أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-07
959
التاريخ: 2-6-2016
6021
التاريخ: 2023-06-04
766
التاريخ: 2023-06-10
757
|
شكل حادث «تشالنجر» في يناير 1986 بشكل أساسي الفصل الثاني من برنامج المكوك؛ فهو لن يُطلق بعد الآن أقمارا صناعية تجارية؛ كما توقفت بعثات الأمن القومي السرية بعد أن أطلقت المكوكات الحمولات القليلة التي لا يمكن وضعها في مركبات الإطلاق المستهلكة في المدار. ولم تُستأنف الرحلات المكوكية حتى سبتمبر 1988 وأُرسلت آخر بعثة لوزارة الدفاع الأمريكية عام 1992. 2 وقد هيمنت مجموعة غير متجانسة من رحلات وكالة ناسا على البيان – تليسكوب هابل الفضائي وبعثات إصلاحه وصيانته، والمركبات الفضائية الكوكبية وغيرها من المركبات العلمية المتبقية من قبل الحادث – وبعثات مختبر الفضاء التي قضت فيها الأطقم، التي غالبًا ما كانت تضمُّ روّاد فضاء أوروبيين أو كنديين أو يابانيين، حوالي أسبوعين في ممارسة مهامها العلمية في المدار. ولكن كانت الرحلات إلى محطات الفضاء هي التي أصبحت في نهاية المطاف جزءًا كبيرًا من جدول رحلات المكوك وسبب وجوده، وهي عودة إلى الغرَض الذي صُمِّم من أجله في الأصل.
صُمِّمت محطة «فريدم» الفضائية التابعة لوكالة ناسا التي نشأت كمشروع للحرب الباردة من قبل إدارة ريجان، ليتم تجميعها في الفضاء من الوحدات التي يحملها المكوك إلى الفضاء. لكن محطة الفضاء «فريدم» كانت تُعاني من مشاكل منذ البداية. في واحدة من أكثر حالات بخس الأسعار فظاعةً لاسترضاء المؤسسة السياسية، وهو نمط سلوك مألوف في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي. وعدت وكالة ناسا في 1983-1984 بأنها يُمكن أن تبني محطة كبيرة جدا ومتعددة الأغراض بحلول عام 1992 مقابل 8 مليارات دولار فقط. ثم نجحت في جعل وكالة الفضاء الأوروبية واليابان تتعهدان بإضافة وحدات مختبرية خاصة بهما، وستُزوِّد كندا ذراع مناورة مُشتقةً من نُسختها المكوكية. إلَّا أن الوكالة ومقاوليها لم ينجحوا بحلول الموعد الأصلي المستهدف في بناء أي أجهزة طيران تقريبًا. وبدلا من ذلك، أُنفقت المليارات على عمليات إعادة تصميم ورقيَّة، وتفاقمت بسبب بنية إدارية ضعيفة وواسعة تعكس ثقافة ناسا في تقسيم الغنائم بين المراكز المتنافسة.
وفي حين صاغت الوكالة البرنامج باعتباره نقطة انطلاق لاستكشاف الفضاء العميق، فقد تصرفت كما لو كانت أولويتها الأولى هي الحفاظ على البنية التحتية الأرضية الكبيرة التي تم إنشاؤها لـ«أبولو» - وهو هدف يتقاسمه أعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ الذين يُمثلون المقاطعات والولايات مع مرافق ناسا أو مقاوليها الرئيسيين.3
ومع ذلك، فإنَّ زيادة الميزانية التي لا نهاية لها وعمليات إعادة التصميم قد قوَّضت الجدوى السياسية للمحطة، مما فاقم مشاكل ناسا في نهاية الحرب الباردة. أطلق خطاب الرئيس بوش عام 1989 مبادرة استكشاف الفضاء، التي تهدف إلى استكمال محطة «فريدم» الفضائية، وبناء قاعدة قمرية، وإرسال البشر إلى كوكب المريخ بحلول عام 2019. ولكن هذا البرنامج الطموح سرعان ما وُئِد في الكونجرس عندما خرجت وكالة ناسا بتقدير لا يُطاق سياسيًّا يبلغ نصف تريليون دولار (1 تريليون دولار اليوم) – في الوقت نفسه الذي كان الأساس المنطقي لسباق الفضاء يتلاشى. 4 ثُم جاء موضوع مرآة هابل في منتصف عام 1990 الذي تسبب في إحراج وطني، وتلته مشاكل أجنبية ومحلية أثرت على الميزانية الوطنية. وتوقفت فجأة الزيادات الكبيرة التي تلقتها وكالة ناسا في أواخر الثمانينيات. ان إدارة بوش المحبطة بسبب الأداء الضعيف للوكالة وأساليبها البيروقراطية طردت مدير وكالة ناسا ريتشارد ترولي وعينت شخصًا دخيلًا على الصناعة وهو دانيال جولدين في أبريل 1992. وكان هدفه هو زلزلة الوكالة بأساليب أسرع وأفضل وأرخص معتمدة من برامج الفضاء العسكرية. ولكن نظرًا إلى أنَّ مراكز رحلات الفضاء المأهولة كانت بحاجة إلى محطة الفضاء للحفاظ على القوى العاملة الموجودة لديها وتوفير برنامج بخلاف المكوك، فقد وجد نفسه يحاول إنقاذ مشروع كان نموذجا للبطء والاهتمام بالمصلحة الخاصة اللذين كانت وكالة ناسا تُعاني منهما، وكان هو يُحاول إصلاحهما.
