أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-01
1140
التاريخ: 2023-08-01
1104
التاريخ: 2023-05-02
1142
التاريخ: 24-10-2014
2260
|
تجلي القران
هناك نحوان لتنزل الأشياء من مكان عال أو من مكانة رفيعة: أحدهما بصورة التجلي، والآخر بصورة التجافي. فتنزل الأشياء المادية والجسمانية (كالمطر وسائر ما ينزل من الجو) من الفضاء المرتفع، وليس من خزانة الغيب، هو بصورة التجافي؛ بمعنى أنه بهبوطه يترك مكانه السابق فارغا بصورة «أجوف»، فلا يعود هذا الشيء موجوداً في الأعلى.
كما أنه عندما كان هو في الأعلى، أي في الفضاء العلوي، فهو لم يكن موجوداً في الأسفل.
أما تنزل القرآن فهو على نحو التجلي؛ أي، إنه لا يترك موطنه الأصلي في العالم العلوي فارغاً بتاتاً ولا يبقيه بصورة أجوف قط، بل إن حقيقته موجودة دوماً في موطنها، إلاً أن تجليه ومخففه يتحققان أيضاً في المراحل الأكثر سفلاً؛ بالضبط كتنزل العلم والتفكر العقلاني للإنسان الحكيم من صحيفة روحه، وتجليهما على هيئة صوت القول أو نقوش الكتابة في المحيط الخارجي، او على صفحة مكتوبة. ففي مثل هذه الحالات لن يخرج المبحث العلمي العميق من حيز ذهن المفكر أو العالم إطلاقاً حتى يخلو ذهنه منه.
إن القرآن الكريم هو حقيقة منبسطة وواسعة حيث أن مرتبتها العالية خارجة عن متناول الإنسان العادي، وهي موجودة في مكانة عالية وسامية، أما مرتبتها السفلى فقد تجلت بصورة ألفاظ ومفاهيم كي تكون قابلة للقول، والسماع، والكتابة، والقراءة، والانتقال الذهني: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 3، 4].
إذن فليست القضية هي أن القرآن عندما يهبط من «اللدن» ويصبح في متناول الناس، فلا تعوذ المرتبة الرفيعة لمعارفه موجودة في أم الكتاب أو الكتاب المبين، أو لا تعوذ مرتبتها المتوسطة موجودة في ايدي الملائكة الحملة لها.
تنويه: لما كان معنى «التنزل»، والتحدد بحدود اللفظ، والتلبس بلباس الكلمة الملفوظة والمسموعة أمراً صعباً على البعض، فقد ابتلي الفخر الرازي بالتكلف في هذا المجال(1) ؛ كما أنه ليس لصاحب المنار تصور صحيح عن تنزل الموجودات العينية والملكية من الخزانة الغيبية والملكوتية(2) . لذا فقد تم إغفال الأصل العام المستنبط من الآية: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] من هذا المنطلق، فهؤلاء يحسبون أن إنزال الحديد، وإنزال أزواج الأنعام الثمانية هو بنفسه إنزال الأحكام المتعلقة بها.
ــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع التفسير الكبير، مج 1ج : 2، ص36.
2. المنار،ج1،ح132-133.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|