المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

معنى عروج الملائكة والروح
15-11-2015
تحدث إلى طفلك عن الخجل
24-3-2021
الفضل بن خالد أبو مُعَاذ النحوي
22-06-2015
نيوكليدة قابلة للانشطار fissile nuclide = fissionable nuclide
2-5-2019
محكم القرآن ومتشابهه‏
26-04-2015
خنفساء الفصة (Phytodesta formicatus (Brug
3-4-2018


الرهبانية والتبتل عن الزواج  
  
4411   09:55 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص145-146
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29 52
التاريخ: 14-1-2016 3179
التاريخ: 20-7-2018 1696
التاريخ: 2024-05-25 698

الكثير من الناس والفلاسفة كان يظن –وما يزال- بان الطريق الى السعادة البشرية ينحصر في كبت الغرائز الحيوانية، واطفاء الميول الجنسية ، وكانت هذا العقيدة حتى زمن قريب شائعة جدا في اوروبا وامريكا، فقد اوجد في العالم المسيحي نساء ورجال كثيرون يترهبون باسم الدين، ويتركون الدنيا وملاذها، ويعرضون عن قانون الخلقة المتقن ومنهج الفطرة السليمة الزواج الصحيح، وكان وقع هذا الترهب حسنا جدا في نفوس المسيحيين... ظانين انهم يتمكنون بهذا العمل ان يخلصوا من قيود الحيوانية ويصلوا الى الانسانية الحقيقية فيصبحوا كملائكة السماء في الطهارة والروحانية والتجرد. كان اكثر الفلاسفة وعلماء الاخلاق ينبذون الغرائز، أي : انهم كانوا يصرحون احيانا ويلمحون اخرى بانها عوامل تجر الانسان الى الخصائص الحيوانية وكانوا يؤكدون على ان التمدن الصحيح لا يمكن ان يتحقق في المجتمع الا بالصراع العنيف مع تلك الغرائز التي كانوا يعدونها(أرواحا حيوانية). وبعبارة ادق فان هؤلاء المفكرين كانوا يقولون إن هذه الغرائز تمنع البشرية من التكامل، ولو كان يمكن ان تفقد من المجتمع بالمرة، كان من السهل ايجاد حياة اجتماعية متكافئة ومتزنة).

إن الغرائز الحيوانية والميول الجنسية لها اثر مهم في كيان الانسان ووجوده، فان الله خلق البشر مع هذه الغرائز وكل ما اودعه الله الحكيم في خلق الانسان فلا بد وان يكون المصلحة معينة.

اما الإسلام العظيم الذي لم يغفل جانبا من جوانب الحياة، ولم يغمط الحقائق الفطرية المؤثرة في سعادة البشر حقها.. ليوصي المسلمين بالاستجابة للغريزة الجنسية وممارسة ميولهم الغريزية حسب منهج سليم، ولذلك فانه يعد الامتناع عن الزواج عملا غير مرغوب فيه، ويرى ان العزاب يشكلون خطرا مهما على سلامة المجتمع. فالرسول الأعظم يقول:(شرار امتي عزابها)(1).

ومن السيرة العطرة للنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) تجاه العازفين عن الزواج في المدينة ندرك مدى اهتمام الإسلام بهذه الناحية، فقد كان هناك رجل يسمى (عكاف) قد اعرض عن الزواج، وقد حضر مجلس الرسول (صلى الله عليه واله) مرة فسأله النبي عن احواله وظروفه المالية والبدنية، فأجاب بالإيجاب، فقال له النبي (صلى الله عليه واله) حينذاك بكل صراحة:(تزوج والا فانت من المذنبين)(2) ان الترهيب والاعراض عن الدنيا يعمد عملا حسنا ومرغوبا فيه من الوجهة الدينية في عالم الغرب بينما القضية على النقيض من ذلك تماما في الاسلام، فالإعراض عن الزواج في نظره لا يعد سيئة فحسب، بل يعد اعراضا عن طريق الفطرة المستقيم وانحرافا عن سنة الرسول (صلى الله عليه واله) فهو يقول : (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)، ومع ان الحث على الزواج والتأكيد على ارضاء النوازع الفطرية قد ورد بصورة كثيرة في القرآن الكريم، والروايات العديدة بينت ان الشهوة لم تعرف املا للسعادة بل عدها الاسلام فرعا من فروع شجرة السعادة لا غير.

____________

1ـ مستدرك الوسائل ج2/531.

2ـ المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.