أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
52
التاريخ: 14-1-2016
3179
التاريخ: 20-7-2018
1696
التاريخ: 2024-05-25
698
|
الكثير من الناس والفلاسفة كان يظن –وما يزال- بان الطريق الى السعادة البشرية ينحصر في كبت الغرائز الحيوانية، واطفاء الميول الجنسية ، وكانت هذا العقيدة حتى زمن قريب شائعة جدا في اوروبا وامريكا، فقد اوجد في العالم المسيحي نساء ورجال كثيرون يترهبون باسم الدين، ويتركون الدنيا وملاذها، ويعرضون عن قانون الخلقة المتقن ومنهج الفطرة السليمة الزواج الصحيح، وكان وقع هذا الترهب حسنا جدا في نفوس المسيحيين... ظانين انهم يتمكنون بهذا العمل ان يخلصوا من قيود الحيوانية ويصلوا الى الانسانية الحقيقية فيصبحوا كملائكة السماء في الطهارة والروحانية والتجرد. كان اكثر الفلاسفة وعلماء الاخلاق ينبذون الغرائز، أي : انهم كانوا يصرحون احيانا ويلمحون اخرى بانها عوامل تجر الانسان الى الخصائص الحيوانية وكانوا يؤكدون على ان التمدن الصحيح لا يمكن ان يتحقق في المجتمع الا بالصراع العنيف مع تلك الغرائز التي كانوا يعدونها(أرواحا حيوانية). وبعبارة ادق فان هؤلاء المفكرين كانوا يقولون إن هذه الغرائز تمنع البشرية من التكامل، ولو كان يمكن ان تفقد من المجتمع بالمرة، كان من السهل ايجاد حياة اجتماعية متكافئة ومتزنة).
إن الغرائز الحيوانية والميول الجنسية لها اثر مهم في كيان الانسان ووجوده، فان الله خلق البشر مع هذه الغرائز وكل ما اودعه الله الحكيم في خلق الانسان فلا بد وان يكون المصلحة معينة.
اما الإسلام العظيم الذي لم يغفل جانبا من جوانب الحياة، ولم يغمط الحقائق الفطرية المؤثرة في سعادة البشر حقها.. ليوصي المسلمين بالاستجابة للغريزة الجنسية وممارسة ميولهم الغريزية حسب منهج سليم، ولذلك فانه يعد الامتناع عن الزواج عملا غير مرغوب فيه، ويرى ان العزاب يشكلون خطرا مهما على سلامة المجتمع. فالرسول الأعظم يقول:(شرار امتي عزابها)(1).
ومن السيرة العطرة للنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) تجاه العازفين عن الزواج في المدينة ندرك مدى اهتمام الإسلام بهذه الناحية، فقد كان هناك رجل يسمى (عكاف) قد اعرض عن الزواج، وقد حضر مجلس الرسول (صلى الله عليه واله) مرة فسأله النبي عن احواله وظروفه المالية والبدنية، فأجاب بالإيجاب، فقال له النبي (صلى الله عليه واله) حينذاك بكل صراحة:(تزوج والا فانت من المذنبين)(2) ان الترهيب والاعراض عن الدنيا يعمد عملا حسنا ومرغوبا فيه من الوجهة الدينية في عالم الغرب بينما القضية على النقيض من ذلك تماما في الاسلام، فالإعراض عن الزواج في نظره لا يعد سيئة فحسب، بل يعد اعراضا عن طريق الفطرة المستقيم وانحرافا عن سنة الرسول (صلى الله عليه واله) فهو يقول : (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)، ومع ان الحث على الزواج والتأكيد على ارضاء النوازع الفطرية قد ورد بصورة كثيرة في القرآن الكريم، والروايات العديدة بينت ان الشهوة لم تعرف املا للسعادة بل عدها الاسلام فرعا من فروع شجرة السعادة لا غير.
____________
1ـ مستدرك الوسائل ج2/531.
2ـ المصدر السابق.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|