ومن المفارقات أنَّ خلاص محطة «فريدم» الفضائية جاء من خلال الاندماج مع برنامج العدو السابق. كان السوفييت قد أطلقوا محطة «مير» في الفضاء عام 1986، وهي تطور أكثر تعقيدًا ومرونة لمحطات «ساليوت» المدنية. تضمنت المحطة محول إرساء متعدد سمح بإضافة المزيد من الوحدات على مدى السنوات القليلة المقبلة، متيحا إقامة أطول لرواد الفضاء وتجارب علمية أكثر تعقيدًا. لكن انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 أدى إلى تخفيضات شديدة في الميزانية لجميع الإدارات الحكومية، بما في ذلك برنامج الفضاء المأهول. وألغيت نسخة سوفييتية من المكوك تُسمى «بوران» (وتعني بالعربية «عاصفة الثلج») بعد رحلة واحدة بدون طيار في عام 1988، كما أُلغي الصاروخ السوفييتي المعزّز الذي كان يُضاهي الصاروخ «ساتورن 5» والذي أُطلق عليه «إنرجيا» ولم يكن قد أُطلق إلا هذا المكوك وقام باختبار فاشل في عام 1987. وأُجل إحلال محطة «مير» الفضائية القديمة، ولم يكن لدى وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، التي تأسست في عام 1992، لمنح المنظمات الغربية شريكا، سوى القليل من المال، كما لم تكن تتمتَّع بسلطة على قوات الفضاء العسكرية أو مكاتب التصميم القوية التي تتم خصخصتها وتحويلها إلى شركات خاصة.
في عام 1993، كانت إدارة كلينتون الجديدة قلقةً للغاية من أنَّ مهندسي الصواريخ الروس، الذين زُج بهم إلى حالة من الفقر المدقع بسبب نقص الأجور، قد يعملون لصالح إيران أو العراق أو كوريا الشمالية أو غيرها من الدول التي تسعى وراء إمكانيات الصواريخ الباليستية. علاوةً على ذلك، كانت محطة «فريدم» قريبة جدا من الإلغاء في الكونجرس، حيث نجت بفارق صوتٍ واحد فقط في يونيو. وفي سبتمبر، وافق نائب الرئيس آل جور ورئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين على دمج برامجهم الخاصة بالمحطة الفضائية. ستدمج الوحدات الروسية مع المكونات الأمريكية والأوروبية واليابانية والكندية، على أنْ تُعاد تسميتها بالكامل إلى محطة الفضاء الدولية. وستشتري وكالة ناسا بعض المكونات الروسية للمحطة الأولية، محولة الأموال المطلوبة بشدة إلى صناعتها. وفي إطار التحضير للمحطة المشتركة، نقلت مكوكات الفضاء عشر بعثات إلى المحطة «مير»، التي تلقى الروس أيضًا دعمًا لها من وكالة ناسا وركب عدد قليل من رواد الفضاء على متن المكوك، في حين استمرَّ روّاد الفضاء الأمريكيون لفترات طويلة مع نظرائهم الروس على متن المحطة «مير»، وأحيانًا كانوا يركبون المركبة الفضائية «سويوز» للصعود أو الهبوط. وسجل شانون لوسيد رقمًا قياسيًّا أمريكيًا جديدًا قدره 188 يومًا في الفضاء، على الرغم من أنَّ فاليري بولياكوف قد تجاوز هذا الرقم بكثير؛ إذ قضى 437 يوما و18 ساعة في المدار، ولا يزال هذا الرقم هو الرقم القياسي للبقاء في الفضاء في رحلة واحدة.5
وبحلول أواخر التسعينيات، أصبحت «مير» متداعية وغير آمنة بشكل متزايد؛ إذ تعرض أحد رواد فضاء وكالة ناسا وزملاؤه الروس لحريق طارئ خطير؛ وكان آخر على متنها عندما أدَّت تجربة سيئة التصميم في الإرساء اليدوي الشامل لسفينة الإمداد «بروجرس» إلى حدوث تصادم وانخفاض سريع في ضغط إحدى الوحدات العلمية. ومع ذلك، استمرت الزيارات والإقامة الأمريكية على متنها حتى عام 1998.
