أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
4753
التاريخ: 23-10-2015
4531
التاريخ: 29-01-2015
3579
التاريخ: 5-5-2016
3632
|
كانت في شهر رمضان يوم تسعة عشر أو سبعة عشر منه على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة : كان المسلمون فيها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ومعهم فرسان وسبعون بعيرا فكان الرجلان والأكثر يتعاقبون بعيرا واحدا وكان النبي ص وعلي (عليه السلام) ومرثد بن أبي مرثد يتعاقبون بعيرا لمرثد ؛ وقال ابن الأثير كان ثالثهم زيد بن حارثة وكان المشركون تسعمائة وخمسين أو عشرين مقاتلا وقادوا مائتي فرس وقيل أربعمائة والإبل سبعمائة بعير واعطى النبي ص رايته في هذه الغزاة إلى علي (عليه السلام) كما في غيرها من الغزوات ومرت رواية الاستيعاب عن تاريخ السراج بسنده عن ابن عباس قال دفع رسول الله ص الراية يوم بدر إلى علي وهو ابن عشرين سنة وفي السيرة الحلبية عن ابن عباس مثله وقال ابن الأثير كان لواؤه ورايته مع علي بن أبي طالب .
وفي السيرة النبوية لدحلان عقد (صلى الله عليه واله) يوم بدر لواء أبيض ودفعه لمصعب بن عمير وكان أمامه (صلى الله عليه واله) رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب والاخرى مع سعد بن معاذ وقيل مع الحباب بن المنذر وفي السيرة الحلبية ان النبي ص دفع اللواء يوم بدر وكان أبيض إلى مصعب بن عمير وكان أمامه رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب ويقال لها العقاب .
وفيها أيضا عن الامتاع ان النبي (صلى الله عليه واله) عقد الألوية يوم بدر وهي ثلاثة : لواء يحمله مصعب بن عمير ورايتان سوداوان إحداهما مع علي والاخرى مع رجل من الأنصار اه والراية هي العلم الأكبر واللواء دونها وما يتوهم من كلام بعض أهل اللغة من اتحادهما مردود بتصريح غيره مما ذكرناه نعم قد يطلق أحدهما على الآخر أو على الأعم باعتبار ان الراية تسمى لواء أيضا وقد يفسر أحدهما بالآخر في كلام أهل اللغة الذين كثيرا ما يفسرون بالأعم ، كما أن ما يحكى عن ابن سعد وابن اسحق من أن الرايات حدثت يوم خيبر مردود بهذه الروايات وبما تقدم في غزوة ودان وبدر الأولى وغزوة العشيرة ؛ قد علم مما مر ان راية المهاجرين في غزوة بدر كانت مع علي (عليه السلام) وان لواءهم كان مع مصعب بن عمير وان لواء الخزرج من الأنصار كان مع الحباب بن المنذر ولواء الأوس مع سعد بن معاذ ؛ وفي السيرة الحلبية التصريح بذلك ، وحينئذ فتكون الراية واحدة والألوية ثلاثة ، وهو الموافق للاعتبار فان الراية العظمى يجب أن تكون بيد علي (عليه السلام) لأنها لا تعطى الا لمتميز في الشجاعة ، وعلي وإن كان من المهاجرين الا ان كونه صاحب الراية يجعله الرئيس على الجميع ، فاستحسن ان يكون للمهاجرين لواء أيضا فاعطي لمصعب بن عمير ، وجعل للأنصار لواءان أحدهما للخزرج مع الحباب والآخر للأوس مع سعد . وسار النبي (صلى الله عليه واله) بأصحابه حتى كان قريبا من الصفراء وهي قرية لجهينة على مرحلة من بدر فأرسل رجلين من جهينة يتجسسان له خبر أبي سفيان والعير وأرسل عليا والزبير وسعدا إلى بدر يلتمسون له الخبر لان بدرا منهل بطريق القادم من الشام إلى مكة فلا بد ان يردها أبو سفيان وسار هو نحو بدر حتى قاربها فجاءه الجهنيان واخبراه ان العير قد قاربت بدرا ولم يكن عنده علم بمسير قريش لمنع غيرهم ، ووصل علي ومن معه إلى بدر فوجدوا سقاة قريش فاخذوا منهم رجلين فجاءوا بهما والنبي (صلى الله عليه واله) يصلي فسألهما أصحابه فقالوا نحن سقاة قريش فضربوهما لانهم يحبون ان يكونا سقاة أبي سفيان الذي معه العير وفيها الأموال ليغنموها وكرهوا ان يكونا سقاة قريش الذين جاءوا للحرب ، والغنيمة الباردة أحب إلى النفوس من الحرب الشاقة فقالوا نحن لأبي سفيان فتركوهما ولما فرع النبي (صلى الله عليه واله) من الصلاة قال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتوهما ، ثم سألهما عن قريش فقالا هم وراء هذا الكثيب بالعدوة القصوى ، فسألهما عن عددهم فقالا لا ندري فقال كم ينحرون قالا يوما تسعة أباعر ويوما عشرة قال القوم بين التسعمائة والألف ، وخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) يبادرهم