المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اخبر تقله
15-3-2021
تطبيقات المحكمة الإدارية في الأمم المتحدة للاستئناف لمبدأ التسبيب
2024-09-08
Role of Nanobiotechnology in Drug Discovery
19-12-2020
اللوح لا يسمى أُمَّاً
9-06-2015
AX4 Molecules: CH4 (Four Electron Groups)
30-4-2019
Commitment of Pre-mRNA to the Splicing Pathway
12-5-2021


بكاء علي (عليه السلام) خوفاً من الله  
  
1399   02:38 صباحاً   التاريخ: 2023-07-09
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص180 ــ 181
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2022 2452
التاريخ: 2024-07-14 474
التاريخ: 27-12-2016 2215
التاريخ: 16/10/2022 1475

علي (عليه السلام) إذا وقف في محرابه يذهل عن عالم الدنيا وينقطع إلى الله سبحانه ويبكي بكاء الثكلى خوفاً من الله وتعظيماً له وقد جاء في كتاب فلاح السائل عن حبّة العرني: بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر؛ إذ نحن بأمير المؤمنين (عليه السلام) في بقية من الليل واضعاً يده على الحائط شبه الواله (1) وهو يقول: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]، قال: ثم جعل يقرأ هذه الآيات، ويمر شبه الطائر عقله، فقال: أراقد يا حبّة أم رامق؟ قلت: رامق، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن؟!

قال: فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي يا حبّة، إن لله موقفاً، ولنا بين يديه موقف، لا يخفى عليه شيء من أعمالنا. يا حبّة، إن الله أقرب إليك وإليَّ من حبل الوريد. يا حبّة إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شيء.

قال ثم قال: أراقد أنت يا نوف؟ قال: لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد، ولقد أطلت بكائي هذه الليلة.

فقال: يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله (عز وجل). قرت عيناك غداً بين يدي الله (عز وجل) يا نوف إنه ليس من قطرة، قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحاراً من النيران.

يا نوف، إنه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكي من خشية الله، وأحب في الله، وأبغض في الله يا نوف، إنَّه من أحب في الله لم يستأثر علي محبيه، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيراً، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان.

 ثم وعظهما وذكّرهما. وقال في أواخره: فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما.

ثم جعل يمر وهو يقول: ليت شعري في غفلاتي، أمعرض أنت عني أم ناظر إلي؟ وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك عليَّ، ما حالي؟

قال: فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوله: ذهاب العقل، والتحير من شدة الوجد (النهاية: 5 / 227).

2ـ فلاح السائل: 315 / 466، بحار الانوار: 41 / 22 / 13، وج87 / 201 / 9. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.