شكل: روّاد الفضاء في محطة الفضاء الدولية أوليج نوفيتسكي، وفيودور يورشيخين، وجاك فيشر، وبيجي ويتسون (قائدة المحطة) يتشاركون في وجبة طعام في أبريل 2017. كان التعاون الروسي الأمريكي بالغ الأهمية لمشروع محطة الفضاء الدولية منذ عام 1993، بغض النظر عن الحالة المتفاوتة للعلاقات بين البلدين (المصدر: وكالة ناسا).
وبعد فترة وجيزة من انتهاء برنامج مكوك الفضاء الأمريكي «مير»، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس أنها ستتقاعد بسبب نقص التمويل ولأنَّ ناسا كانت تضغط على روسيا لتحويل اهتمامها الكامل إلى محطة الفضاء الدولية. وكانت آخر بعثة روسية منتظمة في عام 1999، لكن المحطة قُدّر لها أن تعيش حياةً أخرى غريبة بعد تقاعدها، عندما أبرمت شركة «إنرجيا» (مكتب تصميمات كوروليف سابقًا) اتفاقًا مع مجموعة «ميركورب» الخاصة ومقرها في الولايات المتحدة، لمواصلة محطة «مير» العمل كمحطة ربحية. وتولى اتحاد الشركتين تمويل بعثةٍ مُكوَّنة من رائدَي فضاء في عام 2000 لفحصها ومحاولة إصلاحها، لكن الولايات المتحدة ضغطت على روسيا للتخلُّص من هذا الإلهاء عن محطة الفضاء الدولية. وفي مارس 2001، وجهت البعثة الروسية المحطة «مير» لتُحرق في الغلاف الجوي فوق منطقة جنوب المحيط الهادئ الخالية.6
أعادت ناسا تنظيم الجزء الخاص بها من محطة الفضاء الدولية وبدأت في إنتاج أجهزة فعلية، لكنها واجهت مشاكل جديدة؛ صناعة الفضاء الروسية التي تُعاني من نقص التمويل والتي لم تستطع إتمام أي شيءٍ في الوقت المحدد. على وجه الخصوص، تأخَّرت وحدة التحكم «زفيزدا (التي تعني «النجم») التي كانت في الأساس الجزء الرئيسي في «مير-2»، لمدة سنتين، مما أدى إلى تأخير تجميع المحطة في ديسمبر 1998، ربط طاقم مكوك أولاً وحدتين «زاريا» (تعني «الفجر») وتُموّلها الولايات المتحدة، ولكن تم بناؤها وإطلاقها من قبل روسيا، و«يونيتي»، وهي وحدة إرساء بنتها الولايات المتحدة. ولكن بعد ذلك تأخَّرت «زفيزدا» لمدة تسعة عشر شهرًا. وبعد إطلاقها في يوليو 2000، واختبار قابليتها للسكن، أطلقت روسيا بعثتها «إكسبديشن 1» على متن مركبة فضاء «سويوز» في نوفمبر من ذلك العام، مع رائدي فضاء روسيين وقائد محطة أمريكي. وبدأت هذه البعثة مُدَّةً من الوجود البشري المستمر في الفضاء لم تنته حتى يومنا هذا.7
أصبح بناء محطة الفضاء الدولية هو المهمة الأساسية للمكوك حتى توقف الطيران في عام 2011. وفي الواقع، كان ذلك خلاصًا للمكوك بعد حادث مميت ثان في أوائل عام 2003 أدى إلى مقتل سبعة رواد فضاء مرة أخرى – تفكك مكوك الفضاء «كولومبيا» عند إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي بعد انتهائه من مهمة علمية ليست تابعة لمحطة الفضاء الدولية. كان السبب، مثلما حدث في «تشالنجر» في عام 1986، خلال مرحلة الإطلاق، ولكن على عکس حادث «تشالنجر»، لم تُظهر الكارثة نفسها إلا عند دخول الغلاف الجوي. (تحطّم المكوك «كولومبيا» إثر اصطدام كتلة من الإسفنج الذي يغطي خزان الوقود من الخارج بالحافة الأمامية للجناح، مما صنع فجوةً فيها، في حين تعطّل أحد معزّزات