إلى الماء فنزل بأدنى ماء من بدر ، وقال الحباب بن المنذر بن الجموح : يا رسول الله هذا منزل أنزلكه الله ليس لنا ان نتقدمه أو نتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة فقال بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، قال فان هذا ليس بمنزل انطلق بنا إلى أدنى مياه القوم فاني عالم بها وان بها قليبا قد عرفت عذوبة مائه وغزارته ثم نبني لنا حوضا ونملؤه ماء ونقذف فيه بالآنية فنشرب ولا يشربون فارتحلوا وبنوا حوضا وملأوه في السحر ماء وقذفوا فيه الآنية وكان هذا تدبيرا سديدا ليشرب العطشان من الحوض بسهولة إذا عاد من القتال ولا يتكلف الاستقاء من البئر ولا الشرب من قربة أو سقاء ، وهذا صريح في أنه كان ببدر عدة قلبان لا قليب واحد ، ومنه يعلم الجواب لمن لم يظهر له وجه الحكمة في القاء النبي (صلى الله عليه واله) قتلى المشركين في القليب بعد الفراع من الوقعة الذي يفسد على أهل بدر والسابلة ماءهم فان إفساد ماء قليب بدرانما يضر إذا لم يكن الا قليب واحد ولكنها قلبان كثيرة لا يضر إفساد واحد منها ومبطل لتوهم الدكتور محمد حسين هيكل انه حفر حفرة وألقاهم فيها مع أن الحفرة لا تسمى قليبا كما بيناه في الجزء الثاني ، وقد صرح بذلك الواقدي حيث قال : وامر رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر بالقليب ان تغور ثم أمر بالقتلى فطرحوا فيها اه ؛ وامتاز علي (عليه السلام) في ذلك بميزة لم يشاركه فيها أحد فقد ذكر أهل الأخبار انه متح في ذلك الحوض كثيرا ولا غرو فهو صاحب القوة والأيد وهو من شبابه في ريعانه مع نفاذ بصيرته وقوة ايمانه. ثم اصطفت الصفوف وتهيئوا للقتال فأول من برز من صف المشركين عتبة بن ربيعة واخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة ودعوا إلى المبارزة فبرز إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث ويقال لهم بنو عفراء فلم يرضوا ان يبارزوهم عتوا واستكبارا ورأوا انهم غير اكفاء لهم وقالوا لهم ارجعوا فما لنا بكم من حاجة نادوا يا محمد اخرج إلينا اكفاءنا من قومنا فقال لعبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف ولحمزة بن عبد المطلب ولعلي بن أبي طالب قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله ويأبى الله الا أن يتم نوره ، فبرزوا فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان كنتم اكفاءنا قاتلناكم وكان عليهم البيض فلم يعرفوهم فقال حمزة انا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم وانا أسد الحلفاء بضم الحاء وفتح اللام اي الاحلاف أو الحلفاء بفتح الحاء وسكون اللام اي الأجمة . ومن هذان معك قال علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب قال كفوان كريمان ، فبارز علي الوليد وكانا أصغر القوم وبارز عبيدة شيبة وهما أسن القوم ولعبيدة سبعون سنة وبارز حمزة عتبة وهما أوسط القوم سنا ؛ ومن الطبيعي ان يبارز الرجل من يناسبه في السن ، هذه رواية الواقدي والمفيد في الارشاد .
وقال ابن سعد في الطبقات : الثبت ان حمزة بارز عتبة وان عبيدة بارز شيبة ، وروى ابن إسحاق في المغازي ان عبيدة بارز عتبة وحمزة بارز شيبة ، وقال ابن أبي الحديد لمن روى ذلك ان ينتصر بقول هند بنت عتبة ترثي أباها :
تداعى له رهطه قصرة * بنو هاشم وبنو المطلب
يذيقونه حر أسيافهم * يعلونه بعد ما قد شجب
وذلك لان عبيدة من بني المطلب أثبت عتبة عليه ودفف عليه علي وحمزة قال وهو الموافق لما يذكره أمير المؤمنين في كتبه بقوله لمعاوية : وعندي السيف الذي أعضضت به أخاك وخالك وجدك ، وقوله : قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك ؛ اخوه حنظلة وخاله الوليد وجده عتبة ، وعندي انه لا دلالة في هذا الكلام على ذلك فهو قد قتل عتبة أو شرك في قتله سواء أ كان المبارز له حمزة ووضع رأسه في صدره كما في إحدى الروايتين أم عبيدة كما في الرواية الأخرى فإنه كر هو وحمزة فاجهزا عليه ؛ وأما شعر هند فمحمول على نحو من التوسع فإذا كان بنو هاشم وبنو المطلب تداعوا له ولمن معه صح أن يقال توسعا تداعى له بنو هاشم وبنو المطلب وصح أن يقال يذيقونه حر أسيافهم باعتبار أن بعضهم أو أكثرهم يذيقونه ذلك .
