّة، لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها، لكنتُ أغنى الناس عن ذلك، ولكنَّا للرجال خُلقنا كما خُلقوا لنا.

يا بنيّة، إنّك فارقتِ بيتك الّذي منه خرجتِ، والعشَّ الّذي فيه درجتِ، إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني أَمَةً يكُنْ لك عبداً. واحفظي منِّي خصالاً عشراً يكنّ لك ذكراً وذخراً.

أمّا الأولى والثانية: فالصحبة والقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإنّ في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة الربّ.

وأمّا الثالثة والرابعة: فالتعهُّد لموضع عينيه، والتفقُّد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشمَّ أنفُه منك إلّا أطيبَ ريح.

واعلمي يا بنيّة أنّ الماء أطيب الطيب المفقود.

وأمّا الخامسة والسادسة: فالتعهُّد لوقت طعامه، والتفقُّد لحين منامه، فإنّ حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

وأمّا السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله، والرعاية لحشمه وعياله، فإنّ حفظ المال أصل التقدير، والرعاية للحشم والعيال من حُسْن التدبير.

وأمّا التاسعة والعاشرة: فلا تُفشي له سرّاً، ولا تَعْصيْ له أمراً، فإنّك إنْ أفشيت سرّه لم تأمني غدره، وإنْ عصيت أمره أوغرت صدره.

واتّقي من ذلك الفرحَ كلَّه إنْ كان تَرِحاً، والاكتئاب إنْ كان فَرِحاً. فإنّ الأُولى من التقصير، والثانية من التكدير. وأشدُّ ما تكونين له موافَقةً أطولُ ما يكون لك مرافَقة. واعلمي يا بنيّة، أنَّك لا تقدرين على ذلك حتّى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدِّمي هواه على هواك في ما أحببت أو كرهت. والله يضع لك الخير وأستودعك الله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.