المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



جواز النظر إلى الخطيبة  
  
1221   01:59 صباحاً   التاريخ: 2023-11-22
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 69 ــ 71
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18 842
التاريخ: 14-1-2016 1985
التاريخ: 2023-10-30 1052
التاريخ: 14-1-2016 4473

ومن الموارد التي يجوز للزوج أن يقدم على ذلك قبل العقد، هو النظر إلى المرأة التي يريد أن يتزوّجها فمن حقه أن يراها بل يستحب له النظر كما ادعاه الفيض الكاشاني ناقلاً عن الغزالي قائلاً ولذلك استحبّ النظر قبل العقد (1).

ثم نقل عن الغزالي قوله: وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم إلاّ بعد النظر إحترازاً من الغرور. وقال الأعمش: كل تزويج يقع على غير نظر فآخره همّ وغمّ ومعلوم أنّ النظر لا يعرف الخلق والدين والمال وإنّما يعرف الجمال والقبح، والغرور يقع في الجمال والخلق جميعاً فيستحبّ إزالة الغرور في الجمال بالنّظر وفي الخلق بالوصف والإستيصاف فينبغي أن يقدم ذلك على النكاح ... (2).

 ومّما يدل على جواز النّظر لمن يريد الزّواج بامرأة ما أفرده لنا الحرّ العاملي في وسائل الشيعة بباب مستقل وقد جمع فيه ثلاثة عشر حديثاً عن علي والباقر والصادق (عليهم ‌السلام) حيث أجازوا النظر إلى وجهها ويديها وشعرها ومحاسنها، قاعدة وقائمة، وأن يتأمّلها بغير تلذّذ وإليك بعضها رعاية للاختصار:

أ- روى الكليني بسنده عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عن الرّجل يريد أن يتزوّج المرأة أينظر إليها؟

قال: نعم، إنّما يشتريها بأغلى الثّمن (3).

ب- وعن أبي عبد الله (عليه ‌السلام) قال: لا بأس بأن ينظر إلى وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوّجها (4).

ج- وعن الحسن بن السرّي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه ‌السلام): الرجل يريد أن يتزوّج المرأة يتأمّلها، وينظر إلى خلفها وإلى وجهها؟

قال: نعم، لا بأس ينظر الرّجل إلى المرأة إذا أراد أن يتزوّجها ينظر إلى خلفها وإلى وجهها (5).

د- وعن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله (عليه ‌السلام) عن الرجل يريد أن يتزوّج المرأة وأحبّ أن ينظر إليها.

قال: تحتجز، ثم لتعقد وليدخل فلينظر.

قال: قلت: تقوم حتى ينظر إليها؟

قال: نعم.

قلت: فتمشي بين يديه؟

قال: ما أحبّ أن تفعل.

ه‍- وعن الصادق (عليه‌ السلام) أيضاً قال: لا بأس بأن ينظر إلى وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوّجها (6).

فتحصّل من جميع ما ورد عنهم (عليهم ‌السلام) أنّهم أجازوا للّذي يريد الزّواج أن ينظر إلى الخطيبة بشرط عدم الريبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 89.

2ـ المصدر السابق.

3ـ الكافي، ج 5، ص 16.

4ـ المصدر السابق.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.