أما علي والوليد فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا لأنه بمهارته في الحرب مع أن هذه أول حروبه حاد عن الضربة فأخطأته كما حاد عن ضربة جناح يوم الهجرة فأخطأته ضربته وضربه علي على حبل عاتقه الأيسر أو الأيمن على اختلاف النقلين فاخرج السيف من إبطه وقد سبق له أن ضرب جناحا يوم هجرته على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسه ومن ذلك اليوم قيل فيه أن ضرباته كانت وترا إذا علا قد وإذا اعترض قط وفي بعض الروايات أن عليا قال فاخذ الوليد يمينه بيساره فضرب بها هامتي فظننت أن السماء وقعت على الأرض ثم ضربه ضربة أخرى فصرعه وهذا يدل على أن الضربة الأولى قطعت يده وخرجت من إبطه الأيمن فقطعت اليد وحدها من الإبط فتناولها بيساره وضربه بها وقد ذكرنا ان الصواب انه ضربه على عاتقه الأيسر لأن الضارب انما يضرب بيده اليمنى ومقابل الأيمن إنما هو الأيسر وان القول بأنه ضربه على عاتقه الأيمن غلط ؛
وروى المفيد في الارشاد عن علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) في حديث أن عليا والوليد اختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد أمير المؤمنين فأبانتها اه فهذا صريح في أن الضرب كان على الجانب الأيسر ؛ ثم قال المفيد فروي ان عليا (عليه السلام) كان يذكر بدرا وقتله الوليد فقال في حديثه كأني انظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته ضربة أخرى فصرعته وسلبته فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت انه قريب عهد بعرس واما حمزة وعتبة فقيل إن حمزة لم يمهل عتبة أن قتله وقيل تضاربا بالسيفين حتى انثلما واعتنقا فصاح المسلمون يا علي أ ما ترى الكلب قد بهر عمك حمزة وكان حمزة أطول من عتبة فقال علي يا عم طأطئ رأسك فادخل حمزة رأسه في صدر عتبة فضرب علي عتبة فطرح نصفه فكانت ضربته هذه من الضربات التي إذا اعترض بها قط . وأما عبيدة وشيبة فاختلفا ضربتين فضربه عبيدة على رأسه ضربة فلقت هامته وضربه شيبة على ساقه فقطعها وسقطا جميعا وكر حمزة وعلي على شيبة فاجهزا عليه وحملا عبيدة إلى المعسكر ؛ وذلت قريش بمقتل هؤلاء الثلاثة وظهرت امارات النصر للمسلمين عليهم وقد قتل علي أحدهم وشرك في قتل الباقين وإلى ذلك وأمثاله يشير أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه بقوله : وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا احمر الباس وأحجم لناس قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر الأسنة والسيوف فقتل عبيدة يوم بدر وقتل حمزة يوم أحد وقتل جعفر يوم مؤتة وأراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة ولكن آجالهم عجلت ومنيته أجلت وإلى ذلك وغيره تشير الزهراء (عليها السلام) بقولها في بعض خطبها السابقة : فأنقذكم الله بأبي بعد اللتيا والتي بعد ان مني بهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن للشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مجدا كادحا وأنتم في بلهنية من العيش وادعون فاكهون آمنون تنكصون عند النزال وتفرون من القتال . وروى الحاكم في المستدرك وقال صحيح ولم يخرجاه وصححه الذهبي في التلخيص عن علي قال نزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] في الذين بارزوا يوم بدر حمزة بن عبد المطلب وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة قال علي وانا أول من يجثو للخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة ؛ وروى المفيد في الارشاد بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) اقبل إلي حنظلة بن أبي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلا ؛ واقبل العاص بن سعيد ابن العاص يبحث للقتال فبارزه علي فقتله بعد ما أحجم عنه غيره .
