المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



ما معنى قول الشريف المرتضى في كتاب تنزيه الانبياء عن النبي يوسف عليه السلام: وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر ؟  
  
1297   10:19 صباحاً   التاريخ: 2023-07-08
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج8 ، ص 78
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / العصمة /

السؤال : أتقدم إليكم بهذا السؤال, حول مقطع من كتاب تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى رضوان الله تعالى عليه..

حيث يقول في تفسير آية: {وَمَا أبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[ الآية 53 من سورة يوسف].

قلنا: إنما أراد الدعاء والمنازعة والشهوة، ولم يرد العزم على المعصية، وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر..

وما معنى قوله: وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر.

 

الجواب : إن الشريف الرضي رحمه الله قد ذكر في تفسير هذه الآية وجوهاً :

أحدها: ما أشار إليه الحسن البصري، وحاول السيد الشريف توضيحه وشرحه، إلى أن قال في آخره العبارة التي ذكرتموها في السؤال..

وهو جواب يحتاج ـ لكي يصبح مقبولاً ـ إلى المزيد من التوضيح والبيان، والتأكيد على أن هذا كقول أمير المؤمنين عليه السلام: لست ـ في نفسي ـ بفوق أن أخطئ إلا أن يتداركني الله بلطف منه. وكتعليق النبي إسماعيل عليه السلام صبره على مشيئة الله سبحانه، حين قال لأبيه: {سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[ الآية 102 من سورة الصافات].

أي أنه عليه السلام، إذا انقطع عنه التسديد والتأييد، وحجبت عنه الألطاف، وحرم من المعرفة الحقيقية بالله تعالى، ووكله الله إلى نفسه، وإلى طبيعته البشرية، فإنه سيكون ضعيفاً في المواجهة، ولأجل ذلك ورد في الدعاء: «ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً».. فإن جعل زمام أمره بيد نفسه، لن يكون في صالحه، لأن نفسه لن تحصنه من المآثم، بل هي قد تدعوه إليها..

والذي يحصنه منها هو معرفته بالله وإيمانه، وتعلقه به تعالى..

الثاني من أجوبة السيد المرتضى قوله: «وفي ذلك جواب آخر اعتمده أبو علي الجبائي واختاره، وإن كان قد سبق إليه جماعة من أهل التأويل وذكروه، وهو: أن هذا الكلام، الذي هو: {وَمَا أبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}.. إنما هو من المرأة، لا من كلام النبي يوسف عليه السلام، واستشهدوا على صحة هذا التأويل بأنه منسوق على الكلام المحكي عن المرأة بلا شك»..

إلى أن قال:

«.. وعلى هذا التأويل يكون التبرؤ من الخيانة الذي هو {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْب}[ الآية 52 من سورة يوسف] من كلام المرأة، لا من كلام النبي يوسف عليه السلام.

ويكون المعنى المكنى عنه في قوله: { أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْب} هو يوسف عليه السلام، دون زوجها، لأن زوجها قد خانته في الحقيقة بالغيب.

وإنما أرادت: أني لم أخن يوسف عليه السلام وهو غائب في السجن، ولم أقل فيه لما سئلت عنه، وعن قصتي معه، إلا الحق..

ومن جعل ذلك من كلام يوسف عليه السلام جعله محمولاً على: أني لم أخن العزيز في زوجته بالغيب..

وهذا الجواب كأنه أشبه بالظاهر، لأن الكلام معه لا ينقطع عن اتساقه وانتظامه»(1).

فالشريف المرتضى يرى إذن: أن هذا الوجه هو الأنسب بسياق الكلام..

الثالث: الجواب الذي يؤكد فيه رحمه الله، على أنه يلتزم بعدم صدور الهم بالمعصية من قِبَل النبي يوسف عليه السلام حتى على مستوى خطورها بباله، فضلاً عن الدعاء والمنازعة، والشهوة، وهو أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير، أي: لولا أن رأى برهان ربه لهمَّ بها، فهو كقولك: «لولا أن تداركتك، لهلكت»..

وإذا جاز عندهم حذف جواب «لولا» لئلا يلزم تقدم جوابها عليها، فلماذا لم يجز: تقديم الجواب، لئلا يلزم حذفه من الكلام؟!(2).

وبذلك يعلم: أنه رحمه الله إنما أراد أن يجيب بأجوبة مختلفة، يجري بعضها على مشربه في تنزيه الأنبياء عليهم السلام، ويجري بعضها الآخر على مشرب غيره..

وفي جميع الأحوال نقول:

إن عصمة الأنبياء هي الأصل الأصيل، الذي لا مجال للتنازل عنه، ولا للمجاملة فيه..

وقد تكون للجواد كبوة، ولكن المهم هو النظر إلى الأصول التي يعتمد عليها العالم ويتبناها، وليس المعيار هو بعض الهفوات والكبوات التي قد تحصل في مجال التطبيق، حتى إذا نبهته إليها، وعرَّفته وجه الخلل فيها، تراجع عنها، ولم يصر عليها، بل هو يتبرأ منها معترفاً شاكراً..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

______________

(1) تنزيه الأنبياء ص51 و52.

(2) راجع: تنزيه الأنبياء ص52 ط سنة 1250 هـ

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.