المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

Southeastern phonology: consonants H
2024-03-07
ucas,s Root Theorem
23-1-2019
LIQUID OR SOLID?
19-9-2020
{اكتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}
2023-09-17
دفع الخمس لأهل البيت عليهم السلام
25-11-2014
استطارة خلفية back scattering
13-12-2017


وضوح جبن بسر عند مبارزة أمير المؤمنين  
  
3846   06:01 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص277-279
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال معاوية لبسر بن أرطأة أ تقوم لمبارزته فقال ما أحد أحق بها منك وإذا أبيتموه فانا له فقال له معاوية اما انك ستلقاه في العجاجة غدا في أول الخيل وكان عند بسر ابن عم له قد قدم من الحجاز يخطب ابنته فاتى بسرا فقال له إني سمعت انك وعدت من نفسك أن تبارز عليا أ ما تعلم أن الوالي بعد معاوية اخوه عتبة ثم اخوه محمد فما يدعوك إلى ذلك قال الحياء ، خرج مني كلام فانا استحي أن ارجع عنه فضحك الغلام وقال :

تنازله يا بسر ان كنت مثله * والا فان الليث للضبع آكل

كأنك يا بسر بن أرطأة جاهل * بأثاره في الحرب أو متجاهل

معاوية الوالي وصنواه بعده * وليس سواء مستعار وثاكل

أولئك هم أولى به منك انه * علي فلا تقربه أمك هابل

متى تلقه فالموت في رأس رمحه * وفي سيفه شغل

لنفسك شاغل فقال بسر هل هو الا الموت لا بد والله من لقاء الله تعالى فغدا علي منقطعا من خيله ومعه الأشتر وهو يريد التل وهو يقول :

انا علي فسلوا لتخبروا * ثم ابرزوا إلى الوغى أو أدبروا

سيفي حسام وسناني أزهر * منا النبي الطيب المطهر

وحمزة الخير ومنا جعفر * له جناح في الجنان اخضر

وأسد الله وفيه مفخر * هذا بهذا وابن هند محجر

مذبذب مطرد مؤخر

فاستقبله بسر قريبا من التل وهو مقنع في الحديد لا يعرف فناداه أبرز إلي أبا حسن فانحدر إليه علي على تؤدة غير مكترث به حتى إذا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه على الأرض ومنع الدرع السنان أن يصل إليه فاتقاه بسر وقصد ان يكشف سوأته ليستدفع بأسه فانصرف عنه علي (عليه السلام) مستدبرا له فعرفه الأشتر حين سقط فقال يا أمير المؤمنين هذا بسر بن أرطأة عدو الله وعدوك فقال دعه عليه لعنة الله أ بعد ان فعلها فحمل ابن عم لبسر شاب على علي (عليه السلام) وهو يقول :

أرديت بسرا والغلام ثائره * أرديت شيخا غاب عنه ناصره

فحمل عليه الأشتر وهو يقول :

أ كل يوم رجل شيخ شاغره * وعورة وسط العجاج ظاهره

تبرزها طعنة كف واتره * عمرو وبسر رميا بالفاقرة

وطعنه الأشتر فكسر صلبه وقام بسر من طعنة علي وولت خيله وناداه علي يا بسر معاوية كان أحق بهذا منك ورجع إلى معاوية فقال له معاوية ارفع طرفك قد أدال الله عمرا منك وقال في ذلك النضر بن الحارث وفي شرح النهج الحارث بن نضر الجشمي أو الخثعمي :

أ في كل يوم فارس تندبونه * له عورة وسط العجاجة باديه

يكف بها عنه علي سنانه * ويضحك منها في الخلاء معاوية

بدت أمس من عمرو فقنع رأسه * وعورة بسر مثلها حذو حاذيه

فقولا لعمرو وابن أرطأة ابصرا * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية

ولا تحمدا الا الحيا وخصاكما * هما كانتا والله للنفس واقية

فلولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها عن العود ناهيه

متى تلقيا الخيل المشيحة صبحة * وفيها علي فاتركا الخيل ناحية

وكونا بعيدا حيث لا يبلغ القنا * نحوركما ان التجارب كافيه

وإن كان منه بعد في النفس حاجة * فعودا إلى ما شئتما هي ماهيه

وفي ذلك يقول المؤلف أيضا من قصيدة :

لاقاه عمرو والأسنة شرع * لقيا الحمامة للعقاب الكاسر

وتلاه بسر ثم ما نجاهما * منه سوى فعل الخسيس الغادر

فثنى حياء عنهما وعفا ولم * يرهقهما فعل الكريم القادر

فكان بسر بعد ذلك إذا لقي الخيل التي فيها علي تنحى ناحية وتحامى ، فرسان أهل الشام عليا .