روى المفيد في الارشاد بسنده عن صالح بن كيسان ان ابنه سعيد بن العاص دخل على عمر في خلافته فجلس ناحية قال سعيد فنظر إلي عمر وقال ما لي أراك كان في نفسك علي شيئا أ تظن اني قتلت أباك والله لوددت اني كنت قتلته ولو قتلته لم اعتذر من قتل كافر ولكني مررت به يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فهبته ورغت عنه فقال لي إلى أين يا ابن الخطاب وصمد له علي فتناوله فوالله ما رمت مكاني حتى قتله وكان علي حاضرا في المجلس فقال اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه ومحا الاسلام ما تقدم فما لك تهيج الناس علي فكف عمر. فقال سعيد أما أنه ما كان يسرني ان يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب ؛ وقال الواقدي فيما حكاه ابن أبي الحديد : اقبل العاص بن سعيد بن العاص يبحث للقتال فالتقى هو وعلي (عليه السلام) فقتله علي ع فكان عمر بن الخطاب يقول لابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ما لي أراك معرضا أ تظن اني قتلت أباك فقال سعيد لو قتلته لكان على الباطل وكنت على الحق الخبر ؛ وقال ابن أبي الحديد ونقلت من غير كتاب الواقدي أن عثمان بن عفان وسعيد بن العاص حضرا عند عمر في خلافته فجلس سعيد بن العاص حجزة فنظر إليه عمر فقال : ما لي أراك معرضا كأني قتلت أباك اني أ لم اقتله ولكن قتله أبو حسن وكان علي حاضرا فقال اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه ومحا الاسلام ما قبله فلما ذا تهاج القلوب فسكت عمر وقال سعيد لقد قتله كفؤ كريم وهو أحب إلي من أن يقتله من ليس من بني عبد مناف اه وسعيد بن العاص هذا هو والد عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق الذي كان عاملا على المدينة من قبل يزيد بن معاوية يوم قتل الحسين (عليه السلام) ولما أخبر بقتله وسمع واعية بني هاشم ضحك وتمثل بقول عمرو بن معد يكرب الزبيدي :
عجت نساء بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
قال الواقدي ولما رأت بنو مخزوم مقتل من قتل قالوا أبو الحكم لا يخلص إليه يعنون أبا جهل فأحدقوا به والبسوا لامته عبد الله بن المنذر فصمد له علي فقتله وهو يراه أبا جهل ومضى وهو يقول انا ابن عبد المطلب ثم البسوها حرملة بن عمرو فصمد له علي فقتله ثم أرادوا أن يلبسوها خالد بن الأعلى فأبى وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اللهم اكفني نوفل بن العدوية وهو نوفل بن خويلد من بني أسد بن عبد العزى فأسره جبار بن صخر ورأى عليا مقبلا نحوه فقال لجبار من هذا واللات والعزى اني لأرى رجلا يريدني قال هذا علي بن أبي طالب فصمد له علي فضربه فنشب سيفه في حجفته فزعه وضرب به ساقيه فقطعهما ثم اجهز عليه فقتله فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من له علم بنوفل بن خويلد قال علي أنا قتلته فكبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه .
وروى محمد بن إسحاق أن طعيمة بن عدي قتله علي بن أبي طالب شجرة بالرمح فقال والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا ثم قال وقيل قتله حمزة (اه) وروى الواقدي ما يقتضي انه اشترك في قتله علي وحمزة قال الواقدي : كان علي (عليه السلام) يحدث فيقول إني يومئذ بعد ما متع النهار ونحن والمشركون قد اختلطت صفوفنا وصفوفهم خرجت في أثر رجل منهم فإذا رجل من المشركين على كثيب رمل وسعد بن خيثمة وهما يقتتلان حتى قتل المشرك سعد بن خيثمة والمشرك مقنع في الحديد وكان فارسا فاقتحم عن فرسه فعرفني وهو معلم فناداني هلم يا ابن أبي طالب إلى البراز فعطفت عليه فانحط إلي مقبلا وكنت رجلا قصيرا فانحططت راجعا لكي ينزل إلي كرهت أن يعلوني فقال يا ابن أبي طالب فررت فقلت قريبا مفر ابن الشتراء فلما استقرت قدماي وثبتت اقبل فلما دنا مني ضربني فاتقيت بالدرقة فوقع سيفه فلحج فاضربه على عاتقه وهو دارع فارتعش ولقد قط سيفي درعه فظننت ان سيفي سيقتله فإذا بريق سيف من ورائي فطأطأت رأسي ويقع السيف فاطن قحف رأسه بالبيضة وهو يقول خذها وانا ابن عبد المطلب فالتفت من ورائي فإذا هو عمي حمزة والمقتول طعيمة بن عدي (اه) فإذا كان علي ضربه على عاتقه وقط سيفه درعه فهو قد أشرف به على الموت ولذلك قال فظننت ان سيفي سيقتله ثم أكمل قتله حمزة فأطار قحف رأسه وبذلك يجمع بين القول بأنه قتله علي والقول بأنه قتله حمزة وأما أن عليا شجره بالرمح فيمكن أن يكون جمع بين شجره بالرمح وضربه بالسيف .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|