أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
2131
التاريخ: 2023-09-01
1157
التاريخ: 17-10-2014
2329
التاريخ: 2023-05-24
876
|
هل يمكن خداع الله تعالى
قال تعالى : { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 9].
«يخادعون»: «الخدعة» هي إخفاء ما من شأنه الظهور؛ فالمنافقون يحاولون التحايل من خلال ستر حقيقتهم، وبما أنهم مستمرون في المخادعة، فقد اشير إلى ذلك بالفعل المضارع الذي يفيد الاستمرارية.
هذا الفعل وإن كان من باب المفاعلة لكنه ليس بمعنى خداع كل واحد من الطرفين للآخر، بل هو من الموارد التي يستعمل فيها باب المفاعلة للفعل من جانب واحد من قبيل: «عاقبت اللص»، و«عافاه الله).
وقد جاء في الله عز وجل أيضاً أنه: {وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [النساء: 142] ، ولكنه لم يرد نص يفيد أن المؤمنين أيضا يخدعون المنافقين.
«يشعرون»: اصل الشعور من «الشعر»، ومعناه هو الرؤية الحادة والإدراك الدقيق. وإن من يمتلك منتهى الدقة في الإدراك، فهو بمنزلة من لا يرى الشعرة الرقيقة فحسب، بل يملك القدرة على شطرها والنظر إلى ما في داخلها، ويقال لمثل هذا التفكر الدقيق: التمعن ودقة النظر. والدليل على أن كلمة «الشعور» جاءت لتفيد الإدراك الظريف هو أنه يعبر في العادة عن امنية إدراك المبحث الدقيق المغفول عنه بعبارة «ليت شعري»، ولا تستخدم هذه العبارة أبداً في إدراك الأمر البديهي كحرارة النار، أو برودة الثلج. كما أن كلمة «شاعر» تقال لمن يدرك الظرائف والطرائف من الأمور، سواء الطارف والحديث منها، أو التليد والقديم.
فالله سبحانه وتعالى عالم بسر وعلانية كل موجود، وليس هناك من مشهد في عالم الوجود يكون مخفياً عنه: {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [النحل: 23] . إذن فالخداع والإخفاء على الله ليسا ممكنين، ومن هذا المنطلق فإن تعبير (يخادعون الله) ليس هو بمعنى الخداع الحقيقي. كما أن جملة وما يخدعون إلاً أنفسهم* هي خير شاهد على أن خداع الله ليس إلاً أمراً مجازياً، اللهم إلاً أن يتخيل المنافق - نتيجة جهله بالعلم المحيط لله عز وجل من ناحية، واغتراره بسبب الاستدراج والإمهال الإلهيين من ناحية أخرى - أن خداع الله أمر ممكن، فيكون إطلاق مثل هذا العنوان هو بلحاظ التصور الخاطئ للمنافقين.
إذن فالمراد من خداع المنافقين لله وللمؤمنين هو إما أنهم، وبسبب عدم معرفتهم بالله وبالمؤمنين، يتصورون خطاً أن بإمكانهم خداعهم، أو إن ظاهر أسلوب تصرفهم مع الله والمؤمنين هو أسلوب خادع، وإما أن المراد من خداع الله والمؤمنين هو خداع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) والمؤمنين، وليس خداع الله تعالى؛ فكما أن طاعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)هي طاعة لله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [النساء: 80] ، وأن المبايعة له (صلى الله عليه واله وسلم)هي مبايعة الله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: 10] ، فإن الخداع والتحايل على الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)هو أيضاً خداع وتحايل على الله عز وجل.
أما خداع المنافقين للمؤمنين فهو ما بين في الآيات اللاحقة: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|