واجتمع ليلة عند معاوية بصفين عتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر بن طلحة الطلحات فقال عتبة ان امرنا وأمر علي لعجيب ليس منا لا موتور له اما انا فقتل جدي واشترك في دم عمومتي يوم بدر واما أنت يا وليد فقتل أباك يوم بدر واما أنت يا عبد الله فقتل أباك يوم الجمل وايتم اخوتك واما أنت يا مروان فكما قال الأول :

وافلتهن علباء جريضا * ولو أدركنه صفر الوطاب

قال معاوية هذا الاقرار فأين الغير قال مروان اي غير تريد قال أريد ان يشجر بالرماح قال والله انك لهازل أو قد ثقلنا عليك فقال الوليد بن عقبة :

يقول لنا معاوية بن حرب * أ ما فيكم لواتركم طلوب

يشد على أبي حسن علي * بأسمر لا تهجنه الكعوب

فيهتك مجمع اللبات منه * ونقع الحرب مطرد يثوب

فقلت له أ تلعب يا ابن هند * كأنك وسطنا رجل غريب

أتغرينا بحية بطن واد * إذا نهشت فليس لها طبيب

وما ضبع يدب ببطن واد * أتيح له به أسد مهيب

بأضعف حيلة منا إذا ما * لقيناه وذا منا عجيب

دعا للقاه في الهيجاء لاق * فأخطأ نفسه الاجل القريب

سوى عمرو وقته خصيتاه * نجا ولقلبه منه وجيب

كان القوم لما عاينوه * خلال النقع ليس لهم قلوب

لعمر أبي معاوية بن حرب * وما ظني ستلحقه العيوب

لقد ناداه في الهيجا علي * فاسمعه ولكن لا يجيب

فغضب عمرو وقال إن كان الوليد صادقا فليلق عليا أو ليقف حيث يسمع صوته وقال عمرو :

يذكرني الوليد دعا علي * ونطق المرء يملؤه الوعيد

متى تذكر مشاهده قريش * يطر من خوفه القلب الشديد

فاما في اللقاء فأين منه * معاوية بن حرب والوليد

وعيرني الوليد لقاء ليث * إذا ما شد هابته الأسود

لقيت ولست أجهله عليا * وقد بلت من العلق اللبود

فاطعنه ويطعنني خلاسا * وما ذا بعد طعنته أريد

فرمها منه يا ابن أبي معيط * وأنت الفارس البطل النجيد

فاقسم لو سمعت ندا علي * لطار القلب وانتفخ الوريد

ولو لاقيته شقت جيوب * عليك ولطمت فيك الخدود

وروى الواقدي ان معاوية قال يوما بعد استقرار الخلافة له لعمرو بن العاص : يا أبا عبد الله لا أراك الا ويغلبني الضحك قال بما ذا قال أذكر يوم حمل عليك أبو تراب في صفين فأذريت نفسك فرقا من شبا سنانه وكشفت سوأتك له فقال عمرو انا منك أشد ضحكا اني لاذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك وربا لسانك في فمك وغصصت بريقك وارتعدت فرائصك وبدا منك ما أكره ذكره لك فقال معاوية لم يكن هذا كله وكيف يكون ودوني عك والأشعرون قال إنك لتعلم ان الذي وصفت دون الذي أصابك وقد نزل ذلك بك ودونك عك والأشعرون فكيف كانت حالك لو جمعكما ماقط الحرب ، قال يا أبا عبد الله خض بنا الهزل إلى الجد ان الجبن والفرار من علي لا عار على أحد فيهما .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.