الصواريخ الصلبة في «تشالنجر».) أظهرت الكارثة الثانية أنَّ وكالة ناسا لا تزال تواجه مشكلةً في ثقافة السلامة الخاصة بها، حيث إنها لم تتَّخِذ الإجراءات الملائمة لمواجهة التحذيرات المتكرّرة والحوادث غير المميتة. أظهر كلا الحادثين أيضًا أنَّ تصميم المكوك الأساسي، الذي لم يتضمَّن نظامًا لإحباط الإطلاق، جعله أخطر مركبة فضائية مأهولة تم بناؤها على الإطلاق. لكن أي مناقشات حول إنهاء البرنامج لم تُسفر عن شيءٍ لأنَّ الانسحاب من رحلات الفضاء المأهولة من شأنه أن يُقوّض مكانة أمريكا كقوة عظمى؛ وعلى أي حال، تم تصميم جميع وحدات محطة الفضاء الدولية غير الروسية من أجل غرفة حمولة المكوك. وأدى ذلك إلى إعلان جورج دبليو بوش عام 2004 أنَّ المكوك سيتقاعد بمجرد اكتمال المحطة. وسيتحول التركيز إلى برنامج القمر – المريخ الجديد الذي من شأنه أن يحمل رواد الفضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2019 – أو هكذا كان يؤمل.8
أجبرت الفجوة التي استمرت عامين في الرحلات المكوكية شركاء محطة الفضاء الدولية على تقليص عدد أفراد الطاقم إلى شخصين ينتقلان على متن مركبة فضاء «سويوز» على أن يتم إمدادهما بما يحتاجانه بواسطة مركبات «بروجرس» فقط (مركبة «سويوز» آلية حملت فيها الوحدة المدارية الإمدادات وأحلَّت خزانات الوقود محل كبسولة العودة من أجل تزويد المحطة بالوقود). على أية حال، بمجرد استئناف عمليات الإطلاق الأمريكية في عام 2005، توسعت المحطة بسرعة إلى حجمها الأقصى المخطط، بطول 356 قدمًا (109 أمتار) وعرض 239 قدمًا (73 مترًا) عبر أربعة مصفوفات كهربائية مزدوجة للطاقة الشمسية تُولّد 84 كيلووات من الطاقة، مع كتلة إجمالية أرضية تبلغ 925000 رطل (420000 كجم). ويتألف طاقم المحطة عادةً من ثلاثة روس وأمريكيين ورائد فضاء من أوروبا أو كندا أو اليابان. إنَّ هذه المحطة تُعتبر، وربما ستظلُّ لفترة طويلة جدا من الوقت، أكبر جسم من صنع البشر يوضع في الفضاء. ومن أبرز الأشياء التي تتميز بها محطة الفضاء الدولية أنها نجحت في القيام بعملها، على الرغم من إنتاجها المتعدِّد الجنسيات. كانت هناك مشاكل وأزمات في التجميع، ومن أبرزها تلفُ إحدى المصفوفات الشمسية وقد تطلب ذلك عمليات سير محفوفة بالمخاطر للرواد في الفضاء من أجل إصلاحها، ولكن جميع الوحدات والمكوِّنات تعمل بشكل جيد معًا، وهو انتصار لإدارة المشروع الدولية.
على الرغم من أن محطة الفضاء الدولية كانت ناجحةً من الناحية التقنية، إلا أنَّ التكاليف كانت ضخمةً وكانت عملية الوصول إليها تُعاني من الهدر والتأخير. ويُقدر مشروع المحطة بالكامل حتى الآن بحوالي 150 مليار دولار، وهو حجم الإنفاق بناءً على السعر المعدل حسب التضخم لبرنامج «أبولو» (الذي بلغت تكلفته 25 مليار دولار في الستينيات). تمَّ إنفاق ما يقرب من ثلاثة أرباع ذلك من قبل الولايات المتحدة، خاصة عندما يتم تضمين عمليات إطلاق المكوك إلى المحطة بسعر يتجاوز مليار دولار لكل عملية إطلاق (وهذه التكلفة كبيرة جدًّا بالوضع في الاعتبار أنَّ السبب الأساسي لبناء المكوك هو جعل رحلات الفضاء أرخص).
