أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
2123
التاريخ: 2023-05-01
1349
التاريخ: 31-3-2016
2606
التاريخ: 2024-09-14
331
|
يتضح مما مر ذكره أن هناك احتمالين لتبيين معنى اللقاء في قوله: {مُلَاقُو رَبِّهِمْ} [البقرة: 46] ، كتاب الأول، هو أنه كناية عن أصل البعث والقيامة والرجوع إلى الحساب والكتاب، والآخر، أن المراد هو اللقاء الخاص للباري عز وجل ونيل المقام المحمود للقرب الإلهي. ويمكننا هنا اعتماد المعنى الثاني بالاستناد إلى قرينتين:
1- التعبير بملاقاة الربّ، مع إضافة الربّ إلى الضمير "هم"، مما له ظهور في الإضافة التشريفيّة ويدلّ في المجموع على شكل من أشكال الأنس والقرب، بدلاً من التعبير بقوله: {أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} [البقرة: 46] ، أو {لِقَاءَ يَوْمِهِمْ} [الأعراف: 51] ، أو {بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ} [المؤمنون: 33]
2- المعنى الأول يستلزم أن تكون جملة {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 46] تكراراً للجملة الأولى؛ لأنه في هذه الحالة لن يكون لقاء الرب إلا الرجوع إليه، وليس لهذا التكرار وجه وهو على خلاف الظاهر.
تنويه:
1- إن أصل المعاد أمر ضروري وقطعي، من هذا المنطلق فقد أشير إليه بما يعادل اصطلاح الضرورة، أي عنوان {لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 2] الذي يمثل اصطلاحاً قرآنياً؛ فالمؤمن بالمعارف الإلهية له يقين بالقيامة؛ كما أنه متيقن بمبدأ الوجود . لكنه فيما يتعلق بكيفية المعاد من قبيل تلقي الثواب أو الابتلاء بالعقاب أي من باب حصيلة أعمال المؤمن وقبوله أو نكوله فهو يتأرجح بين الخوف والرجاء.
وبغية تجنب تكرار مضمون جملتي اللقاء والرجوع من الممكن الاحتمال بأن اللقاء هو غير الرجوع؛ فأحدهما ناظر إلى أصل المعاد أمر ضروري ويقيني، والآخر ناظر إلى كيفيته من قبيل لقاء الرحمة الإلهية الخاصة الذي لا ينطوي اقترانه بالظن على محذور؛ إذ أن تكرار الجملة يتطلب تكرار كلمة الظنّ أيضاً، وصحيح أن وحدة السياق تستد تستدعي أن يكون معناها واحداً في الجملتين، بيد أن وجود القرينة يكون سبباً لتعدد المعنى؛ بمعنى أن الظن الراجع إلى لقاء الرحمة الخاصة أو لقاء القهر والانتقام ساعة المعصية هو بمعناه المعهود، أما الظن العائد إلى الرجوع الذي هو أصل المعاد، فهو بمعنى القطع.
والظن العائد إلى كيفية الملاقاة، وليس أصل اللقاء، على الرغم من استلزامه حذف بعض الكلمات، الأمر الذي دفع الرماني انطلاقاً من ذلك إلى اعتباره مستبعداً، إلا أن الشيخ الطوسي قال بملاحة هذا الوجه ولم ير أنه منكر (1).
وسوف يبيَّن في البحث الروائي تعدد معنى الظن في القرآن الكريم وكذلك استقرار سيرة الأنبياء والأولياء والصحابة على الاستعانة بالصلاة وسائر المسائل المتعلقة بها.
2- بما أن الألفاظ قد وضعت من أجل أرواح المعاني وأهدافها، وليس لخصوص مصاديقها الماديّة والطبيعيّة، فإن عنوان "الملاقاة" لا يستلزم جسميّة الطرفين المتلاقيين. بناءً عليه، فإن الروح المجردة للإنسان الكامل تتشرف بلقاء الذات المنزهة الله تعالى في ضوء شهود الجمال الإلهي، ولن يكون هناك أي مجال للرؤية الظاهرية التي تخيلها الأشاعرة، ولا التجسيم الذي زعمه المجسمة؛ كما أن معنى الرجوع لن يستلزم القدم الذاتي أو القدم الزماني للروح الراجعة، بل إنّه ينسجم أيضاً مع حدوثها الذاتي. فبمجرد عودة الروح إلى مبدئها الفاعلي يصدق عند ذاك عنوان الرجوع والعودة. بالطبع إن الإنسان لم يكن ولن يكون من دون بدن في أي مرحلة من المراحل هذا وإن تفاوتت درجات كماله وأن بعضها يكون معقولاً وبعضها الآخر يكون محسوساً.
__________________
(1) التبيان، ج1، ص206.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|