هل محطة الفضاء الدولية تستحقُ هذه التكلفة الضخمة؟ لم يمر وقت كافٍ الإصدار حكم كامل، ولكن هناك بعض الإيجابيات والسلبيات الواضحة. كتمرين على تطوير مشروع فضاء متعدد الجنسيات يمكن أن يكون نموذجا لرحلات أعمق في النظام الشمسي، كانت محطة الفضاء الدولية ناجحةً للغاية. وكوسيلة لفهم التأثيرات الفسيولوجية لرحلات الفضاء الطويلة الأمد اللازمة للسفر إلى القمر أو المريخ، فقد كانت قيمة جدًّا، على الرغم من أنَّ الشركاء لو بَنَوا محطةً أصغر مخصصة لهذا الغرض، ربما مع طاقم يتكون من ثلاثة رواد فضاء بدلًا من ستة، كانت التكلفة ستكون أقل بكثير. كمنصة علمية، تستضيف محطة الفضاء الدولية المكتملة مجموعة متنوعة للغاية من التجارب في الطب ومعالجة المواد المنعدِمة الجاذبية ومراقبة الأرض وحتى فيزياء الجسيمات (تم إرفاق مطياف ألفا المغناطيسي بقيمة ملياري دولار إلى المحطة للبحث عن المادة المظلمة، ولكن ليس له أي علاقة برُوّاد الفضاء في الداخل). ومع ذلك، إذا كان العلم هو الأساس المنطقي الوحيد لمحطة الفضاء الدولية، فإنَّ النتائج تُعتبر ضئيلة للغاية والتكاليف باهظة للغاية لتبرير بنائها.
كما هو الحال دائما مع رحلات الفضاء المأهولة، فإنَّ محطة الفضاء الدولية تتعلق بالسياسة العالمية والمحلية أكثر من العلم. وبينما تركت رواد الفضاء الأمريكيين عالقين في المدار الأرضي المنخفض؛ لأن وكالة ناسا لم تكن لديها ميزانية للقيام بأي شيء آخر، فقد حافظت على إمكانيات الوكالة وبنيتها التحتية بعد نهاية سباق الفضاء وساعدت في تأكيد مكانة أمريكا بوصفها القوة الفضائية العُظمى. وقد كانت بمثابة شريان الحياة للإبقاء على البرنامج الروسي، ممَّا عزّز ادعاء روسيا بأنها لا تزال دولة كبرى، وكانت بمثابة آلية لأوروبا وكندا واليابان لبناء قدرات الفضاء المأهول والخبرة دون الحاجة إلى تطوير أنظمة خاصة بهم لإطلاق واستعادة طواقمهم. أما بالنسبة إلى برنامج المكوك، فقد انتهى أخيرًا في منتصف عام 2011، بعد القيام بـ 135 مهمَّة، بمجرد تسليم آخر المكوّنات الرئيسية الأمريكية والأوروبية واليابانية بالإضافة إلى قطع الغيار الاستراتيجية. وبالنسبة إلى جزء كبير من الجمهور الأمريكي، كانت نهاية المكوك تعني نهاية وكالة ناسا والأمريكيين في الفضاء؛ إذ كان برنامج المكوك هو ناسا من وجهة نظرهم. وبالنسبة إلى الأغلبية، كانت ولا تزال، البعثات التي تُرسل إلى محطة الفضاء الدولية غير ذات أهمية، خاصة عندما يتم إطلاقها على الصواريخ الروسية. ومع ذلك، يستمر تشغيل المحطة حتى يومنا هذا، ومن المقرَّر أن يستمر حتى عام 2024 على الأقل – وهو العُمر الحالي الذي وَعَد الشركاء الرئيسيون بدعمه.
______________________________________________________
هوامش
(2) Michael Cassutt, “Secret Space Shuttles,” Air & Space Smithsonian, August 2009, https://www.airspacemag.com/space/secret-spaceshuttles-35318554/, accessed October 9, 2017.
(3) Ragsdale, “Politics not Science,” in Launius and McCurdy, Spaceflight and the Myth, 156–61; Neal, Spaceflight in the Shuttle Era, 134–162.
(4) Thor Hogan, Mars Wars: The Rise and Fall of the Space Exploration Initiative (Washington, DC: NASA, 2007); Neufeld, “The ‘von Braun Paradigm.’”
(5) Marcia S. Smith, “NASA’s Space Station Program: Evolution and Current Status, Testimony before the House Science Committee,” April 4, 2001, https://history.nasa.gov/isstestimony2001.pdf, accessed October 15, 2017; Launius, Space Stations, 151–163.
(6) Launius, Space Stations, 163–173.
(7) Ibid., 175–194.
(8) Diane Vaughan, The Challenger Launch Decision: Risky Technology, Culture and Deviance at NASA (Chicago: University of Chicago Press, 1996); Columbia Accident Investigation Board, Report Volume 1 (Washington, DC: NASA, 2003).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|